الثقافيةمقالات

التأخر الدراسي.. د . ضيف الله مهدي

التأخر الدراسي مشكلة تربوية أرقت مضاجع كثير من التربويين وكثير من الآباء والأمهات ولا يوجد أسرة تقريبا إلا وتعاني من هذه المشكلة وبها طالب أو أكثر متأخرا دراسيا ، وهنا أود أن أذكر أن هناك أنواع للتأخر الدراسي أو ضعف المستوى التحصيلي عند الطلاب ومنها :
1ـ تأخر دراسي عام : ويكون الطالب متأخر في جميع المواد الدراسية.
2ـ تأخر دراسي خاص: ويكون الطالب متأخر في بعض المواد أو في مادة دراسية معينة.
3ـ تأخر دراسي دائم: أي يدوم طويلا وذلك بسبب ، وإذا زال السبب عاد الطالب إلى وضعه الطبيعي .
4ـ تأخر دراسي مرتبط بموقف معين أو مواقف بعينها حيث يقل مستوى تحصيل الطالب الدراسي نتيجة لتعرضه لموقف مؤلم كوفاة أحد والديه أو تكرر مرات رسوبه ، فالتأخر هنا مرتبط بمواقف أو خبرات غير سارة .
5ـ تأخر دراسي حقيقي وهذا مرتبط بنقص ذكاء الطالب وقدراته .
أمّا الأسباب التي تؤدي إلى التأخر الدراسي فهي :
1ـ أسباب وعوائق نفسية وعقلية وأهم عامل فيها النمو العقلي ونسبة الذكاء ، والأسباب النفسية من المحتمل أن تكون منذ نشأة الطفل وطريقة تربيته ، فربما تلقى تربية خاطئة قامت على التخويف والعقاب ، وربما تربى على أسلوب جعله يحب الانطواء وعدم المشاركة وربما تربى على أسلوب فيه تفضيل يقع من قبل الوالدين لأحد اخوته ، ومن المحتمل أن يكون صادف خبرة سلبية في أول مجيئه إلى المدرسة وهذه الخبرة قد أثرت عليه وجعلته يكره المدرسة والدراسة بشكل عام .
أمّا أبرز العوامل العقلية المتسببة في ضعف التحصيل الدراسي ، فهو الذكاء، ومن أبرز خصائص ذكاء المتأخرين دراسيا هو صعوبة إدراك العلاقات بين الأشياء ، وتكون نسبة ذكاؤهم تتراوح بين 75ـ أقل % 00وقد يكون سبب انخفاض ذكاء الطالب عائد لعامل وراثي ، وقد يكون لسبب بيئي وما تعرض له من أمراض في صغره أثرت على قدراته العقلية ، وكذلك يكون لضعف الثقة بالنفس والخمول والخجل والانطواء دور في نشوء التأخر الدراسي عند الطالب.
2ـ أسباب اجتماعية : تأتي هنا أهمية العلاقة بين التلاميذ بعضهم ببعض وبين التلاميذ والمعلمين وبين التلاميذ وأسرهم ، وقد تكون للتنشئة الاجتماعية التي تلقاها الطفل في صغره أثر كبير جدا . وكذلك علاقة الطفل بأفراد أسرته لها الدور الكبير في المستوى التحصيلي ، فالعلاقة الجيدة الايجابية تزيد في مستوى الطالب أمّا العلاقة غير الجيدة والسلبية فهي سبب في تدني مستوى الطالب التحصيلي والدراسي.
3ـ أسباب صحية : فقد تكون صحة الطالب العامة دون المستوى وقد يشكو الطالب من عدم سلامة القلب ، أو الرأتين ، أو يعاني من اختلاف أو خلل في وظائف الغدد ، وقد يكون مصاب بضعف في السمع أو البصر بالإضافة إلى الإصابة بفقر الدم وغيرها من الأسباب ، هذا من ناحية الصحة الجسمية أمّا الصحة النفسية فهي مهمة جدا ، فالطالب الذي يعاني من مشكلات نفسية وعاطفية وسلوكية واجتماعية قد جاء من بيت تحكمه علاقات مضطربة هذا ما أثبتته الدراسات التي تمت في هذا المجال ، على عكس الطالب الذي جاء من بيت العلاقة فيه جيدة وديموقراطية ، وغالبية الطلاب المفصولين والمتأخرين في دراستهم بسبب سوء التكيف حيث هم من أبناء الأسر المفككة ، كما أثبتت الدراسات أن الطلاب الذين انفصل أبواهم أو طلقا ظهر عندهم ميل شديد للغضب ورغبة في الانطواء كما كانوا أقل حساسية للقبول الاجتماعي وأقل قدرة على ضبط النفس وأكثر ضيقا ، وهذه جميعها تؤدي إلى التأخر الدراسي والرسوب المتكرر .
4ـ أسباب تربوية : ومنها طريقة المعلم في تدريسه وتوصيله للمعلومة إلى ذهن الطالب ، والكتاب المدرسي ، والمنهج الدراسي بصفة عامة ، وطريقة المعلم وكيفية تدريسه لها الدور الأساسي والمهم في عملية توصيل المعلومات للطالب ، فلا بد أن يكون المعلم حاذقا وعلى إطلاع بالتربية الحديثة وعلم النفس التربوي ، وطرق التدريس الحديثة حتى يتمكن من توصيل المعلومات لطلابه ، وكذلك يجب عليه مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب في اكتساب المعلومات وفهم المادة العلمية.

د. ضيف الله مهدي

مستشار تربوي ونفسي وأسري واجتماعي - عضـو مشارك بـ صحيفة شفق الالكترونية
المدينة : جدة
الايميل : [email protected]
الجوال : 0501963560

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى