اخبار المناطقادب وفنمقالات

( راحلون) رفقتي.. بقلم \مرشدة فلمبان

( راحلون) رفقتي..

إنني أتساءل كيف يولد البعض من أجل تلوين حياة الآخرين وتلوين ذاته بمختلف تكوينات الحياة؟ تتقلب أوراق الأيام والسنوات سراعاََ تتلاحق خلف بعضها وتتصادم على جسور الحياة.. وكل فرد يولد ويكبر وتكبر معه أحلامه وعلى مر السنين ينهل من العلم ماقدر له ويكتفي منه وكأن ذرات تلك الأمنيات تتناثر من خلال جبروت الحظ الأسود ومنهم من لم يتوان من أن ينهل من بحور العلم حين توفرت له الإمكانيات وتضافرت معه الظروف واغترف من مغريات الحياة ذاك الكم الهائل من إشراقة مستقبل باهر.. ونال منصباََ ونحت الصخر بجهوده وإرادته.. يتباهى ويتفاخر بما جنى من ثمار جهوده ولكنه عاجز عن السيطره أمام زوالها ويتعاظم وينسى بأننا (راحلون). فيظل يركض ويركض ويتمنى المزيد من هذا الحصاد حتى يشعر أن مثاقيل الحياة ناءت بها أكتافه
.. ولا يعلم هل اكتفى من حصاد الدنيا أم يتمنى المزيد؟ وبرغم كل هذه الجهود المتاعب وأعباءالحياة التي أثقلت كاهله وغابت عن ذهنه حقيقة مؤلمة بأننا جميعاََ ( راحلون). هؤلاء هم البشر يتهافتون على حب الدنيا ومغرياتها وماهي إلا مجرد أيام طالت أم قصرت لم يفكروا بالآخرة يتجادلون ويتناحرون على أمور بسيطة لاتستحق ذاك العناء النفسي والعذاب الروحي.. يتقاتلون على تفاهة الدنيا.. … وهكذا تتفاوت الأيام تلو الأيام والناس غافلة لاهية في مجريات الأحداث غائصة في متاهات الدنيا وألهياتها… عبثت الحياة بقلوب البشر مرة في لجج الأحزان ومرة في غمرات الأفراح…. حياتنا الدنيويه تتأرجح بين الرغبة المجنونة في عبث الدنيا.. والرهبة من فواجع الآخرةفأيهما أرجح كفة؟ تذكروا أيها الرفاق بأننا (راحلون) وتذاكر الرحلات رتبها رب العباد.. فلنتهيأ للمغادرة بكل عمل يرضيه.. ولنبادر بتصحيح أخطائنا وإعادة ترتيب أوراقنا. والرجوع إلى الله بكل نقاء وطهر لأننا(راحلون) تحياتي

بقلم \مرشدة فلمبان

مُرشده فلميان

كاتبة مقالات وقصص قصيرة وخواطر معلمة وعضوة عاملة في جمعية متقاعدي مكة المكرمة وعضو مشارك بصحيفة شفق الالكترونية.
المدينة : مكة المكرمة
الايميل : [email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى