صحة

استشاري أمراض الكبد ومناظير الجهاز الهضمي بمستشفيات الحمادي في حديث حول: أمراض الكبد والحمل

 

تعتبر أمراض الكبد من الأمور التي تشغل تفكير العديد من المرضى والأصحاء،لما لها من تأثير مهم على الصحة العامة ولما لها من انطباع في ذهن الكثير من الناس على اختلاف طبقاتهم ومستوياتهم الثقافية والمادية من خطورة ومن الخوف من كون هذه الأمراض معدية أوغير معدية،وعن قابلية هذه الأمراض للشفاء من عدمه.
وفي واقع الأمر ليس الكبد هو الذي يؤثر في صحتنا فقط نحن أيضاً نؤثر في صحة الكبد من خلال عاداتنا الغذائية ووعينا الصحي بما يضر وينفع صحتنا وبالتالي صحة كبدنا،ويتأثر الكبد أيضاً في بعض الأحوال الخاصة جداً مثل الحمل ذلك الحدث الهام في حياة زوجاتنا وبناتنا ولكن–والفضل الله–بنسبة لا تتعدى 2 % من عدد النساء في سن الإنجاب وذلك في أسوأ الأحوال وبصفة عامة يحتفظ العديد من النساء بحالة صحية جيدة جداً
أثناء فترة التكيف الفسيولوجي الذي يحدث في بداية الحمل والذي يشمل التغيرات الجسدية والنفسية التي تطرأ على المرأة نتيجة للتغيرات الهرمونية في الجسم والدم وتأثيرها على كافة أعضاء الجسم ووظائف الجسم بما يهيئ المرأة لاستمرار وتقدم الحمل بصورة طبيعية ولكن قد تحدث بعض التغيرات المرضية بالكبد في ذلك الوقت لعدد قليل من النساء بالتحديد ويكون ذلك في شكل خمسة أمراض فريدة للكبد التي تحدث فقط أثناء فترة الحمل أو في فترة النفاس بعد الولادة.
أول هذه الأمراض قيء الحمل المفرط:
وهو عبارة عن غثيان وقىء شديدين أثناء الشهور الثلاثة الأولى من الحمل وهو قليل القابلية للسيطرة الدوائية ولا يستجيب بسهولة للعلاج وهو مصحوب بارتفاع شديد في أنزيمات الكبد بنسبة 20 ضعفاً للمعدل الطبيعي في حوالي 50 % من المرض وأحياناً ارتفاع بنسبة الصفراء بالدم مع جفاف شديد مما قد يستوجب العلاج ودخول المستشفى للسيطرة على الجفاف والتغذية الوريدية.
احتباس الصفراء أثناء الحمل:
وهو اختلال بوظائف الكبد وارتفاع (ICP) في الإنزيمات مع حكة شديدة وغالباً ما يحدث في النصف وغالباً الثاني في الأسبوع 25-32 من فترة الحمل ويشتد خصوصاً في فترة الليل ويكون مصحوباً بحالة نفسية واكتئاب شديدين وأحياناً مع إسهال وعسر هضم وارتفاع بنسبة الصفراء بالدم في 10-15 % من المرض ويبدأ عادة بعد الحكة ولا تتعدي نسبة 5 كجم %.
1-اضطراب وظائف الكبد يسبب تسمم الحمل الذي يحدث في الثلاثة شهور الأخيرة من الحمل ونسبة حدوثه ضئيلة وغالباً مايؤدي إلى ارتفاع طفيف في إنزيمات الكبد ونسبة الصفراء
ولايحتاج الكبد عادة إلى علاج محدد ولكن عندما ترتفع هذه الإنزيمات بصورة ملحوظة فإن هذا يعتبر مؤشراً على مدى خطورة المرض ويستدعي الحاجة إلى الولادة المبكرة وإنهاء الحمل تفادياً للمضاعفات الخطيرة مثل تنخر الكبد أوالفشل الكبدي الحاد.
2-اضطراب الكبد المصحوب بتكسر خلايا الدم الحمراء مع نقص الصفائح الدموية ونزيف تحت الجلد وهو يعتبر أحد أشد المضاعفات للمرض السابق ويحدث بنسب2 _12 % من هؤلاء المرضى ويتميز بحدوث أعراض مشابهة لمرض الأنفلونزا في بدايته ويكون مصحوباً بصداع شديد، وقيء وآلام في أعلى البطن الأيمن مع ارتفاع شديد بالضغط وتورم بالقدمين وزيادة ملحوظة في وزن الجسم مع انتفاخ بالوجه وارتفاع نسبة إنزيمات الكبد بنسبة10_20 ضعف.
3- فشل كبدي حاد بسبب الانتفاخ الدهني الحاد لخلايا الكبد ويحدث في ثلاثة الشهور الأخيرة بداية من الأسبوع 28_40 من الحمل في السيدات اللواتي لم يسبق لهن الحمل وخصوصاً في حمل التوأم مع ارتفاع شديد في إنزيمات الكبد والصفراء وضغط الدم واستسقاء بالبطن وموت الجنين بالرحم مـــع أنيميا حادة ونقص بالصفائح الدموية وارتفاع بحموضة الدم وقصور كلوي حاد وفي بعض الأحيــــان التهاب بالبنكرياس.
-وفي معظم هذه الأمراض تظل الأسباب الحقيقية غامضة وغير محددة حتى الآن.
– وقد يتزامن أي مرض كبدي بالتوافق مع فترة الحمل لأي امرأة شابة وغالباً مايُشفى بدون تأثير يذكر علـــى الحمل.
وبالمثل فإن العديد من النساء اللواتي يعانين اضطرابات أوليه طفيفة في وظائف الكبد قبل الحمل قد يحظين بحمل ناجح وسليم وقد تعاني نسبة صغيرة من هؤلاء المصابات بالتليف الكبدي من بعض المضاعفات بنهاية الحمل.
وعمومًا فإن أمراض الكبد أثناء الحمل تندرج تحت ثلاثة أنواع:
1-أمراض كبد سابقة لحدوث حمل.
– أمراض الكبد التي تحدث فقط أثناء الحمل وبسببه وهي السابق ذكرها.
-أمراض الكبد التي تحدث مصادفة أثناء الحمل مثل عدوى الكبد الفيروسية وهي من الأمراض الكبدية الشهيرة مثل الالتهاب الكبدي الوبائي (بي)و(سي)،وهنا نجدد الإشارة إلى أن نسبة الإصابة بالفيروس الكبدي الوبائي تعتبر متساوية بين الحوامل وغير الحوامل تراوح نسبة الإصابة بالالتهاب الكبدي (بي) من 2/1_1_12% من النساء الحوامل والالتهاب الكبدي (س) تصل إلى 2.5 % من نفس العدد من السيدات وغالباً مايستمر الحمل بدون مضاعفات تذكر في حالات العدوى الطفيفة ويجب أن تراجع هؤلاء المريضات الطبيب المختص لضمان عدم حدوث مضاعفات ولمباشرة الحالة ومدى تطور المرض أو حدوث مضاعفات تستوجب التدخل الطبي حفاظاً على المريض من المضاعفات الخطيرة التي قد تحدث
وتلافياً للخطورة على الجنين والأم.
_____
د.طارق أحمد شعراوي استشاري أمراض الكبد ومناظير الجهاز الهضمي بمستشفيات الحمادي بالرياض

زهير بن جمعه الغزال

مراسل شفق المنطقة الشرقية الأحساء 31982 ص ب 5855 موبايلي 00966565445111

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى