صحة

متخصصة بأمراض النساء والولادة بمستشفيات الحمادي تكشف تأثيرات الأورام الليفية على المرأة أثناء الحمل

يعرف الورم الليفي بأنه نمو زائد في النسيج العضلي الرحمي، وهو يعتبر من الأورام الحميدة وليس من الأورام الخبيثة،أما بالنسبة لتوضع الورم الليفي فإما أن يتوضع تحت بطانة الرحم وهنا قد يتبارز داخل جوف الرحم ويترافق غالباً مع نزف،وألم شديد أثناء الدورة،أو يتوضع داخل عضلة الرحم وهو الأكثر شيوعاً،أويتوضع خارج جدار الرحم ويسمى ورم ليفي معنق،وهذا الأقل من ناحية الأعراض والإختلاطات، والأقل تأثيرا على الحمل.
وتبلغ نسبة حدوث الأورام الليفية حوالي 40 – 60 % بعد عمر 35 سنة للنساء،وأغلبها غير مشخص بسبب عدم وجود أعراض،أما بالنسبة للحجم فإن الأورام الليفية تأخذ أحجام مختلفة من حجم حبة اللوز (حوالي 2سم) إلى أحجام كبيرة(حجم برتقالة)أوحتى أكبر وقد تصل إلى حوالي (15سم)، وقد تكون مفردة وأحياناً تكون أورام ليفية متعددة،وفي بعض الأحيان تصل إلى 10 أورام ليفية بالرحم لكن هنا غالباً تكون صغيرة الحجم.
وبالنسبة للأعراض التي تشكو منها المريضة،تكون في أغلب الأحيان،وهذه الأورام غير عرضية والمريضة لاتشكو من أي عرض وتكتشف هذه الأورام أثناء إجراء تصوير الألتراساوند للحوض،أمابالنسبة للأعراض الأكثر شيوعاً خارج أوقات الحمل فهي الشعور بثقل أسفل البطن،والشعور بضغط في الحوض،احتقان في الحوض، إحتباس بولي،تعدد بيلات، غزارة الطمث،نزوف شاذة،بينما تعد أهم الأعراض أثناء الحمل هي حدوث نزف بنسبة11% وحدوث ألم بنسبة59%،بينما 30%من النساء الحوامل يحدث لهم ألم مترافق مع نزف،وغالباً مايزداد حجم الورم الليفي أثناء الحمل وخاصة بالأشهر الثلاث الأولى بسبب زيادة هرمون الأستروجين ولكنه يتراجع بعد الولادة بنسبة 50%.
 إن تأثير الورم الليفي على الحمل مختلف؛فكثير من النساء يكملن ويتابعن الحمل للولادة بدون مشاكل،ولكن يمكن للأورام الموجودة تحت بطانة الرحم أن تسبب إجهاض مبكر، وهنا يمكن القول بأن نسبة حدوث الإجهاض تكون أكثر عند النساء اللواتي لديهن ورم ليفي من النساء اللواتي ليس لديهن ورم ليفي،وفي فترة الثلث الثاني من الحمل أهم الشكايات تكون هي الألم خاصة إذا كانت الأورام كبيرة أوفي حال حدوث إنفتال للورم أوحدوث إحتشاء للورم وهو مايسمى بالتنكس الأحمر للورم ويكون العلاج بإعطاء مسكنات فقط.
ومن التأثيرات الأخرى للأورام على الحمل هي نقص نمو الجنين داخل الرحم حيث أن الأورام الليفية الكبيرة تعيق نمو الجنين وتطوره داخل الرحم كما أن الأورام الليفية التي تحدث بالجزء السفلي للرحم قد تسبب عسرة مخاض وولادة قيصرية بسبب عدم تدخل الجنين بالحوض،ومن الأثار الأخرى هي حدوث إنفصال للمشيمةوبالتالي حدوث ولادة مبكرة قبل 37 أسبوع من الحمل،كما أن إحتمالية المجيئ المقعدي تكون أكبر في حالة وجود الورم الليفي.
إن نسبة حدوث تمزق رحم أثناء الولادة الطبيعية بعد عملية إستئصال ورم ليفي هي نادرة في حال تم الإستئصال بدون الدخول لجوف الرحم،لكن في حال تم إختراق جوف الرحم أثناء الإستئصال هنا تكون إحتمالية تمزق الرحم كبيرة أثناء الولادة الطبيعية،وهنا تنصح المريضة بالولادة القيصرية.
ونؤكد على أهمية عدم إستئصال الورم الليفي في حال الولادة القيصرية بسبب المخاطر المثبتة للنزيف الحاد والذي يتطلب نقل دم أوربط الشريان الرحمي أوحتى إستئصال الرحم أحياناً،بينما إزالة الورم الليفي المعنق الموجود خارج عضلة الرحم فيمكن إزالته بأمان أثناء العملية القيصرية بدون زيادة خطر النزيف،وهناك إجراء متبع آخر وهو إصمام الشريان الرحمي من قِبل أطباء الأشعة التداخلية للسيطرة على النزف ما بعد الولادة وتقليل من مخاطر إستئصال الرحم حيث أن الإصمام يؤدي إلى إنكماش الورم الليفي ويعتبر هذا التداخل إجراء بديل لعلاج الأورام ذات الأعراض الشديدة لدى النساء غير الحوامل.


الدكتورة : فتاة نبعة
أخصائية أمراض النساء والولادة بمستشفيات الحمادي بالرياض.                  
      _                         
                                                                                       
 

زهير بن جمعه الغزال

مراسل شفق المنطقة الشرقية الأحساء 31982 ص ب 5855 موبايلي 00966565445111

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى