الغُبُش الكادحون:
شفق : فريق التحرير
وسط التقلبات والتغيرات في الأوطان وتحت رحمة السياسات المسّلطة على الشعوب يُعاني الكادحون وعُمال الكفاف والغُبُش المتنقلون بين القرى المتواضعة على ظهور الحمير، وبحّارة السفن وعابرين الأودية والصيادون بالقوارب الخشبية وكلّات المواني والرُّعاة المُتعبون واللاجئون الحيرى والنازحين في بيوت الطين أقهر أنواع الحياة وتشتدُّ عليهم ظروف الأيام وصعاب المعيشة الضيقة ويحِنّهم الزمن بالصمود أمام تلاعبات السياسات الإقتصادية التي تمارسها البرجوازية والإمبريالية المقرّبة من عروش الأنظمة الإستبدادية.
وفي ظلّ غياب الوَعي الإنساني وإبعاد الحِراكات الثورية التي تحمل أفكار جيفارا وإختفاء الأراء الإشتراكية الهادفة إلى التوزيع الإقتصادي المتساوي، أصبح الحرمان عن الحقوق الأساسية شيئا طبيعيا ولم تصبح النقابات العمالية والتجمعات المهنية تؤثر بشكل قوي في الإنتخابات السياسية والثورات الإقتصادية رغم أنها كانت يوما المنفذ الوحيد للطبقات الوسطى من المجتمعات.
الكدح والفقر والظروف المعيشية الصعبة كانت إحدى الأسباب الرئيسية لقيام ثورات الجياع والعصيانات ومطالبة الشعوب بأبسط الحقوق مثل تخفيض أسعار الخبز وتوفير الماء والكهرباء.
من أذغال إفريقيا إلى القرى الواقعة فوق سفوح الجبال في أمريكا اللاتينية وفي المناطق السكنية في شرق أسيا وفي شوارع الوطن العربي تتشابه الظروف والهموم وتختلف الأسباب التي تخلق الصعاب والشقا والجروح في دروب الكادحين، وفي نفس الوقت تتشابه السياسات العبثية التي تهدف إلى إجبار الشعوب بالخضوع للهيمنة والتذلل للطغاة والطبقات الربحية.