الأميرة حصة بنت سلمان تكشف العديد من جوانب شخصية خادم الحرمين
متابعات
كشفت الأميرة حصة بنت سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الابنة الوحيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، في حوار صحافي نشرته مجلة “اليمامة” أمس الخميس، العديد من الجوانب الشخصية للملك، وولي العهد.
وقالت: إن “ما نراه الآن من دعم للمرأة، لمسته من خلال تعامل والدها المبكر معها، فقد أعطاني الثقة وسمح لي أن أسافر وأدرس، ومنذُ كانت صغيرة وهي تسمع والدها حفظه الله يقول إن المرأة البدوية والحضرية تقلط الرجال وتركب الخيل والجمل، وكان يستغرب من تأخر قرار قيادة المرأة للسيارة، لكن أخيراً تحققت واحدة من أمنياته، وإن شاء الله يكون القادم أجمل وأفضل”، لافتاً إلى أن إخوانها دائماً يسمونها “أخت رجال”.
وأكدت الأميرة حصة بنت سلمان، ما عرف عن خادم الحرمين الشريفين من احترامه لعمله وتفانيه فيه، وكيف كان يجد وقتاً كافياً لأسرته رغم تعدد مسؤولياته، حيث قالت: “والدي شخص منظم جداً، كان يخرج إلى عمله في إمارة الرياض الساعة السابعة إلا ربع، حتى لو كان متعباً أو متوعكاً، فهو لا يتأخر عن عمله، وكان يحرص على أن نتناول طعام الإفطار معه قبل ذهابنا للمدارس، ثم نلتقي به مرة أخرى وقت الغداء بحدود الساعة الثانية والنصف ظهراً، وبعد ذلك ينام قليلاً ثم يذهب للقاء من جاء إلى مجلسه حيث يمتلئ بالرجال، وبعد انصرافهم يكون هناك جلسة عائلية بسيطة، قبل أن يذهب للنوم يصلي ويقرأ شيئاً من القرآن”.
وعن التطورات الحالية في المجتمع السعودي، وماتجده المرأة من دعم وتمكين في ظل القيادة وكيف تراها، أضافت الأميرة حصة: “ما نراه الآن من دعم للمرأة لمسته من خلال تعامل والدي المبكر معي، فقد أعطاني الثقة وسمح لي أن أسافر وأدرس، فهذا الشيء طبقه على ابنته قبل أن يطبق على الآخرين، وكذلك الأمر بالنسبة لقيادة المرأة للسيارة، أنا جداً سعيدة أن أصبح للمرأة حق قيادة حياتها، قبل قيادة سيارتها، فجاء هذا الأمر مكملاً لإنجازات أخرى”.
وعن مبادرة تحديد سن الزواج وكيف بدأت؟ أوضحت: “المبادرة كانت فكرتي، والأميرة موضي بنت خالد، كانت تعرف مدى اهتمامي بهذا الأمر، وقد كلفت الجمعية بجمع المواد العلمية اللازمة لإطلاق المبادرة، وبدء الحملة المخصصة لها”.
وأضافت: “في الحقيقة أختي موضي بنت خالد أعتبرها من القدوات بعد أمي وجدتي رحمهما الله، فإذا كان والدي هو قدوتي من الرجال، فالأميرة موضي هي رمز لقدوة النساء، وأتساءل كيف يمكنها أن تقوم بكل هذه الأعمال، ولكن لا غرابة في ذلك فهي إنسانة معطاءة بكل ما تعني الكلمة”.
ومضت قائلة: “اشتركت معها في أعمال كثيرة، من أهمها مبادرة تحديد سن الزواج، فقد منحتني الأميرة موضي فرصة عندما كنت عضوة في هيئة حقوق الإنسان، أن أقوم بحملة من خلال جمعية النهضة الخيرية، وذلك بدعم من المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، فقد كان القائمون على المجموعة لا يتوانون عن تقديم الدعم للجهات الخيرية، وكان ثمرة تلك المبادرة أن تم تحديد سن الزواج في عهد الملك عبدالله رحمه الله، والحمدلله نجحت المبادرة بفضل الله ثم تضافر الجهود من قبل الكتاب والناشطين الاجتماعيين ولم يكن ذلك جهداً فردياً”.
وعن طموحها بتولي مناصب قيادية أسوة ببعض إخوتها، قالت الأميرة حصة بنت سلمان: “في الوقت الحالي أنا مهتمة بالمؤسسة التي نود تدشينها قريباً بإذن الله (مؤسسة إنسانية)، وأشعر أن هذا العمل سيمنحني فرصة أكبر للمشاركة في تقديم ولو جزء بسيط من واجبنا تجاه هذا الوطن العظيم، كما أن الوالد حفظه الله يشاركني نفس هذا الشعور، وكذلك الأمير محمد حفظه الله”.
وأضافت: “لا شك أن الفرصة الآن مواتية أكثر من أي وقت مضى، بعد صدور الكثير من القرارات الداعمة لتمكين المرأة، ولكن كما أسلفت أنا يشغلني الآن أمر المؤسسة الخيرية في المقام الأول، وبعد ذلك لو أتيحت لي الفرصة لتولي أي منصب قيادي فلم لا؟، واسأل الله أن يكتب لي الخير في أي مجال أستطيع أن أخدم من خلاله وطني بالشكل المرضي الذي أسعى إليه”.
كما أعربت الأميرة حصة عن أمنيتها بالانخراط في المجال الأكاديمي، كونها عضو هيئة تدريس في جامعة الملك سعود لكلية القانون والعلوم السياسية، مضيفة: “لكني مقلة بسبب انشغالي بتحضير رسالة الدكتوراة، فأنا حاصلة على شهادتي ماجستير، في تخصصين مختلفين وما زلت أعمل لنيل درجة الدكتورة بإذن الله، لكن بعض المسؤوليات الأخرى تجعل خطواتي في هذا الجانب أبطأ نوعاً ما، أميل كثيراً للعمل في المجال الأكاديمي، ولي مشاركات في جامعة الملك سعود وإن شاء الله أعود إليها قريباً، لتقديم محاضرات لمادة أساسيات حقوق الإنسان بعد أن تخففت من بعض الأعباء والمسؤوليات”.
وفي كلمتها بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخامسة للبيعة المباركة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، التي تحل اليوم السبت، قالت الأميرة حصة بنت سلمان: “أسأل الله أن يوفق خادم الحرمين الشريفين كملك وأب، وأن يوفق الأمير محمد بن سلمان فيما أنيط به من مهام جسام، وأنا في الحقيقة فخورة به وسعيدة جداً، كولي للعهد وكأخ، فقد ضخ روح الشباب في البلد بكل ما تحمله هذه الكلمة من حيوية ويمتلك طاقات جبارة للإنجاز”.
وعن كونها الأخت الوحيدة لعدد من الأشقاء، قالت الأميرة حصة بنت سلمان: “إخوتي دائماً يسمونني أخت رجال، كل واحد منهم ألجأ إليه في الشيء الذي يختص بمجاله وهذه نعمة كبيرة أحمد الله عليها”.
وأكملت: “في الحقيقة كان إخواني لي بمثابة النوافذ التي أطل منها على عالم الرجال، وما يحدث فيه خصوصاً في الفترات السابقة قبل انخراط المرأة في مجالات العمل المختلفة، وكانوا يشركونني في أحاديثهم المختلفة في السياسة وحتى في أعمالهم، وكأنني واحد منهم، فاتسعت مداركي وتعددت مصادر ثقافتي وهذا الشيء اكتسبوه من الوالد”.
ومضت قائلة: “والدي عندما يجلس معنا على الغداء، ويكون مثلاً قد قرأ كتاباً ما بحكم أنه محب للقراءة وفي مجال التاريخ تحديداً، كان يقول قرأت كتاب كذا ويجب أن تقرأوه ويسترسل في الحديث عنه وعن مواضيع أخرى في عمله أو حتى في السياسة، وكان يلفت نظري شيء مهم كان يفعله الوالد حفظه الله عندما يتحدث إلينا كان ينظر في عيوننا كلنا بنفس القدر الرجال والنساء، ولم يكن يركز على جهة الرجال فقط، مما يشعر كل شخص بأنه المعني بالحديث”.
وتابعت: “حقيقة إخواني ساندوني حتى أتمكن من إكمال دراستي ووقفوا معي فقد أخذوا دورهم في المكوث مع الوالدة في فترات مرضها، ولم يلقوا بالحمل علي وحدي، كوني أنا البنت الوحيدة بل منحوني وقتاً للحياة والدراسة أيضاً”.
وزادت: “كل إخواني ساعدوني فعلاً حتى إخواني غير الأشقاء كانوا حنونين جداً علي وعلى الوالدة، ولم يغيبوا عنها بل كانوا يأتون لزيارتها في المستشفى ويتحدثون إليها وكأنها والدتهم، ولكن الأخت الوحيدة أحياناً تشعر بنفسها كأنها أم لإخوانها حتى الأكبر منها، فالأخت أم صغرى بطبيعتها”.
يذكر بأن الأميرة حصة بنت سلمان محبة للخيل وشغوفة بالأدب والثقافة، ولها مجلس ثقافي تستضيف فيه مطلع كل شهر كوكبة من المثقفات لتداول الآراء حول الشأن الثقافي دون أن يشغلها ذلك عن الاهتمام بالجانب الاجتماعي والإنساني، من خلال دعمها للجمعيات الخيرية وسعيها لاستمرارية هذا الدعم عبر إنشاء (مؤسسة إنسانية)، كان لها دور بارز في استصدار قرار تحديد سن الزواج للفتيات.