مقالات

رواء الروح

 

بقلم – عائشة فهد السويد

 

حين تحار النفس وتتيه في الحياه، حين تشتتنا المواقف والأحداث، حين تصدعنا الآلام والأوجاع، حينها يبحث القلب عن الراحة والهدوء، و تشتاق النفس للسكون والطمأنينة، ولا هدوء ولا سكينة ولا طمأنينة ولا رواء لروح المؤمن إلا مع القرآن ..
كما قال الرب الكريم سبحانه ﴿هُوَ الَّذي أَنزَلَ السَّكينَةَ في قُلوبِ المُؤمِنينَ لِيَزدادوا إيمانًا مَعَ إيمانِهِم﴾ فالسكينة من ثمرات الإيمان، والإيمان يزداد مع السكينة، وعلاقتهما لا تنفك أبدًا .
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- : (السكينة تنزل عند قراءة القرآن إذا قرأه الإنسان بتمهل وتدبر فإن السكينة تنزل حتى تصل إلى قلب القارئ فينزل الله السكينة في قلبه.) شرح رياض الصالحين (4/651)

ولا عجب أن تسكن الروح وتطمئن وترتوي الروح وتسعد عند قراءة القرآن، بل إن الملائكة لتتنزل عند تلاوة القرآن، إنه الشوق لكلام الله عز وجل والتلذذ بتلاوته ..

وقد روى البخاري ومسلم عن أُسَيْد بن حُضَيْر، قال: بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفَرَسُه مربوطٌ عنده، إِذْ جَالَت الفَرَس، فَسَكَتَ فَسَكَنَتْ، فَقَرَأَ فجَالت الفَرسُ، فَسَكَتَ فسَكَنَتْ الفَرس، ثم قرأ فجالت الفرس، فانصرف، وكان ابنه يحيى قريباً منها فأَشْفَقَ أن تُصِيبَه، فلما اجْتَرَّه رفع رأسه إلى السماء حتى ما يراها، فلما أصبح حَدَّثَ النَّبيَّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال له: اقرأ يا ابن حُضَيْر، اقرأ يا ابن حُضَيْر قال: فأشْفَقْتُ يا رسول الله، أَنْ تَطَأَ يَحيى، وكان منها قريباً، فرفعتُ رأسي فانصرفتُ إليه ( يعني ولده)، فرفعتُ رأسي إلى السماء فإذا مِثلُ الظُلَّة فيها أمَثَالُ المصَابِيْح، فخرجتُ حتى لا أراها. قال: وتدري ما ذاك؟  قال: لا. قال:  تلك الملائكة دَنَتْ لِصَوتِك، ولو قَرَأتَ لأصبَحَتْ ينظرُ الناسُ إليها، لا تَتَوَارى مِنْهُم). 

فاللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربنا إلى حبك، اللهم اجعل حبك أحب إلى قلوبنا من الماء البارد على الظمأ، اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا، وسائقنا ودليلنا إلى جنات النعيم ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى