الثقافيةمقالات

(لواعج الزمن) بقلم /مرشده فلمبان عضوة هيئة الصحفيين السعوديين بمكة

لاغرابة في هذه العجالة يحدث الكثير من السلبيات نتاج تصرفات البشر التي تغيرت تعاملاتهم إزاء بعضهم البعض..
واتساءل بيني وبين نفسي ماهية الحياة التي نحياها وقد تفاقمت مجرياتها في هذا الخضم الهائل من صراعات إنسانية.. ودوامات نفسية.
تنتاب بعض أفراد مجتمعنا حالات من الركود العاطفي.. ونضوب المشاعر في عمق ذواتهم.. من خلال تعامل غير سوي.. وغير مرضي.
قد كان لهم رصيد هائل من الود والوفاء وذلك حصاد أيام جميلة ظننا أن هذا الرصيد سيبقى على مر الأزمان.. وتنكشف حقائق مخزون دواخلهم.. وفي لحظة ما يتلاشى كل مابينهم من محبة واهتمام ويخفت ذاك الرصيد ويتبدد كل الحب..
لا أدري هل هي عوامل البيئة والتغيرات الحياتية تسببت في هدم بنيان أكثر العلاقات؟
أم هي تجارب الحياة وأنماطها المتلونة غيرت سلوك وأفئدة البشر؟
في اعتقادي أن عوامل التغيرات البيئية.. وتحديث التقنيات التي فرضت علينا.. والتكنولوجيات المستحدثة.. ومفاهيم التطورات.. جميعها شوهت نفسيات البشر وبدلت كينونتهم.. وتفكك مفهوم الترابط الأسري.. وعلاقات الصداقة..
وروابط الأخوة..
وكل العلاقات الجميله الكثير منها أضحى علاقة مصالح تحت خيمة الروابط الأسرية والمجتمع.
وعلى الإنسان خاصة في المجتمعات أن يعيد بناء هذه العلاقات التي انصهرت في محك الواقع.. وتجديد قلاعها التي أنهارت وتهدمت بفعل زحمة التقنيات وضجيجها التي أحدثت شرخََا داميََا وثورة مؤلمة في صلب الإنسانية.. وعوامل النهضة التي أثارت كوامن المجتمعات في ظل التطورات ذات البريق الزائف الذي شتت الشمل.. وأطفأ بريق المحبة وبعثر المشاعر..
على إنسان هذا الزمن المتفهم الواعي إعادة صفوة القلوب.. وإشعال بريق النقاء والتواصل في أجواء المجتمع.. وزرع بذور الحب والأمل في كيان الأسرة خاصة ثم المجتمع.. ثم الوطن..

مُرشده فلميان

كاتبة مقالات وقصص قصيرة وخواطر معلمة وعضوة عاملة في جمعية متقاعدي مكة المكرمة وعضو مشارك بصحيفة شفق الالكترونية.
المدينة : مكة المكرمة
الايميل : [email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى