محطات

بسبب شجرة.. الحرب كادت تندلع بين أميركا وكوريا الشمالية

بقرية بانمنجوم (Panmunjom) الواقعة على الحدود بين الكوريتين، وقعت يوم 27 تموز/يوليو 1953 اتفاقية الهدنة التي وضعت رسميا حدا للحرب الكورية المستعرة منذ عام 1950. وعلى حسب ما جاء بهذه الاتفاقية، اعتمد خط العرض 38 للفصل بين كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية وأنشأت على طول هذا الخط منطقة عازلة منزوعة السلاح.

وخلال العام 1976، مرت الحدود بين الكوريتين بواحدة من أخطر الأزمات عقب حادثة مقتل جنود أميركيين. فبسبب شجرة بالمنطقة منزوعة السلاح، أقدم الكوريون الشماليون على قتل عدد من الجنود الأميركيين متسببين بذلك في تصعيد خطير كاد أن يؤدي لعودة المواجهات العسكرية بشبه الجزيرة الكورية.

اعتداء بالفؤوس

خلال العام 1976، تشاءمت القوات الأميركية والكورية الجنوبية من وجود شجرة كبيرة بالمنطقة منزوعة السلاح أعاقت عمليات الرؤية بمركز المراقبة المطل على جسر اللا عودة الحدودي. وأملا في إنهاء هذه المشكلة، حظّر الأميركيون، بمساعدة حلفائهم الكوريين الجنوبيين، فرقة استعدت لدخول المنطقة منزوعة السلاح لقطع الشجرة.

صورة لزعيم كوريا الشمالية كم إل سونغ

يوم 18 آب/أغسطس 1976، انطلقت فرقة تكونت من 5 عمال كوريين جنوبيين و10 جنود أميركيين، مجردين من الأسلحة، نحو الشجرة لقطعها. ومع وصولهم للمنطقة واستعدادهم لإنجاز مهمتهم، تفاجأ الجنود الأميركيون، بقيادة الكابتن آرثر بونيفاس (Arthur G. Bonifas)، بوجود الملازم الكوري الشمالي باك شول (Pak Chul) بالقرب منهم. وبشكل سريع، طالب الملازم الكوري الشمالي الأميركيين بالابتعاد عن الشجرة مؤكدا على قيام الزعيم الكوري الشمالي بغرسها وسهره الدائم على نموها. ومع تجاهل الكابتن بونيفاس لمطالب باك شول، حلت عربة عسكرية كورية شمالية، تواجد على متنها 20 جنديا، على عين المكان.

للمرة الثانية، كرر باك شول مطالبه للفرقة الأميركية والكورية الجنوبية. ومع تجاهله مرة أخرى، أمر الأخير جنوده بالهجوم. واعتمادا على الفؤوس، أقدم الكوريون الشماليون على قتل الكابتن بونيفاس وزميله الملازم مارك باريت (Mark Barret) وأصابوا 8 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. وحال مشاهدتهم لهذه الحادثة، فر العمال الكوريون الجنوبيين من المنطقة مفضلين العودة للجانب الكوري الجنوبي من الحدود.

صورة لما تبقى من الشجرة المقطوعة

قطع الشجرة والاستعداد للحرب

خلال الساعات التالية، علّقت كوريا الشمالية على الحادثة مؤكدة على قيام 15 “مجرما إمبرياليا” بدخول المنطقة منزوعة السلاح لقطع شجرة الزعيم. وبالولايات المتحدة الأميركية، وصف الرئيس الأميركي جيرالد فورد العمل بالمشين والمنافي للأخلاق بينما طالب وزير الخارجية هنري كيسنجر بشن حملة قصف جوي مكثف على المناطق العسكرية الكورية الشمالية الحدودية.

صورة التقطت لعملية الإعتداء الكوري الشمالي على الأميركيين

بعد 3 أيام من التخطيط والنقاشات، أطلقت الولايات المتحدة الأميركية يوم 21 آب/أغسطس 1976 العنان لعملية بول بونيان (Paul Bunyan). وبينما أعلنت اليابان حالة الطوارئ واستعدت للحرب، دخلت فرقة تكونت من 110 جنود أميركيين وكوريين جنوبيين المنطقة منزوعة السلاح لقطع الشجرة. وبالجانب الكوري الجنوبي من الحدود، حلقت 27 مروحية عسكرية أميركية على مقربة من المنطقة منزوعة السلاح بينما استعدت 3 قاذفات قنابل بي 52 أميركية لشن حملة قصف ضد كوريا الشمالية في حال تدخل جنودها مرة أخرى لمنع قطع الشجرة.

وبعملية استغرقت حوالي 42 دقيقة، قطع الأميركيون والكوريون الجنوبيون الشجرة بالمنطقة منزوعة السلاح وتركوا منها جذعا بلغ طوله 6 أقدام تخليدا لذكرى مقتل زملائهم قبل بضعة أيام. وخلال الفترة التالية، اتجه الزعيم الكوري الشمالي كم إل سونغ (Kim Il-sung) لتقديم اعتذار رسمي لعائلات الجنود الأميركيين الذين قتلوا بحادثة الشجرة.

شفق #متابعات

صحيفة شفق الالكترونية
المدينة : جدة
الايميل : [email protected]
الجوال : 0552355833

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى