الشاعر العراقي عمر السراي : لم اكن من عائلة شعرية ولكنهم يتذوقون لغة الشعر
يتمتع الشاعر العراقي المميز والمتالق- عمر السراي بأحساس شعري قوي له أسلوبه المميز في اختيار الكلمة والمعنى يعشق التحدي له اهداف وطموح كبير في الساحة الشعرية ويسعدنا هذا ان يكون ضيفنا في هذا الحوار الصريح.
(1) لكل شاعر امتداد ونقطة ميلاد، هل كان في مسقط رأسك أو بيئتك أو في عائلتك من كنت له وريث المشاعر ومحكم للشعور لتكون شاعرا .
في العراق الجميع شعراء، أهلنا والناس والأشجار تنطق شعرا، فالشعر عادة ورياضة شعبية مألوفة لدينا، وعلى الرغم من انني لم أكن من عائلة شعرية، الا انني انتمي لعائلة تتذوق الشعر وتترنم به، لذلك ظل مذاقنا باحثا عن القصيدة بكل مكان .
(2) ما الذي يقودك لتحاكي مخاض الشعر هل الإيقاع أم موسيقى الشعر أم كليهما ؟
عادة ما تشدني اليوميات البسيطة والتي قد تكون مهملة احيانا، الشاعر كائن يجيد النظر باختلاف معهود، وتغريني التفاصيل التي تمر مرور الكرام على الناس، واقتطعها من مكانها لألصقها مع أختها كما في المونتاج فتخرج القصيدة مختلفة وساخنة.
(3) هل تكتب رسالتك أم مشاعرك فقط على قالب شعري ؟
الشعر رسالة، ورسالة الشاعر ما يجيد الحديث عنه من مواقف انسانية، انا أميل لكسر القوالب والتمرد عليها، حتى الشعر بأشكاله وانواعه وجد لكي يتمرد عليه الشعراء، وبالتأكيد كل هدف يحتاج ان نسوّره بمشاعر مؤثرة، وهنا ينبع النص الذي هو مزيج من الفائدة والمتعة، والمشاعر والمواقف .
(4) هل تنتمي لمدرسة شعرية معينة أو ثمت تصنيف لميولك الشعري ؟
انا انتمي لما ادعوه الشعر الخالص، وهي مدرسة لا تنحاز لشكل دون اخر، هي تبحث عن الشعر في كل مكان وزمان، مع ميول عندي لإعادة ربط ما مر في التراث القديم مع الحاضر بتصوير واقعي مختلف.
(5) للشاعر ميل نظمي معين أو يسكب على قالب شعري معين هل يقودك الوزن والبحر والقافية أم هي راحلتك الإبداعية تقود الطريق ؟
ابدا لا انجرف نحو الوزن او القافية، واهجرهما او اهجر احدهما عادة، المعيار الاول للقصيدة طريقة تناول الوضوع وتقنيته ومن اين يُدخل الى الشعر في ظل زوايا عدة للدخول، لقد آن للشاعر الحديث ان يكون متفوقا على من سبقوه بالتقاط شيء جديد، او اعادة صياغة وتكوين اشياء قديمة بأساليب مبتكرة وخاصة.
(6) كيف ترى قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر ؟
هل لك طريق لهذا النوع من الكتابة ؟
انا اكتب التفعيلة والنثر والشعر ذا الشطرين، وما يحدد ولوجي الى الشعر نحو احد هذه الاشكال هو الموضوع ووجهة النظر في التقاط الفكرة، أجد تصالحا بين الاشكال وليس تقاطعا، لقد عاش الجميع على الارض بتصالح فكيف بالشعر وهو الكوكب الذي يجمع كل الجمال .
(7) ما الذي يؤثر فيك لتكتب قصيدتك هل هو الموقف أو الهم الذاتي الذي بداخلك ؟
من الصعب الكتابة المباشرة لحظة الموقف، فهي لحظة تلقٍ من الشاعر، وبعد ان تختمر الأفكار والرؤى تبدأ هندسة الكتابة، فالكتابة الشعرية لغة ضبط وتشذيب واختيار طريق وتحديد مسارات، وكل ذلك سيسيّره هم ذاتي ضارب بالحزن العراقي المعتّق .
(8) إلى أي مدى تقودك القصيدة الفصيحة هل تعبر عنك بشكل جيد أم تجد جمهورك أو الفئة المستهدفة لهذه القصيدة تأخذك لتصنع مايريدون منك ؟
أحاول أن أكتب ما يفهمه الناس، والفهم مستويات، لذلك أرى أن القصيدة حاوية لكثير من الأصوات، ولكل صوت جمهور خاص، والنص الناجح، هو الذي يشبه كاتبه تعبيرا وصدقا، والكاتب الناجح هو الذي يقترب من أكثر الأسلاك تماسا مع المتلقين .
(9) هل شعراء المعلقات لهم أثر ما عليك ؟
جدا..
انا مغرم بشعراء المعلقات، كانوا صادقين، يكتبون الشعر كما يحلمون بتلقائية وفطرية، ولا يأنفون من ان يروضوا كل شيء ليكون مادة لهم.
الشعر لا يعني علية الطبقات، انما هو قاعٌ يشرف على قمم الأعالي، وتجارب الشعر القديمة حقيقية ونابضة بالحداثة الى الان، والدليل خلودها رغم عواصف الزمن .
(10) هل تجد وجودك في مثل هذا المهرجان صلة بالرسالة الإنسانية التي حكمت قصيدتك ومفرداتك وتكون بها أثر تفاعلك مع الحدث ؟
المهرجانات تتويج للشعر، فهي الفسحة التي يقطف بها الشاعر ثمار كتابته، ويصقل بها موهبته بالاحتكاك مع جمهور اكثر، وللمهرجانات رسائل اولها الرسائل الانسانية، فالبشر كائنات جمالية تبحث عن التأثير والتأثر، وللمهرجانات هذه القدرة الهائلة في رسم الاحداث والتفاعل معها .
(11) ماذا تعني لك المقاطع الشعرية لحظة الإلقاء الشعري حين نتحدث عن المطلع للقصيدة المبتكرة بعيدا عن عادة الشعراء في استهلال قصائدهم ؟
لقد ذهب زمن القصيدة الكاملة في المهرجانات المشتركة لضيق الوقت عادة مقارنة بكثرة عدد المشاركين، لذلك صار الشاعر ميالا الى إلقاء المقطّعات، اما القصائدة الطويلة مكانها في الجلسات الخاصة بشاعر واحد وتجربة واحدة .
(12) هل تعتبر القصيدة العمودية الكلاسيكية ذات نمط مستهلك ومجرد قالب يركب عليه الشاعر أم أن الحداثة والتجديد أخذ مأخذ فيها ؟
استطاعت القصيدة ذات الشطرين ان تظل حية كل هذه السنوات، فالزمن يكرس الاشكال ويثبتها في الوجدان، انا لا أعد القصيدة الكلاسيكية مستهلكة، بالعكس هي شكل اصيل وله مساحة تلق واسعة، لكن العبرة تكمن في كيفية استيعاب هذه القصيدة للحداثة، وقليل من استطاعوا ذلك، فالدرامية وتوظيف الرموز والحوارية والانفتاح نحو الاجناس الاخرى سبل أجادت القصيدة الكلاسيكية الوصول اليها. كل الأشكال لا تنهض بذاتها، فالشاعر الحقيقي هو القادر على رسم نص كيفما كان شكله، انما بإجادة وتأثير .
(13) يقال أن لكل شاعر طقوس للكتابة والإلهام فهل لك طقس خاص يمكن أن تكشفه لنا لبناء قصيدة ؟
انا أفكر بالقصيدة ولا اكتبها حتى تكون مكتملة وواضحة، وكأني لحظة الكتابة لا احتاج الا الى صبها بجسدها اللغوي، الشعر عندي التقاط مفارقة ارجح انها غائبة او مهملة، وحالما اجد هذه المفارقة اركض اليها واحاول ان انفخ فيها الروح لتتجسد، انا كائن طقوسي، امشي واكتب،واجلس قرب شباك وأكتب، أحاكي المطر فأكتب، وأحب وأحزن فأكتب .
(14) هل أمير الشعراء في زمننا الحالي يحمل صفة شعراء المعلقات ؟
الصفات والألقاب مسميات ليست الا، وقمة الشعر تسع الكثيرين، أظن بأن أمراء الشعر الآن، إنما هم كائنات تعيش مع الجميع، ولا تحفل بالألقاب، الشاعر اليوم كائن مركب ومتمازج مع الكون كله، ميزته انه يحمل تاج الإمارة في نصوصه، وهي امارة يوزعها للجميع .
(15) هل الشاعر الفصيح مظلوم إعلاميًا وحضوريًا مقارنة بشعراء النبط والشعر الشعبي الأكثر تداول بين الناس
السيرة الذاتية
………………
* عمر السراي
* عمر عجيل جاسم
* شاعر عراقي
* تولد بغداد 24 / 10 / 1980
* بكالوريوس آداب لغة عربية – الجامعة المستنصرية
* ماجستير أدب حديث – كلية التربية – الجامعة المستنصرية
* مدرس اللغة العربية وآدابها – الصوت والإلقاء – السيناريو – التحليل ونقد الفن – الأدب القصصي – والروائي في معهد الفنون الجميلة – بنات – الدراسة الصباحية
* معد ومقدم برامج وأفلام وثائقية في العديد من الفضائيات والإذاعات العراقية
* محرر صحفي وكاتب عمود في عدد من الصحف العراقية
* عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق
* أسس مع مجموعة من زملائه عام 2005 نادي الشعر في اتحاد الأدباء وترأس دورتيه الثانية والسادسة
* عضو نقابة الفنانين
* عضو المجلس المركزي والمكتب التنفيذي في اتحاد الأدباء
* الأمين العام لاتحاد أدباء العراق
* عضو المركز الثقافي العراقي البريطاني
* عضو النقابة الوطنية للصحفيين
– المهرجانات والملتقيات والندوات :
* مثل العراق ثقافيا داخل وخارج الوطن في مشاركات عدة
– المؤلفات :
* ساعة في زمن واقف – شعر – العراق – 1999
* ضفائر سلم الأحزان – شعر – العراق – 2005
* سماؤك قمحي – شعر – اتحاد الأدباء العرب – سوريا – 2007
* طواويس ماء – ألبوم شعري – العراق – 2009
* للدرس فقط – شعر – العراق – 2012
* وجه إلى السماء .. نافذة إلى الأرض – أعمال شعرية – 2016
* الهوية والشعر-نقد- العراق 2016 و 2022
* وله لها – شعر – 2019
* حلويات – شعر – 2022
* الآن – نقد وتنظير – مخطوطة
* السلام أكبر – مسرحيات – مخطوطة
* أزاميل – كتاب مقالات – مخطوطة
* قلم ورصاص – سيناريوهات قصيرة – مخطوطة
– ترجمت أعماله إلى عدة لغات حية
– الجوائز :
* جائزة الزمان للإبداع –العراق – 2003
* جائزة المميزون – لبنان – 2004
* جائزة الصدى – الإمارات – 2005
* جائزة سعاد الصباح – الكويت – 2006
* جائزة الدولة للإبداع الشعري / وزارة الثقافة / – العراق – 2009
* جائزة الدولة للإبداع الشعري/ وزارة الثقافة/ – العراق – 2016