أخبار المجتمعحواراتمنوعات

“راكان في حالة حرب”.. “الاستثمار في الإبل” حِراك واسع وخطوة ابن حثلين “شاهدة”

وسط حراك واسع يشهده هذا القطاع الحيوي، الذي يرتكن على موروث ثقافي سعودي أصيل، باتت صناعة الاستثمار في الإبل ومنتجاتها وكل ما يتعلق بها حاضرة بقوة في المشهد، بفضل تحركات واسعة للجهات المعنية مدفوعة بدعم لا محدود من “القيادة”، حيث يواصل “نادي الإبل” جهوده في ترسيخ مفهوم اقتصاديات الإبل، من خلال حشد الطاقات وتوظيف الخبرات في تنويع وإثراء هذا المشهد.

وهذا بعينه ما تطرق إليه الكاتب تركي السهلي، والذي وصف ما قام به رئيس مجلس إدارة نادي الإبل فهد بن حثلين بطرح “استئجار” الفحل راكان ابن البطل “مضيم” بأنه خطوة غير اعتيادية ومغامرة لا يقوى عليها إلا قائد يعي جيداً تحويل الاعتيادي إلى غير ذلك؛ لافتاً إلى أن العقول لا بد أن تخضع لهزات حتى يتضح أمامها الصواب والانتقال المرحلي وتركها المستهجن بالتقليد إلى القبول بالمضبوط.

وقال السهلي في مقال له: نادي الإبل فتح طريقاً كبيراً للاقتصاديات وبقي عليه أن يمضي دون خوف أو تراجع، وسوق الإبل لدينا في الأساس يعاني من اختلالات حادة؛ بل كان فوضويّاً إلى درجة الهدر وضياع الحقوق وما يفعله نادي الإبل هو العمل على تنظيمه وضبطه وجعله في الإطار المؤسسي لا النمط الفردي المنفلت وهذا له وقته ومستغربو أفكاره أيضاً.

وعن تفاصيل القصة يقول “السهلي”: يخوض الجمل “راكان” معركته الخاصة مع مُلاّك الإبل من ناحية كسر المُتعارف الاجتماعي، أو تغيير التعاطي مع “الفحل” كمُنتج لسلالات من النوق، أو كمورد اقتصادي. ولُبّ الجنوح وعدم الفهم من أهل الإبل يكمن في الخلط بين “العسب” وهو طلب المٌقابل المالي للتلقيح المنهي عنه شرعاً، وبين تحويل الذكر من الجِمال إلى انتفاعٍ معلوم المُدّة لغرض تحقيق عائد.

ويتابع: الغاية تأجير شكل ونوع الفحل لا ماءه في زمن “ المزاين”. وهُنا تقدّم فهد بن حثلين رئيس مجلس إدارة نادي الإبل وطرح “استئجار” الفحل راكان ابن البطل “مضيم” العائد له مقابل خمسة ملايين ريال لِمُدّة عامٍ واحد دون الربط بشرطية التلقيح. والباب مفتوح للتعاطي لكنّ بعمق واتساع عقل والمُستهدف رواج الأسماء كما في الخيول.

ويصف “السهلي” ما قام به “ابن حثلين” بقوله: الحقّ أن ابن حثلين غامر مُغامرة كبيرة باسمه ومكانته لكنّه تقدّم إلى ذلك كفعل لا يقوى عليه إلاّ قائد يعي جيداً تحويل الاعتيادي إلى غير ذلك، وأن العقول لابدّ وأن تخضع لهزّات حتّى يتّضح أمامها الصواب والانتقال المرحلي وتركها المًستهجن بالتقليد إلى القبول بالمضبوط.

وحول واقع سوق الإبل في المملكة يؤكد “السهلي” أن السوق يُعاني من اختلالات حادّة بل كان فوضوياً إلى درجة الهدر وضياع الحقوق وما يفعله نادي الإبل هو العمل على تنظيمه وضبطه وجعله في الإطار المؤسسي لا النمط الفردي المُنفلت وهذا له وقته ومستغربو أفكاره أيضاً والسعودية يوجد بها نحو مليون ونصف المليون من الجِمال وتركها دون حدود اقتصادية يجعل منها ثروة قابلة للتراجع وسلوكاً جامداً في خانة التفاخر والعرف المجتمعي. وبالنظر إلى ما أُحِيطت به الإبل من رعاية فإن الجانب البيطري كان مُتقدّماً على الاقتصادي حيث وفُّرت مراكز الأبحاث والمستشفيات في الإحساء والقصيم وكان التناول طبّياً إلى درجة حفظ الأجنّة للفحول وهو أمر فتح باب الانتفاع الإكلينيكي وحافظ على السلالات وقضى على التأويل وأعطى الجانب الطبّي مساحة تحرّك.

ويختتم بقوله: إن “راكان” في حال حرب الآن وهو المُتسلسل من إرثٍ بطولي ومملوك من صاحب مكانة مرموقة، إذ عليه أن يتحوّل إلى مورد لا إلى مُراد ومن مجرّد وجاهة إلى سُلالةٍ يمكن بيعها لزمنٍ مُحدّد. لقد فتح نادي الإبل طريقاً كبيراً للاقتصاديات وبقي عليه أن يمضي دون خوف أو تراجع.. تماماً كما يفعل راكان ووالده الفحل مضيم من قبله حينما يقطعان الأشواط وفي روحهما الاسم والقوّة.. والانتصار على كُل شيء.

ولعل ما تطرق اليه “السهلي” بشأن المردود الاقتصادي لهذه الصناعة يأخذنا إلى جانب آخر لا يقل أهمية عنوانه نجاح السعودية في إعادة تشكيل الحِراك الإقليمي والعالمي لقطاع “الإبل” بطريقة لم يعهدها المجتمع الدولي من قبل، مع تقديم مساهمات منهجية لمؤسسة رعاية الإبل، وذلك من خلال تأسيسها لمنظمة الإبل الدولية (IOC)، وهي منظمة غير ربحية مقرها الرياض، تأسست في مارس من العام الماضي (2019)، وتضم أكثر من 100 دولة، من أجل تطوير وخدمة كل ما يتعلق بالإبل كموروث.

والشهر الماضي أعلن مؤسس ورئيس المنظمة الدولية للإبل فهد بن فلاح بن حثلين عن خطوة دولية تطويرية في قطاع الإبل، من خلال تأسيس الجمعية الأمريكية لملاك مزارع الإبل في الولايات المتحدة، تحت إشراف المنظمة الدولية للإبل، وعقد ملاك مزارع الإبل في أمريكا اجتماعاً تحضيرياً في تاريخ 2020/9/10 لتوحيد جهودهم في تطوير قطاع الإبل من خلال المنظمة الدولية للإبل.

ثم عقدوا اجتماعهم لتأسيس الجمعية في تاريخ 2020/9/17م بحضور أمين عام المنظمة، وتم توقيع محضر تأسيس الجمعية وتسجليها رسمياً في الولايات المتحدة الأمريكية.

وأوضح رئيس الجمعية ارون سكوت ويندل حينها أن تزايد أعداد مزارع الإبل في أمريكا دفعهم إلى تأسيس الجمعية، مضيفاً أن جهود المنظمة الدولية للإبل المتسارعة والمتعددة لخدمة قطاع الإبل خلف الانضمام إلى المنظمة والعمل معها، وتحت إشرافها لتطوير قطاع الإبل لجميع جوانبه.
وقدّم سكوت شكره لرئيس المنظمة الدولية للإبل فهد بن حثلين لجهوده وتشجيعه لإنشاء هذه الجمعية، والتي سوف تنعكس أعمالها بشكل سريع ومباشر على تطوير جوانب متعددة في أنشطة الإبل الاقتصادية، والثقافية والطبية والرياضية.

نور الدين احمد

أ/ نورالدين حسين ,كاتب محتوى ومحرر صحفي و مترجم صحيفة شفق الالكترونية
المدينة : الأردن
الايميل : [email protected]
الجوال : 0962777460471

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى