الأستاذ محمد بن جنيد طالعي
درس المرحلة الابتدائية بمدرسة المطعن الابتدائية . ودرس المرحلة المتوسطة في متوسطة بيش . ثم أكمل دراسته بمعهد إعداد المعلمين بمدينة جيزان .
هو المسك والعنبر والطيب والكاذي ، رجل حوى كل المحاسن والجمال الإنساني في تعامله وأخلاقه ..
عرفته بداية في متوسطة بيش كطالب مجد مجتهد مؤدب كثيرا وكان متقدم علي في الصفوف ، فهو في الثالث المتوسط وأنا في الأول المتوسط .
ثم عرفته معلما في مدرسة المطعن الابتدائية والمتوسطة وهو قائم بعمل المرشد الطلابي .
فعندما تعينت بنفس المدرسة في عام ١٤٠٥هـ ، مرشدا طلابيا كنت أستفيد منه كثيرا . فعرفت منه السجلات التي يعمل بها المرشد الطلابي .. وكيفية تعبئة السجل الشامل .. ولكونه من نفس قرية المطعن فقد كان يعرفني بأولياء أمور الطلاب الذين كنت أستدعيهم لزيارة المدرسة ، أو هُم يزورون المدرسة من تلقاء أنفسهم .
والحقيقة كان يعتبر مرجعا لي في بداياتي العملية .
فأنا عملت مرشدا طلابيا ولم أكن أعرف عنه شيئا ، ففي التربية الميدانية عندما كنت طالبا تدربت كمعلم وقمت بتدريس مادة علم النفس لطلاب معهد إعداد المعلمين في أبها .. ثم تدربت كأخصائي نفسي في مستشفى الصحة النفسية في أبها .
أما كمرشد طلابي فلم أتدرب أو أمارس العمل مرشدا إلا بمدرسة المطعن ووجدت خير معين ومعلم الأستاذ محمد جنيد طالعي .
بعدما انتقلت من المدرسة والمطعن وكان نهاية عام ١٤٠٨هـ ، رجع الأستاذ محمد جنيد مرة ثانية واستلم الإرشاد الطلابي بجانب الحصص التي كان يشغلها وهي لا تقل عن ١٨ حصة . وكنت ألتقي به في اجتماعات المرشدين والدورات التي ينفذها قسم التوجيه والإرشاد بإدارة التعليم .
شاءت الأقدار أن أصبح مشرفا للتوجيه والإرشاد في عام ١٤١٣هـ ، وأزور المدرسة وأزوره وأقيمه على عمله كمرشد طلابي وأجد أعمالا وخططا وبرامج إرشادية جميلة جدا لا ينفذها متخصص ومتفرغ !!.
وكنت محرجا أثناء زيارتي ، فكيف أقيم وأوجه معلما له الفضل علي وعلمني أساسيات التوجيه والإرشاد .
الأستاذ محمد من الرياضيين والداعمين للرياضة بقرية المطعن .. وقد كنت أراه في طلائع ومقدمة الرياضيين بالمطعن وفرق المطعن أيام رياضة المدارس وعندما كنا نلعب مباريات ودية مع فرق المطعن .
أمضى الأستاذ محمد في عملية التربية والتعليم ثلاثا وثلاثين سنة معظمها في مدرسة المطعن الابتدائية ( سعد بن معاذ ) .
منها ثلاث سنوات في مدرسة الدرب الابتدئية بمحافظة الدرب .
كان جادا مجدا مخلصا في عمله وعلاقته أكثر من ممتازة مع طلابه وزملائه المعلمين وأولياء أمور الطلاب .
تقاعد قبل عدة سنوات بعدما أفنى زهرة شبابه وعمره في خدمة أمته ووطنه ، واليوم أقدمه كعلم من أعلام بيش فهو يستحق .
متعه الله بالصحة والعافية والعمر المديد المقرون بالعمل الصالح .
