ادب وفنشعر وخواطر

اباريق أبو توفيق \ ساخر ( مقامة إبريقيه ) بقلم محمد سروجي

يقول الراوي يا سادة يا كرام بعد التحية و الاحترام


يحكى في قريب الزمان
أن الفريق أبا توفيق كان ضابط همام , و فارس مقدام ,
كثير الصراخ بحكم رتبته سباب شتام
لم يكن يجرؤ أحد على أن يتكلم أمامه بأي كلام , غير كلمة تمام يا افندم تمام , و إلا كان مصيره الجلد و الانتقام ,
كان يحكم على عسكر كثير و كان أمره ينفذ و يصير ,مهما كان المصير, أو بقرار لشروره ينقله و يطير ,
و دارت الأيام ليكون أبو توفيق من المتقاعدين , وجلس في بيته مثله مثل باقي العاطلين المساكين , يفكر في أيامه التي مضت
و هو مهموم حزين , لا أوامر لا نواهي لا عسكر لا مجرمين,
و يدعوا على التقاعد وبعد الدعاء يقول بصوته آمين ,
بعدها أخذ يناكف اهـل البيت , لماذا يا واد رحت , و متى جيت ,
و لماذا يا حرمة كويتي و ما بخيتي , و لماذا رحتي السوق و ماذا اشتريتي,
قالت الحرمة وي أنا دوبي على نفسي أتلميت ,و بعد ما كبرت واتهديت جاني التـقاعد مع الراجل كأنها بلوه وابتليت ,
يا ريت ما أتقاعد يا ريت ,يا ربي أنا ايش سويت ؟
يقول الراوي
و في يوم من الأيام الغير سعيدة جاءت ابنتهم من بلاد بعيده وقالت لامها هل لا زلت عنيده؟, آمن بعد ما كانت أيامكم قصيدة , أصبحتم على كل الألسن مثل العصيدة ؟,
زرفت الأم دمعة وقالت اسمعي لا أخفي عليك شيء فأنتِ أبنتي , الحياة سارت صعبه مع أبيك , وهذا الشيء لا يخفيك ,أصبح عن كل شيء يسأل,
حتى عن المشط لماذا لم يغسل, يا ليته يعود و بأي عمل يعمل ,و أصبح فاضي يتدخل في كل حاجة ,يأتي يا بنتي و أكون محتاسة, و أقول لمساعدتك غير محتاجه , يصر يقلي الدجاجة , يحرقها و يقول شفتي أخر النحاسة , أكيد نيتك فيها نجاسة , وخلي كلامنا هنا بيني و بينك سر
أجابتها أمي هوني الأمر, هو زوجك ومنه لا مفر ,وحاولي أن لا تبدئي أنتي بالشر ,و سيبك كمان من المكر ,
و راعي انه اتقاعد من بعد كر و فر,
في اليوم التالي قالت له حفيدته و هو يلاعبها سيدو أباريق
أجابها أبو توفيق و ليس أباريق , فلمعت في عقل الجدة فكرة برقت بريق ,تشغل بها يوم أبو توفيق ,
فوجوده اصبح ينشف الريق , و الكل بدأ بصراخه يضيق ,
جاءت له العجوز في الليل وقد وضعت بعض المساحيق و قالت له أيها الحبيب الرفيق, أعرف أن قلبك جدا رقيق,و أريد أن أهديك صواب الطريق, آلك في أجر يكون معك لصيق؟
في الحارة مسجد و يحتاج أباريق ,
نظر فيها نظرة حيرة وريبه , و قال في نفسه الحرمة دي مصيبة ,تجيب أفكار عجيبة, و في كل مرة تنبت بحكاوي غريبة,
و تسوي أنها حبيبة, قال خليني اسمعها و أشوف, يمكن النية تبان على المكشوف,
قالت أنا قلبي عليك عطوف, و أبغاك تنال الأجر ألوف و ألوف ,أنت جيب الأباريق أشكال و ألوان ,و اجلس قدام المسجد زي التمثال ,
تأمر و تنهي و أنت عال العال , و أباريقك قدامك أخر كمال , إلي يجي يتوضا و يختار أبريق من أي الأشكال, نادي عليه وقله تعال ,
سيبك من الإبريق داه و نقي من باقي الأشكال, و طول وقتك على هذا المنوال , و في الصلوات الخمسة إلي يتعاد يتقال ,
يقول الراوي أيها الصحب الصحاح , بهذه الحيلة استطاعت الجدة أن ترتاح ,و بخروجه من البيت الهم انزاح, فهو يحب أن يكون له الغير مداح ,
و عندما يأمر و ينهي يبدوا عليه الانشراح , و أصبح طوال يومه من المسجد جاء وراح ,فــــ يا لهو من اقتراح, .
هذا ما كان من أمر أبو توفيق , من بعد ما كان ضابط برتبة فريق , مسئول عن التحقيق أصبح يأمر و ينهي على الأباريق .

محمد ابراهيم سروجي

كاتب مقالات ونثر وقصص قصيره عضو مشارك بـ صحيفة شفق الإلكترونية
المدينة : جدة
الايميل : [email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى