حققت إيفرجراند شركة التطوير العقاري الصينية تقدمًا ملموسا نحو الامتثال لحملة بكين على ديون العقارات ، لكن بعد فوات الأوان بالنسبة للمستثمرين الذين دفعوا أموالًا لسنداتها الخارجية ، و البالغة 19 مليار دولار على الأقل.
مخاوف كثيرة أثيرت بشأن قدرة المطور العملاق على سداد ديونه وإجمالها 300 مليار دولار من التزامات نحو المستثمرين العالميين.
و هناك مخاوف بشأن تداعيات محتملة على بقية صناعة العقارات في الصين و الاقتصاد،بعيدًا عن الشركة نفسها .
و فضحت نظرة خاطفة على إيفرجراند عن وجود شركة لديها العديد من المشكلات ذاتها التي تواجهها شركات أخرى في قطاع العقارات الصيني ، غير أنها لم تتصرف بالسرعة نفسها للاستجابة للاجراءات الحكومية الهادفة لحل المشكلات.
و فشلت Evergrande في الوفاء بالعديد من الوعود النهائية للدفع منذ سبتمبر ، وكان آخرها في 11 أكتوبر لفوائد مستحقة على أحد سنداتها المقومة بالدولار الأمريكي.
بحيث يصل إجمالي المدفوعات المتكدسة إلى 279 مليون دولار منذ الشهر الماضي ، وفقًا لرويترز.
و ذكر محللون أن ايفرجراند قد أخذ على عاتقه تسديدالديون لسنوات ، لكن مشاكله الأخيرة جاءت بعد تشديد اللوائح في العامين الماضيين.
من جانبه صرح البنك المركزي الصيني يوم الجمعة إن معظم شركات العقارات عندهم عمليات مستقرة ، واصفا إيفرجراند بأنها حالة فريدة من نوعها ، حيث نوعت بو وسعت ايفرجراند “بشكل أعمى”. بدون ظهور مؤشرات تذكر على أن خطة إنقاذ كاملة في طريقها.
و قد طلبت السلطات في اجتماع من 12 مطورًا عقاريًا في أغسطس 2020 ، التقليل في اعتمادهم على الديون. و ذكرت وسائل اعلامية إن إيفرجراند كانت من بين الذين حضروا الاجتماع.
ووصف تقرير محلي سياسة “الخطوط الحمراء الثلاثة” الغير معلن عنها رسمياً. و حسب تقدير وسائل الإعلام الحكومية “الخطوط الحمراء” بأنها ثلاثة شروط محددة للميزانية العمومية يجب أن يفي بها المطورون إذا كانوا يريدون تحمل المزيد من الديون. تتطلب القواعد من المطورين الحد من ديونهم فيما يتعلق بالتدفقات النقدية والأصول ومستويات رأس المال للشركة.
و قال كبير الاقتصاديين الصينيين في كابيتال إيكونوميكس جوليان إيفانز-بريتشارد ، ، إنه في صيف 2020، تجاوز جميع المطورين الـ 12 في الاجتماع واحدًا على الأقل من الخطوط الحمراء.
و أضاف إيفانز في تقرير بتاريخ 22 سبتمبر / أيلول ، بعد عام واحد ، كانت إيفرجراند وجرينلاند هما الشركتان الوحيدتان من ضمن عشرات الشركات الأصلية التي ماتزال تتخطى واحدًا على الأقل من الخطوط الحمراء.
و من نهاية يونيو ، قال ايفانز : إن جرينلاند قد تجاوزت خطًا واحدًا ، بينما انتهكت ايفرجراند جميع الخطوط الحمراء الثلاثة.
و من بين أفضل 30 مطورًا ، في المقابل ، يتجاوز أقل من الثلث أيًا من الحدود ، مقارنة بأكثر من الثلثين قبل عام” ، على حد قوله. “حتى الشركات التي لا تخضع رسميًا للقواعد امتثلت بشكل عام.”
و قد سبق ليفرجراند ان حذرت المستثمرين من التباطؤ بالسداد أواخر أغسطس. قبل أيام فقط ، من بلاغ البنك المركزي الصيني وسلطات أخرى المديرين التنفيذيين للشركة في اجتماع نادر لحل مشاكل ديونهم.
و قال زهانغ ينغجي ، الزميل الأول في معهد أبحاث العقارات الصيني ICR: “المشكلة التي تواجهها الصناعة بأكملها هي أن النموذج بأكمله يعتمد كثيرًا على التمويل”.
و اضاف زهانغ إن القيود المفروضة على السرعة التي يمكن أن يتوسع بها المطورون رتبت حيث أن ضمان الإسكان الميسرة تعتبر جزء رئيسي من خطة التنمية الاقتصادية الصينية للسنوات الخمس المقبلة.
و تضاعف متوسط سعر البيت السكني في الصين أكثر من أربعة أضعاف بين عامي 2001 و 2019 ، و لم يرتفع متوسط سعر المنزل الجديد في الولايات المتحدة بنسبة 80٪ خلال نفس الوقت ، وفقًا للبيانات الرسمية من الصين والولايات المتحدة.
ارتفاع الأسعار جاء عندما بدأت بكين عام 2016 الترويج لشعار “المنازل للعيش فيها ، وليس للمضاربة”. و تعتبر محاولة للسيطرة على سوق العقارات شبهها الكثير بالفقاعة.
و في السنوات القليلة القادمة، سيستمر المطورون الصينيون في الاستدانة ،خاصة في الأسواق الخارجية.
و نمت قيمة الصناعة للسندات الدولارية الخارجية بين عامي 2016 و 2020 ،بمقدار 900 مليار يوان (139.75 مليار دولار) – أي ما يقارب ضعف النمو البالغ 500 مليار يوان بسندات اليوان الداخلية .
و ماتزال إيفرجراند رائدة في إصدار الديون الخارجية ، واستحوذت على ستة من أكبر عشر صفقات سندات خارجية مدعمة بالدولار الأمريكي من قبل شركات عقارية صينية بين عامي 2016 و 2021 ، بحسب Dealogic.
و امتلكت Evergrande 19 ٪ من السندات المقومة بالدولار الأمريكي ذات العائد المرتفع بين شركات العقارات الصينية اعتبارًا من النصف الأول من هذا العام ، وهي الحصة الأكبر ، بقيمة 19.24 مليار دولار ، وفقًا لناتيكسيس.
تالمصدر : cnbc
