الثقافيةجديد الاخبارمقالات

يقولون حدث كذا فمن الذي يقول؟

انتشر على مدار السنين الماضية، أقوال كثيرة تهدم الهمم وتشتت المجتمعات وتزرع أحيانا الخوف في قلوب الناس وفي بعض الأوقات تنشر الوقيعة بين الشعوب، وتعد هذه الأقوال المصدر الرسمي لانتشار الإشاعات في البلاد. وكان منها {يقولون حدث كذا وكذا} وكأن هذا القول أصبح هو المصدر الرئيس لنشر الأخبار الرسمية بين الناس، إنني أتحدث اليوم عن كلمة تعد من أخطر الكلمات على وجه الأرض في هذا الزمان، كلمة تحارب بناء أمجاد الأوطان وتهدم الأسر وتنشر الإشاعات والفساد في الأرض بين الناس، كلمة من أحرف قليلة لكنها لا تقل خطورة عن المخدرات وغيرها لأنها تنشر فيروس الشائعات- يقولون ليس مجرد أحرف كلمة بل أصبحت مصدرا للأخبار حينما تكون جالسا مع أصدقائك تتحدثون في أمور عامة فتجد أحدا ينطق ويقول يقولون فلان فعل كذا.
ولكن السؤال هنا الذي أبحث عنه منذ سنوات ماضية.
من هو مصدر يقولون الذي يتحدث الناس على لسانه ويرددون أخباره ؟
هل حقا أصبحت الدول والشعوب مغيبة إلى هذا الحد حتى يأخذوا مصادر معلوماتهم من شبح مجهول ومصدر غير معروف تحت مسمى يقولون.
ألم يحدث الله تعالى الناس في كتابه العزيز قائلا.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ
صدق الله العظيم.
فكيف لنا نخالف كلام الحق تعالي، ونجلس ونتحدث بمصادر مجهولة وننشر حديثها هنا وهناك حتى تتحول الشائعات إلى حقيقة بين الناس ويكون المصدر الأساسي يقولون، ولا يعلم أحد منا حتى الآن من هم الذين يقولون ويتحدثون، وفي الحقيقة ما هي إلا مجرد كلمة يقولها شخص لتتحول إلى شائعة ومن ثم إلى خبر عام عنوانه الكذب، ومتن الخبر من الضلال، حتى تصبح عقول الناس مغيبة تماما وتعتمد على أقوال وهمية كاذبة، وليس مصادر حقيقية موثوقة.
لذا يجب علينا كمجتمع ونحن نعيش اليوم في القرن الحادي والعشرين، أن تتغير ثقافتنا وطريقة تفكيرنا ونعمل على التفرقة بين الحق والضلال وبين الحقيقة والخيال، وأن لا نأخذ مصادر أخبارنا من مصادر ليس لها أساس من الصحة، يجب علينا التصدي إلى تلك الأقوال التي تعمل على نشر الجهل بين أفراد المجتمع، والقيل والقال بطرق كثيرة ومنها، أن نعمل على توعية من يقول كلمة يقولون كذا وكذا، ونبين له أن هذا لا يعد مصدرا للخبر بل مصدر لنشر الكذب والضلال.
أيضا أن نربي ونأسس أبنائنا منذ الصغر على أن هذه الأقوال مجرد شائعات ليس إلا، وأن قولا يقولون ما هو إلا حديث المقاهي والمتنزهات، وليس مصدر خبري موثوق به، يجب علينا محاربة تلك الأقوال التي تهدم الهمم، وتعطل الأمم، وتشغل الناس عن بناء أمجاد أوطانهم، لا ريب عندي أن ثقافات الشائعات والأقوال الضالة منتشرة في جميع الدول سواء كانت الدول العربية أو الغربية، ولكن إن عمل كل شعب على نفسه واجتهد لمحو هذه الأقوال من حياته اليومية، ستتغير الحياة وتتبدل الأمور من شائعات وهمية إلى أخبار حقيقية، كفانا معشر الناس أقوالا ليس لها أصل من الصحة، نعم كان علينا الحديث عن كلمة يقولون لأنها تعد سلاح دمار شامل للأمم، فإذا كنت تريد هدم دولة اهدم شعبها بالأوهام والشائعات، حتى يردد بينهم في الصباح والمساء قولا يقولون .
وختاما لن تتقدم الأمم إلا بالوعي والعلم والثقافة فإن غاب العلم غيبت عقول الناس،

محمد ابراهيم

كاتب صحفي حاصل على كلية إعلام جامعة فاروس حاصل على ماجستيرفي الصحافة التلفويونية وعضو مشارك بصحيفة شفق الإلكترونية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى