لقاءات

التطرف والطائفية والعوامل الموضوعية

الدكتورة انيسة فخرو
سفيرة السلام والنوايا الحسنة
المنظمة الاوروبية للتنمية والسلام

 

إن أي ظاهرة في العالم، سواء أكانت سياسية أم اقتصادية أم اجتماعية، لابد وأن يكون لها عوامل موضوعية وذاتية ساهمت في ظهورها.
والطائفية كانت كامنة ونائمة، لعن الله موقظها. وبروزها كظاهرة مرتبطة بالتطرف حتما له عوامل ذاتية وموضوعية ساهمت في ظهورها وسيطرتها، وبالطبع نحن نغلّب العوامل الذاتية على الموضوعية لانتشار أي ظاهرة.
وبالنسبة للعوامل الموضوعية، سأورد مقولات بعض الساسة المؤثرين في السياسة الأمريكية، لعل وعسى يتفكر فيها أولو الألباب:
(هنري كيسنجر) مستشار الأمن القومي الأمريكي، وأحد المهندسين لاحتلال العراق وتقسيمه ومنظّر الضربات العسكرية على سوريا، كتب من عام 2009 حتى 2014 يقول:
“سيطروا على النفط، تسيطروا على الأمم، سيطروا على الغذاء تسيطروا على الشعوب “. “ضرورة الحفاظ على الأنظمة الدكتاتورية، وتوجيه الثورات القادمة إلى دكتاتوريات عسكرية أو دينية، والتخلص من الأنظمة الحالية وإحلال أنظمة عميلة كليا؛ لضمان هيمنة أمريكا على المنطقة، ودعم الحركات الدينية المتطرفة، وخاصة الإخوان المسلمين في مصر وليبيا والأردن لتكوين جبهة لمواجهة إيران “.
“الشرق الأوسط أصبح قديما، وعلى أمريكا أن تسعى لعمل جبهة سنية لمواجهة الهلال الشيعي (إيران والعراق وسوريا وحزب الله والبحرين وشرق السعودية) لاستمرار الحرب مائة عام بين السنة والشيعة “.
“الحرب العالمية الثالثة على حافة الاشتعال، وما يحدث في سوريا هو مقدمة لها، أمريكا من جهة، وروسيا والصين وإيران من جهة أخرى “.
“إيران ستكون المسمار الأخير في النعش الذي تجهزه أمريكا وإسرائيل إلى روسيا والصين، وعندما يسقطان وإلى الأبد نبني مجتمعا عالميا جديدا لن يكون إلا لقوة واحدة وحكومة واحدة هي الحكومة العالمية (السوبر باور الماسونية)، وقد حلمت بهذه اللحظة التاريخية “.
“بعد سقوط (صدام) بدأنا الحديث عن الشرق المتوسط الجديد، وبدون (مبارك) و (القذافي) و (زين العابدين) و (علي صالح) ، ويلحقهم (الأسد)، تختفي أنظمة حكمت أكثر من مليون عربي، وتصبح خارطة الشرق بها العديد من الثقوب التي بانتظار كيف ومن سيملؤها، والرياح لا تزال تحرك الرمال (وهنا يأتي دور الفوضى الخلاقة)، وإذا سارت الأمور كما ينبغي، فسيكون نصف الشرق إلى إسرائيل “.
أما (جو بايدن) نائب الرئيس الأمريكي، فهو مهندس فكرة عسكرة التنظيمات المتطرفة، وتأسيس (داعش)، وهو من صوّت مع احتلال العراق وتهجير شعبه ومع تصفية الجيش العراقي، وطرح فكرة تقسيم العراق على أساس طائفي 2006، ومن مقولاته:
“أنا صهيوني، وإسرائيل ضرورة لأمن يهود العالم “. وأكد أنَّ بلاده تقدم إلى الكيان الصهيوني 8.5 مليون دولار يوميا.
أما (ريتشارد بيرل) الصهيوني رئيس مجلس سياسات الدفاع الأمريكي، في كتابه نهاية الشر2004 فيقول: “الحرب العالمية خيار لا مفر منه، وضرورة تقسيم العراق وإنهاء الحكم في سوريا والتخلي عن الوهم بأن دولة فلسطينية مستقلة تساهم في حماية الأمن الأمريكي “.
وفي أدبياتهم وكتبهم، تنص الاتفاقية الجديدة لتقسيم الوطن العربي على أساس طائفي وعرقي بحت، كالتالي:
” يُقسم العراق إلى ثلاث دول: كردستان، سنيستان، شيعستان.
كردستان: وتضم كردستان العراق وكركوك، وأجزاء من الموصل وديالي، وأجزاء من تركيا وإيران وسوريا وأرمينيا وأذربيجان، وستكون الأكثر موالاةً لنا.
شيعستان (دولة الملالي): وتشمل جنوب العراق، والجزء الشرقي من السعودية والأهواز، (والبحرين تعتبر تابعًا للجزء الشرقي من السعودية)، وهي حزام يحيط بالخليج العربي.
سنيستان ( دولة الدواعش): وتضم ما تبقى من أرض العراق، وتُدمج مع أراض في سوريا “. ومن الملاحظ أنَّ كل الدول المصطنعة تقوم على أساس عرقي أو ديني متطرف؛ من أجل التبرير ليهودية الكيان المحتل أرض فلسطين.
وتقسم سوريا إلى أربع دول طائفية، وكل الدلائل تشير إلى أن تقسيم العراق وسوريا قادم لا محالة.
وتُقسم السعودية إلى دولتين: دينية إسلامية على غرار الفاتيكان، تشمل مكة والمدينة والمناطق الدينية، ودولة سياسية، ويتم اقتطاع أجزاء من السعودية لصالح اليمن والأردن، وتبقى الكويت وعُمان بلا تغيير.
أما فلسطين فبعد أن تم التقسيم فعليا على الأرض إلى غزة والضفة، يسقط حق العودة ويصبح فلسطينيُّو الشتات يتبعون الأردن، ويُرحّل قسرا عرب الأراضي المحتلة عام 1948 إلى الأردن؛ لتحتفظ فلسطين بالعرق اليهودي فقط “.
ويأتي ضمن السياق، القرار الأخير برفض إعطاء المهاجرين الروس (غير اليهود)، الذين هاجروا منذ سنوات طويلة لأسباب اقتصادية، إقرارا من الكيان الصهيوني بيهوديتهم. فالهدف النهائي من كل هذا الخراب والدمار لتقسيم العالم على أساس ديني أو عرقي من أجل التبرير ليهودية الكيان الغاصب.
ونذكّر بالمقولة المشهورة لـ (ريتشارد بيرل): “العراق هدف تكتيكي، والسعودية هدف إستراتيجي، أما مصر فهي الجائزة الكبرى “. من الفرات إلى النيل، أليس هو حلم الصهيونية والماسونية منذ أن نشأت؟
________
إضاءة: نحتاج إلى العقلاء في السعودية واليمن، لوقف التراجيديا العبثية، والنزيف الدامي لليمن وشعبها، بشكل دائم لا هدنة مؤقتة؛ لأن الحرب لن تحل المشكلة، بل تزيدها تعقيدا، وتولد الأحقاد والأحزان، وفقط بالحوار يتحقق الحل السياسي لتأمين مصلحة السعودية واليمن على السواء. ونتمنى ألا يتقسم اليمن، وألا تتأجج الحرب الأهلية الطائفية بشكل أكبر؛ لكي لا يسقط المزيد من الضحايا من الطرفين.

إضاءة
الشهداء الذين سقطوا في يوم واحد الاربعاء الموافق ٢٢ فبراير ٢٠٢٣ في نابلس جبل النار هم رمز للبطولة والنبل والشهامة ومن قتلهم رمز للغدر والعنف والدناءة.. نعزي شعبنا العربي في فلسطين ونعزي أنفسنا بفقدان فلذات قلوبنا وحسبنا الله على الصهاينة وعلى كل من يقف مع الباطل في كل زمان ومكان

زهير بن جمعه الغزال

مراسل شفق المنطقة الشرقية الأحساء 31982 ص ب 5855 موبايلي 00966565445111

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى