محليات

جهات رقابية وعلمية هولندية تشيد بنجاح المملكة في احتواء تفشي فيروس كورونا

 

أشادت جهات رقابية وعلمية هولندية بتجربة المملكة العربية السعودية لاحتواء تفشي فيروس كورونا بكل كفاءة واقتدار، وبالتطور الذي يشهده القطاع الصحي بشكل خاص في مجال التيقظ والأمان الدوائي، ومراقبة سلامة الأدوية، وتقييم المستحضرات الصيدلانية والحيوية والبيطرية، والرقابة على المنتجات الغذائية والأجهزة والمنتجات الطبية وتقييم مخاطرها.

جاءت تلك الإشادات والآراء الإيجابية خلال الزيارة الرسمية التي قام بها وفد الهيئة العامة للغذاء والدواء لمملكة هولندا مؤخرًا، وجرى خلالها عقد لقاءات عدة مع جهات علمية ورقابية رائدة لبحث فرص التعاون الممكنة، وتبادل التجارب الدولية المميزة والخبرات والمعلومات ذات العلاقة.

وتهدف “الهيئة” من خلال هذه الزيارة إلى استعراض قصص نجاح المملكة و”الهيئة” خصوصًا في مجالات (الغذاء والدواء والأجهزة والمنتجات الطبية ومنتجات التجميل والمبيدات والأعلاف)، والاطلاع على التجارب الدولية المميزة في مجال التقنية الحيوية، ومناقشة سبل التعاون في المجالات التطويرية والتنظيمية، لتعزيز القدرات المحلية وتوفير الإمكانات اللازمة بما يساهم في تطوير منظومة التقنية الحيوية الوطنية، وتحقيق الأهداف الاستراتيجية في هذا القطاع الحيوي من حيث توطين الصناعات الحيوية والأمن الدوائي للأدوية الحيوية واللقاحات.

واطلع وفد “الغذاء والدواء” خلال تلك الزيارات على الخدمات التي تقدمها كل جهة في المجالات ذات العلاقة، وذلك رغبةً للاستفادة المتبادلة من التجارب والممارسات التي تسهم في حماية المجتمع عبر ضمان سلامة الغذاء والدواء والأجهزة والمنتجات الطبية ومنتجات التجميل والمبيدات والأعلاف.

وتمت زيارة المعهد الوطني الهولندي للصحة العامة والبيئة (RIVM)، حيث يملك المعهد مختبرات للأدوية الحيوية، ومركزًا تعاونيًا في سلامة الغذاء بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية (WHO)، وهيئة الدستور الغذائي (CODEX).

كما أن لدى المعهد تعاونًا وتنسيقًا مع الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية (EFSA) لتوحيد برامج رصد الأغذية ومشاريع أبحاث استهلاك الغذاء، إضافةً إلى وجود اهتمام بفرص التعاون الدولي في مجال الأجهزة الطبية وتحديدًا مع “منظمة التجانس العالمي للأجهزة الطبية” (GHWP).

ومن أبرز الجهات التي جرى زيارتها، وكالة الأدوية الأوروبيةThe European Medicines Agency (EMA)، وهي وكالة لا مركزية تابعة للاتحاد الأوروبي مسؤولة عن التقييم العلمي والإشراف ومراقبة سلامة الأدوية فيه، ويوجد لديها عددًا من فرق العمل والمجموعات ذات الصلة.

وتعد الوكالة مؤسسة تواصل شبكية تضم أنشطتها الآلاف من الخبراء من جميع أنحاء أوروبا، ويقوم هؤلاء الخبراء بعمل اللجان العلمية بتقييم الأدوية طوال دورة حياتها بدءًا من المراحل المبكرة من التطوير، من خلال ترخيص التسويق إلى مراقبة السلامة بمجرد ظهورها في السوق.

تلا ذلك زيارة لقسم الوبائيات الدوائية وعلم الأدوية السريري في جامعة أوتريخت، ويهدف هذا القسم إلى تحديد مواطن التطوير في المجال الصحي بالاشتراك مع المرضى ومقدمي الرعاية الصحية ومطوري الأدوية والمشرعين الدوائيين.

ويحتوي القسم على ثلاثة مراكز حيوية وهي مركز طرق البحث، ومركز العلاج السريري، ومركز التشريعات والسياسة الدوائية وذلك بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وبحث أعضاء الوفد مع مسؤولي القسم مواضيع التيقظ والأمان الدوائي، ووبائيات الأدوية، إضافةً إلى السياسات الدوائية.

ولتشابه أدوار “الغذاء والدواء” مع هيئة سلامة الأغذية والمنتجات الاستهلاكية (NVWA) في مجال الرقابة على المنتجات الغذائية والعلفية، ومياه الشرب المعبأة، ومنتجات التجميل، والمنتجات العشبية، والمعززات الغذائية؛ فقد شمل جدول أعمال الوفد على زيارة هذه الجهة، التي تراقب صحة الحيوان والنبات، وسلامة الأغذية والأعلاف والمنتجات الاستهلاكية، إضافةً إلى إنفاذ التشريعات الخاصة بها.

ومن مهامها أيضًا تقييم المخاطر والتواصل بشأنها، التفتيش والتحقق والفحص، إنفاذ الأنظمة والتشريعات، إدارة الحوادث والأزمات وتقديم المشورة في مجال السياسات للمسؤولين.

وشملت الزيارة أيضًا “مجلس تقييم الأدوية”، ويقوم المجلس بتقييم جودة وفاعلية وسلامة الأدوية المقدمة للتسجيل، كما يشجع الاستخدام الأمثل للدواء من قبل المريض، ويغطي عمل المجلس جميع المستحضرات الدوائية سواء كان على شكل مستحضرات وصفية أو لا وصفية، أو كانت مستحضرات تقليدية أو مصنعة بأحدث وسائل التقنية الحيوية.

كما يقدّم المجلس التوصيات لوزارة الصحة -التي يعمل تحت مظلتها-، وبدورها تكون هي مسؤولة عن تنفيذ القرارات مثل الموافقة على تسجيل مستحضر أو سحبه بناء على تقارير السلامة، ومن ضمن أعمال المجلس تقييم المنتجات الطبية البيطرية عن طريق وحدة المنتجات الطبية البيطرية وتقييم الأطعمة الجديدة، كما يساهم أيضًا في عملية صنع القرار في مجلس الأدوية البيطرية.

ومن ضمن الجهات العلمية التي زارها وفد “الهيئة” في هولندا، “معهد أبحاث فاغننجن لسلامة الأغذية” الذي يعد بمثابة مختبر مرجعي دولي وأوروبي وأحد المصادر المهمة لتقييم الحوادث والأزمات التي تمس عمل هيئة سلامة الغذاء ووزارة الزراعة والطبيعة وجودة الأغذية ووزارة الصحة والرفاه والرياضة الهولندية، ويلعب أيضًا دورًا في الحد من حوادث التلوث البيئي والتسمم الغذائي.

ويساهم المعهد في إجراء التحاليل المخبرية لهيئة سلامة الغذاء الهولندية، والقيام بأبحاث علمية مستقلة من خلال التحليل المخبري، وعمل أبحاث علمية في الطب الشرعي، وتحليل المخاطر وتقييمها، كما يقدم المشورة إلى السلطات الحكومية، ويجمع نتائج خطط الرصد من هذه المختبرات ومن ثم إرسالها إلى هيئة سلامة الغذاء الأوروبية (EFSA).

ويمكن للهيئة الاستفادة من أبحاث المعهد في مجال سلامة الأغذية، وكذلك الاستفادة من مختبراته في إجراء التحاليل المتخصصة في مجال سلامة الغذاء والأعلاف الحيوانية.

وباعتباره واحدًا من أفضل التجمعات في أوروبا، فقد استهدف وفد “الغذاء والدواء” زيارة مركز التدريب في تجمع لايدن للتقنية الحيوية، ويوفر هذا التجمع البيئة المناسبة للأنشطة المتعلقة بالتقنية الحيوية، إذ يضم أكثر من 215 منظمة تتمثل في 150 شركة متخصصة والعديد من معاهد البحوث المعتبرة دوليًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى