اتهم ماتيوز مورافيكي رئيس الوزراء البولندي الاتحاد الأوروبي بالابتزاز في جدال ساخن مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين فيما يخص سيادة القانون.
وجاء النقاش في البرلمان الأوروبي عقب حكم محكمة بولندية رفيعة المستوى برفض أجزاء رئيسية من قانون الاتحاد الأوروبي.
قالت السيدة فون دير لاين ئيسة المفوضية الأوروبية إنها ستعمل على منع بولندا من تقويض قيم الاتحاد الأوروبي.
و جوابا على ذلك ، رفض مورافيكي “لغة التهديدات” واتهم الاتحاد الأوروبي بتجاوز سلطاته.
و تؤكد استطلاعات الرأي إلى أن البولنديين يؤيدون بأغلبية عظمى أن يكونوا جزءًا من الاتحاد الأوروبي ، لكن الحكومة القومية اليمينية في بولندا كانت على خلاف متزايد مع الاتحاد في قضايا تتراوح من حقوق المثليين إلى استقلال القضاء و حريته.
و تخطى الخلاف الأخير ذروته بشأن حكم غير مسبوق ومثير للجدل أصدرته المحكمة الدستورية البولندية والذي يرفض في الواقع المبدأ الأساسي القائل بأن قانون الاتحاد الأوروبي له الأسبقية على التشريعات المحلية البولندية .
القضية ، التي اثارها رئيس الوزراء البولندي ، هي المرة الأولى التي شكك فيها زعيم دولة عضو في الاتحاد الأوروبي في معاهدات الاتحاد الأوروبي في محكمة دستورية وطنية.
تحد مباشر
و أخبرت السيدة فون دير لاين اليوم الثلاثاء ، البرلمان الأوروبي أن المفوضية الأوروبية – الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي – “تقيِّم هذا الحكم بعناية”.
وقالت إنه لا بد من انهاء القضية ، لكنها كانت مصرة: “هذا الحكم يشكك في أسس الاتحاد الأوروبي. إنه تحد مباشر لوحدة النظام القانوني الأوروبي”.
السيدة فون دير لاين نغهدت باتخاذ إجراء ، وحددت ثلاث طرق يمكن للمفوضية الأوروبية أن تستجيب لحكم المحكمة البولندية.
و اضافت إن الخيارات تمثل تحديًا قانونيًا في حكم المحكمة ، وحجب أموال الاتحاد الأوروبي وتعليق بعض حقوق بولندا كدولة في الاتحاد.
المفوضية الأوروبية لم توافق بعد على 57 مليار يورو (48 مليار جنيه إسترليني ؛ 66 مليار دولار) من أموال استرداد Covid-19 المخصصة لبولندا ، وقد لا تفعل ذلك حتى يتم تسوية النزاع.
و قال مورافيكي , في خطاب تجاوز الوقت المخصص له ، إن بولندا “تتعرض للهجوم” من قبل زعماء الاتحاد الأوروبي وأنه “من غير المقبول الحديث عن عقوبات مالية”.
و اضاف موراويكي من حزب القانون والعدالة الحاكم في بولندا ، القومي المحافظ: “يجب ألا يكون الابتزاز أسلوبًا في السياسة”.
و قد تتساءل عند رؤية هذا الجدل الناري في ستراسبورغ ، عما إذا كان ما يسمى بـ Polexit هو احتمال حقيقي – بالنظر إلى أنه يبدو أن هناك منظورين قانونيين وسياسيين وثقافيين مختلفين للغاية في مسار تصادمي.
لكن الجواب الصادم بين أولئك الذين تحدثت إليهم هو لا.
أحد الدبلوماسيين على جانب الاتحاد الأوروبي ، أخبر مؤخرًا أنه يعتقد أن الاتحاد الأوروبي لا يمكنه النجاة من خروج آخر.
و هناك حسابات سياسية ضخمة يجب تقييمها هنا ، بالإضافة إلى الحسابات القانونية.
و تتعرض فون دير لاين كرئيسة لضغوط متزايدة لاتخاذ إجراء. إنه اختبار رئيسي لرئاستها.
و ترغب في إقناع أعضاء البرلمان الأوروبي بأنها مستعدة ، إذا لزم الأمر ، لاتخاذ موقف صارم. لكن يوم الجمعة الماضي ، بدا أن المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنجيلا ميركل تحث على التوصل إلى حل وسط بشأن المواجهة.
وإذا اختار الاتحاد الأوروبي اتخاذ إجراء قوي ، فقد يؤدي ذلك فقط إلى تصعيد الأزمة ودفع بولندا بعيدًا.
ولكن ، ربما يكون هناك فرصة لمسارًا أكثر تصالحية مع بولندا.
المصدر : بي بي سي
