الثقافيةجديد الاخبارمقالات

ليس كل ما يلمع ذهبًا ؟؟

معظمنا رومانسيون وحالمون
في نظرتنا لعالمنا،
فكل منَّا يتخيَّل أو يحلم أو يتوهَّم، أن الدنيا
«بمبي في بمبي»، وأن الحياة تمنحنا نجاحًا متواصلًا، وأحيانًا كثيرة لا نفهم أن
الدنيا لا تبتسم دومًا، لكننا نكابر ولا نريد أن نفهم أنَّ علينا أن نأخذ حذرنا لو
ضحكت لنا، فهي أحيانًا تبرق كالألماس، فنصدق ما نراه، ثم نكتشف بعد فوات الأوان أن
ليس كل ما يلمع ذهبًا، ولحظتها ندفع ثمن براءتنا وسذاجتنا، ولا نريد أن نصدق أن السعادة قد تزورنا لثوانٍ أو ساعات، أو تمضي معنا أيامًا ثم تنتهي زيارتها لنا،
فكم من طموحات لنا وأحلامٍ أُجهضت، وكم من آمال ماتت وكم من خطط رسمناها لم يكتمل نموَّها!
لم نستوعب أنه مهماوصل الإنسان من مكانة، يومًا ما ستذهب عنه هذه الهالة التي صنعها من خلال كرسيَّه،
وليس من خلال إنسانيته، وطال الوقت أم قصر سيطوينا النسيان ويغلفنا السكون ويحتوينا الظلام، ولن يبقى لنا سوى الذكرى العطرة.
فالمكانة والمجد والشهرة ستظل سنوات وترحل، والمال وسيلة لزيادة السعادة وليس خلق السعادة، فكم من
مريض وكم من خائف وكم من تَعِسٍ تمنى أن يهب كل ما يملك في سبيل استرداد سعادته وبسمته.
ولابد أن نفهم أن ما ينتظرنا قد يكون الأسوأ، حتى نتأهب ونستعد لمواجهة أي صدمة تعترض طريق مسيرتنا،
مسلحين بقوة إيماننا وثقتنا بقدرة الله عزَّ وجلَّ، فلا ندع الهزيمة والفشل والمرارة والإحباط والمرض يرافقنا في رحلتنا، فالله سبحانه وتعالى قادر على أن يُحول الغنيّ، في لحظة، إلى فقير معدم، وقادر في لمح البصر أن يجعل الشقي من أسعد مخلوقاته، ويشفي المريض، ويجعل الفاشل ناجحًا، والناجح فاشلًا، ويحول بقدرته العظيمَ إلى ذليلٍ، ويسقطه من القمة إلى السفح ويرفع بقوته الضعيف من القاع لأعلى القمم. فالدنيا ليس لها قانون ثابت ولا تسير على وتيرة واحدة، فمن لحظة لأخرى يغيَّر الله ما يشاء، فلا نتجرأ بعد ذلك ونتهم الحظ أو الظروف، بل علينا أن نتهم أنفسنا التي نبرّئها دائما
من كل التهم، علينا أن نفكَّر ونخطط ونعمل ونشقى ونحفر ونعرق لنحقق ما نريد، فلا نكابر وندخل في صراع مع ذواتنا، فحينما نفهم الدنيا سنفهم أنفسنا، ونفهم أين وكيف ومتى نتقدم أو نتأخر، والأهم كيف نرضى بما قسمه الله لنا.

في اللحظات
السعيدة.. أثن على الله وأحمده..
وفي الأوقات العصيبة.. أحسن الظن بالله.. وفي اللحظات الصامتة.. أذكر الله..
وفي الأوقات الأليمة..
ثق برحمة الله..
وفي كل الأحوال..

كن مع الله سبحانه.

محمد ابراهيم سروجي

كاتب مقالات ونثر وقصص قصيره عضو مشارك بـ صحيفة شفق الإلكترونية
المدينة : جدة
الايميل : [email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى