لقاءات

زلزال الوجع والقهر والموت

بقلم الكاتبة ـ د. وسيلة محمود الحلبي*

 

نزفت القلوب وجعا ، وجرت الدموع دما ، وخيم الحزن والأسى ،على ما شاهدناه عبر الفضائيات ، ووسائل التواصل الاجتماعي، ووسائل الاعلام المتنوعة.
فوالله إنه لشيء مرعب ومخيف، فاجعة ترددت أصداؤها في كل مكان…
مأساة هزت العالم ، وأدمت القلوب …آهات تصدر من تحت الركام والحطام …
آهات تمزق الكيان ….عيون زائغة في كل مكان …
كلمات متبعثرة ، بكاء وصراخ وعويل …
يا للهول .. كله حصل في غمضة عين ..
زلزلت الأرض…هدمت منازلهم ..صدعت شوارعهم…شقت طرقاتهم ….
فجأة علت أصواتهم من كل مكان… ذعر واستغاثات …دعاء وصراخ .. كله في ثوان..
يا الله …. انقلب الحال ..إنه الزلزال…
عيون خائفة … قلوب راجفة …دموع جارفة .. خطوات تائهة …
أصوات هنا وهناك … هيجان في كل مكان …
استنفار في البلاد … صخب ورعب وآهات ودعاء …
برد ومطر وثلج وتشرد في العراء ….
يا الله ، ماذا يحدث .. بل ماذا حدث.. تكسرت النوافذ والأبواب …. تحطمت الأسقف والجدران ..
بدأت الاتصالات من كل مكان ….
الجميع يريد الاطمئنان.. هناك من أجاب ، وهناك من انقضى نحبه وغاب..
أذان متعطشة لسماع صوت الأهل والأحباب …منهم من هرب فنجا.. ومنهم من لم يسعفه الوقت فغاب … والناس في ذهول ورعب وهيجان…
فجعت من هول ما رأيت …تنقلت بين الفضائيات….
يا للهول …… أطفالا في العراء…
نساء تركض .. تصرخ بكل اللغات…
وسط الثلوج والبرد القارص والأمطار….
أطفالا يرتجفون بردا وخوفا وذعرا من شدة الانهيار…
شبابا يركضون .. يصرخون وبالله وقدرته يستغيثون …
أن ينجي أحبتهم من هذا الزلزال المجنون …
وشيابا لا يستطيعون السير …وعلى الأرض يقعون..
يلتفتون يمنة ويسرة عن فلذات أكبادهم بعيونهم وقلوبهم يبحثون …
لله يتضرعون أن يكونوا من الزلزال ناجون …
جميعهم أمام قدرة الله عاجزون ..
متلهفون لسماع صوت أحبتهم الناجون
إنه الزلزال المجنون …
قضى على أحلامهم .. آمالهم .. أطفالهم ..
وترك الناجون منهم في خضم أمواج الحزن يغرقون ….

*سفيرة الإعلام العربي
*سفيرة السلام العالمي
*عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى