محمد الرياني
سلام على العيدابي
سلام على شوارعها المضيئة
وعندما يحل عليها الظلام
سلام على رؤوس جبالها الشم
في مساءات العشايا والغمام
– – – – – – – – – – – – – – –
كنتُ في ركن قصي منزويًٍا عندما كان الأستاذ (حسن غزواني) يتحدث عن تجربته مع النحل والعسل، وعن التجربة الشخصية والاستثمار وعن حياة النحل، كان هذا قبل أن أسأله عن الاحتراف في تربية النحل وعن طب النحل وعلاجه، كان في غاية أناقته وهو يجيبني وكان في قمة حضوره وهو على المسرح يؤدي درسًا مختصرًا رشيقًا عن تجربته مع النحل، وعندما كنت مستمتعًا بالحديث كنت أقاوم آلام معدتي التي ازدادت علي وقت دخولي مقر مهرجان العسل بالعيدابي ولم أستمر في البقاء لحضور أمسية الأدب مع صبا صبيا وغادرت بعد أن أوصاني الفنان التشكيلي الخبير الكبير قالب الدلح بأن أغادر بعد أن رأى آثار التعب على ملامحي فعملت بنصيحته وغادرت على الرغم من روعة المكان وحسن التنظيم ومحلات العسل التي اصطفت بشكل مذهل.
في العيدابي أراد الله لي أن ألتقي بزميل العمل أحمد خبت بعد عقدين من الزمن على تفرقنا، وجمعتني العيدابي بزميل دراستي عيسى مسملي ومعه الأستاذ الشاعر محمد حمد حكمي والدكتور الشاعر عبدالله عشوي ومقدم اللقاء علي أفندي وهم الذين قد التقيتهم في مناسبات مختلفة ولكن اجتماعنا في العيدابي كان رائعًا بطعم العسل.
– – – – – – – – – – – – – –
غادرتُ العيدابي على عجل وأنا أقول لها سلام عليك.. سلام.. سلام
سلام على شبابنا وشابتنا الذين صنعوا لوحة تشكيلية على أرض المهرجان، رسموا جبال العيدابي ونحلها وعسلها لوحاتٍ من الجمال الفاتن، ونطقوا حروفًا ذهبية بلون العسل كي يسعد الجمهور الحاضر باتجاه المسرح.
كان مساء الثلاثاء رائعًا حقًّا بوجود تلميذي النجيب عبدالعزيز الرميلي النعمي الذي قدمني أمام الزائرين تقديمًا يفوق في وزنه عدد الجمل التي علمتها له صغيرًا في الابتدائية، وتمنى لوكان هو الذي أحضرني إلى العيدابي حتى لا أتحمل وحدي عناء التعب، وهذه شهادة فريدة كُتبت على أرض العيدابي ، شهادة كُتبت بالشهد والدموع في موقف لا أنساه.
ختامًا لك الشرف يالعيدابي وأنت تحتضنين الشهد الأفراح وطنين النحل الرائع ، وتغريد فراشات الفن الشعبي والثقافة والأدب، والمساءات الفاخرة، وخير تتويج لمهرجانك أن كان مهندس المنطقة وأميرها الفذ المحبوب محمد بن ناصر بن عبد العزيز هو الذي افتتح مهرجان العسل في أرقى صور التلاحم والحب والود بين أمير وأبناء منطقته.
