ادب وفنالثقافيةسياحة و سفرمكتبة الصور

‘الخطور’لوحة تشكيلية للفنان التشكيلي المبدع الاستاذ قالب الدلح

في الزمن الماضي وقبل التطور والنهضة التي شهدتها المملكة العربية السعودية فيما بعد كان سكان الجنوب وخصوصًا منطقة جازان عندما كان الشاب يريد أن يختتن ويتطهر كانوا يعملون له مراسم ختان وتسمى “هودًا” وتكون ثلاثة ايام أو تزيد على حسب مكانة اهل المختتن .

ويعملون حفلايرقصون فيه رقصة السيف. ورقصة العرضة ورقصة العزاوي ورقصة المصاقرة.

وكان المختتن يزور اسمياه في القرى المجاورة ويعطونه الخطور: هو مبلغ يعطى كمساعدة لاهل الختين لشراء بعض مستلزمات الهود ويبدا وضع هذه النقود على راس العتيقة من صبيحة يوم الختان وعادة عشرة ريال والسمي يعطيه اعلى مبلغ .

وكانت النساء يرقصن ‘الديشة’وتعتبر أجمل أنواع الرقصات التي تمارسها النساء، في ختان الأولاد وتمارس هذه الرقصة بشكل فردي وجماعي وتصاحبها الأهازيج الشعبية الرائعة والجميلة. ومنها هذه الأهزوجة الجميلة التي ذكرها الشاعر والمؤرخ المعروف الأستاذ إبراهيم مفتاح في كتابه الجميل «فرسان، الناس والبحر والتاريخ» تقول الأهزوجة وهي مصحوبة بالرقص الجماعي:
يا مديش – ديش بالدلا
يا مديش – يا سبع الخلا
وتردد كافة النساء الحاضرات هذه الأهزوجة الجميلة ويقمن بقطع مصارهن وهي قطعة صغيرة على الرأس ويقلن:
يا أم الختين قطعي مصارك
يا أم الختين سرني ما سرك
تم السرور تمه
لخالته أخت أمه
جينا نبارك لك
بولدك الغالي
وفي أهزوجة أخرى تردد النساء هذه الأبيات الشعبية الجميلة..
تموا السرور لأهله
واحد مرة على الشادي
كل على مهله – والليل متمادي
من زان في كحله
والخد له نادي
واللبس يصلح له
والفل والكادي
واللعب ذاء حله
والزين تمادي
محروس من جعله
من كل متعادي

وعندما تنتهي مراسم الهود يعمل وليمة للذين خطروا فقط ومع تطور الحضارة ودخول النهضة التي تعيشها بلادنا في العهد السعودي الزاهر اندثر هذا التراث واصبح من ذكريات الماضي.

ولكن الفنان التشكيلي المبدع والمتميزوالتربوي القدير الاستاذ قالب الدلح أعاده إلينا في صورة جميلة ورائعة عبر هذه اللوحة التشكيلية الجميلة.

الاستاذ/قالب الدلح

ابراهيم النعمي

ابراهيم بن حسن النعمي صحفي وكاتب - عضو هيئة الصحفيين السعوديين وعضو مشارك - صحيفة شفق الإلكترونية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى