غاص في أسرارها ليعشق ألوانها وتفاصيل نقوشها.. حوّل مواطن سعودي منزله إلى ورشة لإنتاج الأبواب النجدية التراثية، مستغلاً مهاراته الفنية لصناعة الأبواب بالطرق التقليدية المعروفة قديماً في نجد.
المستشار في “هيئة تطوير بوابة الدرعية” والباحث التراثي محمد السويح تحدث إلى “العربية.نت” عن الأسباب التي جعلته يهتم بهذا الفن، فقال: “قمت بالبحث كثيراً عن مصادر ومعلومات وكتب تتحدث عن تفاصيل هذا الفن، ولكن لم أجد ما يروي شغفي، فالمصادر قليلة أو شبه معدومة عن هذه الزخارف النجدية. حينها حرصت على البحث عن طريق النجارين كبار السن، الذين عملوا في التجارة سابقاً، وبعض كبار السن المعاصرين لتلك الفترة، وأخذت المعلومات الشفهية منهم، وقمت بتدوينها في مذكرات بسيطة، وبتصوير مجموعة كبيرة من تلك الأبواب، حتى جمعت ألبوم صور تجاوز 1000 صورة لأبواب قديمة مزخرفة، بما يحفظ بعض الطرق والأساليب المستخدمة في هذا الفن”.
وأوضح السويح أنه قام بجمع هذه المعلومات ليقوم بتأليف كتاب عن الزخارف الشعبية في البيوت النجدية. ويتضمن الكتاب أكثر من 200 صورة لتلك الأبواب والمجالس النجدية، مع الكثير من المعلومات المفيدة في مسميات الأبواب، والأدوات المستخدمة وأنواعها وأشكال وأنواع الزخارف الموجودة فيها. كما قام ببعض الدورات في صناعة الأبواب النجدية القديمة، وتلوينها بنفس الطرق المستخدمة قديماً، وكذلك تعلم عملية معالجة الأبواب القديمة المتآكلة وتلوينها بطرق حديثة.
وأضاف: “لديّ متحف للأبواب النجدية، يوجد فيه مجموعة من الأبواب القديمة المزخرفة بشكل جميل، يتراوح عمر كل باب من 100 إلى 200 سنة، وحالة جميعها ممتازة. وقريباً سأقوم بعمل معرض متنقل لتلك الأبواب النجدية القيمة”.
وختم قائلاً: “تعتبر الزخرفة النجدية من أهم أنواع الفنون التجميلية في نجد قديماً، واشتهرت بتنوع العناصر الزخرفية مع وضوح التكوين الذي يميزها عن غيرها من الزخارف المختلفة، وتعتبر حالياً من الفنون الفريدة والمميزة على الإطلاق، والتي اهتمت بها الدولة في وقتنا الحالي بشكل كبير”.
