صحة

اختصاصي الجراحة بمستشفيات الحمادي في حديث عن متلازمة الشريان المساريقي العلوي

هي حالة نادرة ناتجة عن انسداد في الاثني عشر وبالتحديد في الجزء الثالث منه،وعلى الرغم من أن هذه الحالة غير شائعة إلا أن تزايد عدد الحالات التي راجعت عيادات الجراحة في الآونة الأخيرة شجعتني على كتابة هذة المقالة بهدف توعية المجتمع فيما يخص المرض وكيفية العلاج.
تحدث الحالة عندما ينضغط الإثني عشر بين الشريان الرئيسي للجسم المسمى (الشريان الأورطي)وأحد الشرايين الفرعية الرئيسية للشريان الأورطي المسمى (الشريان المساريقي العلوي). هذا الضغط الناتج عن الشريان يؤدي إلى منع انتقال الطعام عبر الإثني عشر مؤدياً إلى انسداد الأمعاء الدقيقة العلوية، وإنسداد الأمعاء يعني أن الطعام والمواد الأخرى تتراكم عند نقطة الإنضغاط مما يتسبب في إتساع وتلف الإثني عشر والمعدة.
الأعراض الشائعة:
تشمل العلامات والأعراض الشبع المبكر والغثيان والقيء وآلام البطن الشديدة “الطعنة”(بسبب كل من ضغط الاثني عشر والتمعج المعكوس)، وانتفاخ/تشوه البطن، والتجشؤ، وفرط الحساسية الخارجية أو إيلام منطقة البطن،والارتجاع، وحموضة المعدة عند الأطفال، تعتبر صعوبات التغذية وضعف زيادة الوزن من الأعراض المتكررة أيضًا.
في بعض حالات متلازمة الشريان المساريقي العلوي،قد يحدث سوء تغذية حاد مصاحب للهزال التلقائي،وهذا بدوره يزيد من ضغط الاثني عشر،مما يؤدي إلى تفاقم السبب الأساسي مما يخلق حلقة مغلقة من الأعراض المتفاقمة،أيضاً يمكن ملاحظة الخوف من الأكل بشكل شائع بين المصابين وهذا ناتج عن تفاقم الأعراض والألم بعد الأكل بالنسبة للكثيرين،يتم تخفيف الأعراض جزئيًا في حالة الاستلقاء الجانبي الأيسر أو وضع الركبة إلى الصدر،أو في وضعية الانبطاح(الوجه للأسفل).
وهنا..يطرح التساؤل من هم المرضى المعرضين للإصابة بمتلازمة الشريان المساريقي العلوي:
مرضى الوهن(نحيف جدًا أو “نحيف”)،الذين يعانون من ضعف حركة الجهاز الهضمي أو  أورام خلفية في جدار البطن، والمرضى الذين يعانون من فقدان الشهية وسوء الإمتصاص وتراخي جدار البطن  والإلتصاقات البريتونية  والصدمات البطنية،أيضاً يمكن رؤية هذه المتلازمة في طفرة النمو السريع الخطي للمراهق، وفقدان الوزن،والمجاعة، وحالات التقويض،وتاريخ الإصابة العصبية وبعد عمليات إصلاح انحناء العمود الفقري.
كيفية التشخيص:
التشخيص صعب وعادة ما يكون عن طريق الإقصاء، وبالتالي،لايتم أخذ متلازمة الشريان المساريقي العلوي بعين الإعتبار إلا بعد أن يخضع المرضى لتقييم شامل لقناتهم الهضمية بما في ذلك التنظير العلوي،وتقييم مختلف حالات سوء الامتصاص والتقرح والإلتهابات المعوية.
ويوجد العديد من الفحوصات والصور الشعاعية التي يمكن اجراؤها للتوصل للتشخيص ولكن الفحص القياسي هو التصوير المقطعي الطبقي للبطن مع صبغة، والتي تثبت لنا تضيق الزاوية بين الشريان الأورطي والشريان المساريقي العلوي مع ضغط وانسداد في الإثنى عشر.
طرق العلاج:
في معظم الحالات يكون العلاج الأولي هو العلاج التحفظي، الذي يهدف الى علاج السبب الرئيسي للمرض بالاضافة إلى إعادة اكتساب الوزن المفقود، قد يشمل العلاج الطبي وضع أنبوب أنفي معوي من أجل تخفيف الضغط عن الإثنى عشر والمعدة، والإستلقاء في الوضع الجانبي الأيسر،كما هو مهم تعويض السوائل والأملاح المفقودة بالإضافة إلى تعويض السعرات الحرارية عن طريق أنابيب التغذية أو القسطرة الوريدية العميقة. 
في حال فشل العلاج الطبي،أو لم يكن ممكنا بسبب المرض الشديد،فإن التدخل الجراحي لا بد منه، وهو يهدف لتخفيف الضغط على الإثنى عشر، هناك العديد من الطرق الجراحية لعلاج متلازمة الشريان المساريقي العلوي ولكن أكثرها شيوعاً وأكثرها نجاحاً هو تحويل مسار الإثنى عشر عن طريق عمل وصلة تحويلية بين الإثنى عشر والأمعاء الدقيقة (Duodeno-Jejunostomy) وتعتبر النتيجة المتوقعة لعلاج متلازمة الشريان المساريقي العلوي بالجراحة بشكل عام ممتازة،حيث أن أكثر من %90 من المرضى يلاحظون التحسن السريع مع إختفاء أغلب الأعراض وإعادة اكتساب الوزن الطبيعي في غضون عدة أسابيع ما بعد الجراحة.
____
الدكتور: مجد الحدادين
أخصائي أول جراحة عامة وجراحة المنظار بمستشفيات الحمادي بالرياض.                                                        

زهير بن جمعه الغزال

مراسل شفق المنطقة الشرقية الأحساء 31982 ص ب 5855 موبايلي 00966565445111

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى