مقالات

احذر … أمامك قنطرة لتصفية المظالِم على بُعْدٍ من الحياة .

بقلم : فيصل بن فراج بن زيد آل فراج

ربما تأخذك شجاعة شخصيتك وقوة عضلاتك وفرض سيطرتك فتسطو بها على مواقف الأيـــــام بين الناس وإذا بك تزداد وتزداد دون رجوع عن موقفك وربما تمضي بك الأيام في ظلمك لغيرك وفرض السوء على من يتعامل معك فتستمر وكأنك على صواب إلى أن تزول هذه القوة ربما بدعوة مظلوم أو ربما بزوال النعم التي كنت فيها وحولتها إلى طرق لظلم الناس والتجبر عليهم .
فالكثير منا يتمادى في غفلة عن صنيعــه مع الضـعفاء ظــنا به أن ذلك ما يصــح مـــعهم في التعــــامل معلقا أفعاله وتعاملاته على مصطلحات لم نستمع إليها إلا بعد انتشار التكنولوجيا والرأسمالية وغيرها من مصطلحات ربــط النفس بالمصـلحة الشخصية فقط دون الإيثار وحب الخير ونشر العطاء والتسامح بين الناس غافلا كل الغفلة عن الحساب ورد المظالم يوم القيامــــة وأن هناك جنة ونار وقنطرة تقع بينهما يقتص فيها من كل من ظلم وأفسد وبغى وتجبر على من حوله فيحاســـب فيها كل شخص عن ما بدر منه في حق الآخرين ويحاسب عن أخطائه في حقهم ثم ترد المظالم وبعدها يتخذ طريقه إما للجنة وإما للنار فانتبه من هذا الموقف ولا تأخذك الأيام مغترا بقوتك أو بجاهك أو بمنصبك أو بعائلتك أو بمالك
فالقنطرة جسر يصل بين الجــنة والنـــــــار قد لا يعرف عنها الكثير من الناس أو لم يستمع لذكرها العـديد من الســــــامعين ولم يقـــرأ عنهـــا الكثير من القارئين فهي جسر يمر عليه الناس يوم القيامة فيقتص فيه من مظــالم الناس لبعضهم وربما تكـــــون هــــــــذه المظالم في قوة واعتداء من قوي على ضعيف أو قد تكون في أخذ حقوق الآخــــرين أو قد تكون في عــــدوان بالغيبــة والنمــــيمة على البعض أو قد تكون في أكل أموال الناس بالباطل . روى البخاري في صحيحه مِن حَــدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الخُــدْرِيِّ رضـــــي اللهُ عنه : أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ : ” يَخْلُــــصُ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ فَيُحْبَسُــــــونَ عَلَى قَـنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّــــارِ، فَيُقَصُّ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ مَظَــــالِمُ كَـــانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا ، حَتَّى إِذَا هُذِّبُوا وَنُقُّوا أُذِنَ لَهُمْ فِي دُخــــُولِ الْجَنَّةِ ، فَوَ الَّذِي نَفْسُ مُحَـــمَّدٍ بِيَدِهِ ، لَأَحَــــدُهُمْ أَهْدَى بِمَنْزِلِهِ فِي الْجَنَّةِ مِنْهُ بِمَنْزِلِهِ كَانَ فِي الدُّنْيَا” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهذا عدل الله عز وجل فالجنة لن تدخلها نفس خبيثة ظلمت وطغت وتجبرت على الــناس وعلى الضـــــعفاء ولكن يسكنها القلوب النقية والنفوس الزكية ومن أجلها يسعى المؤمن لرد الحقوق إلى أصحابها ليلحق بالجنة من كان لا يحمل غلا ولا كرها ولا ظلما ولا عدوانا على الناس في هذه الدنيا
فاحذر أخي الكريم فربما يطول العمر وأنت ماض في طريق الظلم ومستمر في السطو على حقوق الغير وأكل الميراث وذكر الناس بما يكرهون وأنت لا تعلم هول صنيعك في الآخرة وتتغافل عن البحث عن الاتجاه نحو طريق النجاة حتى تعبر القنطرة فتصل إلى مداخل جنات عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الصالحين الأنقياء الأوفياء
وتذكر دائما بأن صنائع المعروف تقي مكاره السوء فليكن دوما في صنيعك حب الخير للناس وعدم إيذائهم بأي مكروه ودافع عن حقوقهم وردها إليهم وتمسك بمساعدتهم في كل مواقف الحياة ورد الحقوق إلى أصحابها وعاون الضعيف والمسكين والمحتاج والمريض فإنها أعمال شاهدة لك لا عليك مضيئة لطريقك متى سرت عليه عابرة بك من قنطرة القصاص إلى ساحات جنات النعيم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى