مقالات

اليوم الوطني السعودي 92

   تحتفل المملكة العربية السعودية باليوم الوطني ، وهو الذكرى الثانية والتسعين لتوحيد البلاد تحت راية واحدة ، وتوحيد القلوب ، وجمع الكلمة ، ووحدة الصف ، ونبذ الفرقة والاختلاف ، بفضل الله ثم بفضل الملك عبدالعزيز ورجاله المخلصين .
     نحتفل اليوم بذكرى إعلان توحيد البلاد ، وتغيير اسمها لتكون “المملكة العربية السعودية” ، وليكون لقب حاكمها “ملك المملكة العربية السعودية” ، وقد مضى على ذلك الإعلان اثنان وتسعون عام حتى اليوم .
     وقد سبق ذلك مرحلة معارك التوحيد التي استمرت اثنان وثلاثون عاماً ، بدأت بدخول الرياض في الخامس من شوال 1319 هـ ، تلاه معركة الدلم وبقية معارك العارض وسدير ، ثم معارك القصيم حتى انضمامها لكيان الدولة ، تلاه دخول الأحساء 1331 هـ ، ثم دخول عسير 1338 هـ ، ثم دخول حائل 1340 هـ ، ثم دخول مكة 1343 هـ وتلاه حصار جدة ثم دخولها 1344 هـ ، وأخيراً كان انضمام جازان وصبيا وما يتبعهما بعد أن أسند الإدريسي جميع أمور بلاده إلى الملك عبدالعزيز عام 1349 هـ  لتنضم إلى كيان الدولة .
     تخلل ذلك وتلاه حماية كيان الدولة من المتمردين ، ومن الطامعين فيها من الدول الأخرى، وسط فوضى عارمة خلال الحرب العالمية الأولى ، وقد رسمت حدود هذه الدولة المباركة بدماء المخلصين الذين بذلوا أرواحهم فداء لثراها .
     وقد سبق هذه الدولة المباركة بقرون تأسيس الدرعية على يد الأمير مانع بن ربيعة المريدي جد أسرة آل سعود لتكون بذرة مباركة كان ما نحن فيه اليوم من ثمراتها ، وقد مر على ذلك 576 عام ، فتتابعوا على أمارتها حتى تولى الإمام محمد بن سعود 1139 هـ / 1727 م ليتسم عهده بنظرة توسعية لتأسيس كيان دولة ، ثم كان اللقاء التاريخي له مع الإمام العالم محمد بن عبدالوهاب 1157 هـ / 1744 م ، ليتعاهدا على نصرة الدين ومحاربة البدع ، وكان ذلك بداية نشأة الدولة السعودية الأولى ليتتابع عليها الإمام محمد بن سعود ، ثم ابنه الإمام عبدالعزيز ، ثم ابنه الإمام سعود بن عبدالعزيز ، ثم ابنه الإمام عبدالله بن سعود ، لتسقط في زمنه الدولة السعودية الأولى .
     ولم تمضِ سبع سنوات حتى قامت الدولة السعودية الثانية 1240 هـ / 1825 م على يد بطل من أبطال آل سعود وهو الإمام تركي بن عبدالله بن الإمام محمد بن سعود ، فطرد المحتل ووحد البلاد ، وخلفه ابنه الإمام فيصل ، ثم ابنائه الأئمة عبدالله وسعود وعبدالرحمن ، لتسقط الدولة بعد التفكك .
     ولم يمضِ عشرسنوات حتى قامت الدولة السعودية الثالثة على يد صقر الجزيرة العربية وبطلها الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن طيب الله ثراه  5 شوال 1319 هـ / 15 يناير 1902 م .
     في اليوم الوطني نتذكر تضحيات أبطال التوحيد ، الملك عبدالعزيز ورجاله المخلصين ، وما قدموا في سبيل هذا الوطن ، فندعوا لهم ونخلد ذكرهم ومآثرهم ونفاخر بها ، رحمهم الله وجزاهم عنا خير الجزاء ونلهج إلى الله بالحمد والدعاء لحفظ هذا الوطن الغالي وقيادته الرشيدة وأمنه واستقراره ورخائه .

زاهي الخليوي
عضو الجمعية التاريخية السعودية
عضو الإتحاد العربي لعلوم الفلك و الفضاء

زهير بن جمعه الغزال

مراسل شفق المنطقة الشرقية الأحساء 31982 ص ب 5855 موبايلي 00966565445111

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى