الثقافيةجديد الاخبارمقالات

(لاتطفيء وهج الشمع) مرشده فلمبان

في هذا الزمن النشاز.. زمن التجاهل والتخلي
للأسف الشديد هذا واقعنا.. حقيقة مرة كمرارة الحنظل.. بعض من واقعنا المؤلم في بعض مجتمعاتنا إن لم أقل الكثير منهم.. يستهين بمشاعر المرأة حين توهن قواها ويضعف عودها وينصهر بعد جهد كبير من المتاعب وقسوة الأحداث التي اثقلت كاهلها.. وأي أثقال؟
حمل.. وولادة.. وتربية الأبناء.. ومسؤوليات البيت والزوج ومتطلباته _ أعباء لاحصر لها.
شمعة متوهجة تسطع في مملكتها الصغيرة.. يكبر الأبناء.. ترقب نموهم.. تتابع نجاحاتهم بكل حب وخوف.. تعتز بمكانتهم.. وتفخر بعلو شأنهم.. وتسر أكثر حين يتزوجون ولديهم من الأبناء ماينسيهم مشقة الأم وتضحياتها..
هاهو ضوء الشمعة يخفت شيئََا فشيئََا.. وكان يشع في أرجاء البيت.. تخور قواها.. تتلاشى حيويتها تعاني من مواجع نفسية وعضوية خاصة لو فقدت شريك حياتها متكأها حين تجور عليها أحداث الزمن..
البعض من الأبناء لا تعنيه معاناة هذه المسكينة من ضجيج السكوت واللامبالاة.. وتجاريح الزمن.. يغفلون أن كل أنثى بحاجة لجمال المعنويات يخترق روحها.
في بعض المجتمعات يضعونها على هامش الحياة حين يتقدم بها العمر تموت كمدََا من عذاب الوحدة والتسهيد.. أشعروها بانتهاء صلاحيتها.. مشاعرها ملقاة في حضيض الإهمال.. مهترئة المشاعر في حاوية النفايات الآدمية.. يالهول ماتعانيه من عذابات السنين وجفوة الأبناء.. وتلاشي اللحظات الجميلة من حولها.
هي يا أحبتي بحاجة لإشراقة بسمة تصافح محياها.. ومرافقتها في الجلسات العائلية الجميلة.. بحاجة لمن يلامس وجدانها بأطيب العبارات.. وأعذب الكلمات تمسح دموعها العالقة في أحداقها.. يشعلون قناديلها المطفأة بأحلى أماني العمر.. ترد إليها روحها.. ولتمضي بقية عمرها في أسعد حال.. هي فقط بحاجة للإهتمام وديمومة الحب والحنان في خيمة الوجود..
هي فرصة لاتعوض للأبناء لكسب الرضا قبل موعد الرحيل والفقد.. فلا تطفئوا وهج الشمعة في مساحات وجودكم. .

مُرشده فلميان

كاتبة مقالات وقصص قصيرة وخواطر معلمة وعضوة عاملة في جمعية متقاعدي مكة المكرمة وعضو مشارك بصحيفة شفق الالكترونية.
المدينة : مكة المكرمة
الايميل : [email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى