“ولي ولي العهد”: من يدفع لحرب مع إيران ليس في كامل قواه العقلية.. ونحن بصدد القيام بعمل ضخم
– الأحكام الشرعية الأخيرة صادرة من محكمة لتهمٍ تتعلق بالإرهاب، وقد مرت عبر الإجراءات القضائية، وكان محاموهم حاضرين في كل مراحل الإجراءات.
– ما علاقة مواطن سعودي ارتكب جريمة في السعودية وأُصدر بحقه قرار من محكمة سعودية، ما علاقة ذلك بإيران؟
– التصعيد الإيراني قد وصل إلى مستويات عالية ونحن نحاول بكل ما بوسعنا عدم التصعيد أكثر، نحن فقط نتعامل مع الإجراءات والخطوات التي ضدنا.
– لا أتوقع مطلقاً نشوب حرب مع إيران، ومن يدفع بهذا الاتجاه فهو ليس في كامل قواه العقلية؛ لأن الحرب تعني بداية كارثة كبرى في المنطقة.
– أنا لست مهندس العملية اليمنية، نحن دولة مؤسسات، وهل هناك أي دولة في العالم تقبل بحقيقة وجود ميليشيا بهذا النوع “الحوثيين” من التسليح على حدودها؟.
– لسنا في مستنقع عسكري باليمن، لقد كانت هناك أهداف مختلفة. جميع جهودنا الآن منصبة على الدفع نحو إيجاد حل سياسي. لكن هذا الأمر لا يعني أننا سنسمح للميليشيا بالتوسع على الأرض.
– لا يمكن لأحد أن يتوقع متى تنتهي الحرب باليمن من أكبر قائد إلى أصغر قائد، لا أحد يستطيع توقع ذلك.
– ما أستطيع قوله أن أكثر من 80% من أراضي اليمن تحت سيطرة الحكومة الشرعية، والعالم قد اكتشف الألاعيب التي كان يقوم بها الحوثيون.
– نحن بعيدون تماماً عن مواجهة أزمات اقتصادية، ولن يكون هناك ضريبة على دخل الفرد، ولا ضرائب على الثروة.
– سنحاول فرض ضريبة القيمة المضافة في نهاية سنة 2016 أو 2017، كما سنحاول التعجيل في موعد فرضها.
– سنقوم بخصخصة الرعاية الصحية والقطاع التعليمي وبعض القطاعات العسكرية؛ مثل المصانع العسكرية، وبعض الشركات المملوكة من قبل الدولة.
– فكرة بيع بعض أسهم شركة أرامكو السعودية قيد المراجعة، ونحن نعتقد أننا سنتوصل إلى القرار المتعلق بهذا الشأن خلال الشهور القليلة المقبلة.
– نحن بصدد القيام بعملٍ ضخم، فنحن نهدف إلى إدخال أصول جديدة إلى خزينة الدولة التي تقدر بـ400 مليار دولار، على مدى السنوات القريبة القادمة.
تحدث الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي إلى صحيفة الإيكونوميست في الرابع من يناير، في لقاء امتد لخمس ساعات، أعطى الأمير أول مقابلة مسجلة له، وهذا النص مأخوذ من هذا اللقاء الواسع:
الصحيفة: دعنا نركز أولاً على الإعدامات الأخيرة، لماذا حدثت الآن بعد سنوات عديدة من الهجمات الإرهابية في السعودية؟ ولماذا وضعتم رجل دين شيعياً بارزاً ضمن القائمة؟
ج) أولاً، هذه أحكام صادرة من محكمة لتهمٍ تتعلق بالإرهاب، وقد مرت عبر ثلاثة مستويات من الإجراءات القضائية، لقد كان لديهم الحق في توكيل محامين وكان محاموهم حاضرين في كل مراحل الإجراءات، كانت أبواب المحكمة مفتوحة أيضاً لأي وسيلة إعلامية وللصحفيين، وكل الإجراءات والنصوص القضائية نشرت للعلن، لم تأخذ المحكمة إطلاقاً بأي تمييز بين الأشخاص سواء كان سنياً أو شيعياً، فهي تراجع الجريمة والإجراء والمحاكمة والحكم، ثم تنفذ الحكم.
الصحيفة: لكن هذه الإعدامات أشعلت ردات فعل عنيفة في إيران، تم الهجوم على سفارتكم، قطعتم العلاقات الدبلوماسية وكذلك فعلت البحرين والسودان. ماذا سيكون عواقب هذا التصعيد للتوترات الإقليمية؟
ج) نرى ذلك باستغراب، بأن هناك مظاهرات ضد السعودية في إيران. فما علاقة مواطن سعودي ارتكب جريمة في السعودية وأصدر بحقه قرار من محكمة سعودية، ما علاقة ذلك بإيران؟ إن دل ذلك على شيء فهو يدل على حرص إيران على توسيع نفوذها في دول المنطقة.
الصحيفة: ألم تصعدوا بشكل غير عادل التوترات من خلال قطعكم العلاقات الدبلوماسية؟
ج) بالعكس، نخشى أنها ستتصعد أكثر، فلو تم مهاجمة أي دبلوماسي أو أحد أفراد عائلته في إيران، سيكون موقف إيران حينها أصعب بكثير، لذا نحن منعنا إيران من التعرض لمثل هذا الإحراج. تم إشعال النار في البعثة السعودية والحكومة الإيرانية تتفرج، لو حصل هجوم على طفل أو دبلوماسي أو عائلته، فماذا سيحدث؟ سيحدث الصراع الحقيقي والتصعيد الحقيقي.
الصحيفة: هل تتوقع صراعاً بين إيران والسعودية، صراع مباشر محتمل بسبب هذه الإجراء؟ وما عواقب ذلك؟
ج) إذا كان الأمر بسبب هذا الإجراء، فلا أظن أن ذلك سيسبب مزيداً من التوتر بين السعودية وإيران؛ لأن التصعيد الإيراني قد وصل إلى مستويات عالية، ونحن نحاول بكل ما بوسعنا عدم التصعيد أكثر، نحن فقط نتعامل مع الإجراءات والخطوات التي ضدنا.
الصحيفة: هل هناك احتمالية لنشوب حرب بين بلديكم، حرب مباشرة؟
ج) هذا أمر لا نتوقعه مطلقاً، ومن يدفع بهذا الاتجاه فهو ليس في كامل قواه العقلية؛ لأن الحرب بين السعودية وإيران تعني بداية كارثة كبرى في المنطقة، وسوف تنعكس بقوة على بقية العالم، وبالتأكيد لن نسمح بحدوث ذلك.
الصحيفة: هل تعتبرون إيران عدوكم الأكبر؟
ج) لا نأمل ذلك.
الصحيفة: أحد المناطق التي يمكن أن تعتبر مكاناً للحرب بالوكالة هي اليمن، أنتم مهندس هذه الحرب في اليمن، فمتى ستنتهي؟
ج) أولاً، أنا لست مهندس العملية اليمنية، نحن دولة مؤسسات، إن القرار المتعلق بالمضي قدماً في عملية اليمن هو قرار يتعلق بوزارة الخارجية ووزارة الدفاع والاستخبارات ومجلس الوزراء ومجلس الشؤون السياسية والأمنية، ثم تسلم جميع التوصيات إلى جلالته، والقرار بالمضي في ذلك هو قرار جلالته، وعملي كوزير للدفاع هو تنفيذ ما يأمر به جلالته، وسأقوم بتسليم [توصيات] لأي مخاطر أراها، وأعمل الاستعدادات لأي مخاطر.
الصحيفة: جاء القرار مباشرة بعد أن أصبحتم وزيراً للدفاع، فمتى تتوقعون انتهاء العملية؟
ج) فيما يخص اتخاذ القرار بعد أن أصبحت وزيراً للدفاع، فلماذا ننسى استيلاء الحوثيين على العاصمة صنعاء بعد أن أصبح جلالته ملكاً؟ ليس لهذا علاقة بكوني أصبحت وزيراً للدفاع، الأمر كله يتعلق بما فعله الحوثيون. لدي الآن صواريخ أرض أرض على حدودي، تبعد فقط 30-50 كيلومتراً عن حدودي، ومدى هذه الصواريخ يصل لـ550 كيلومتراً، تملكها مليشيا، ومليشيا تجري تدريبات على حدودي، ومليشيا تمتلك طائرات حربية لأول مرة في التاريخ، وذلك على حدودي، وهذه الطائرات التي تمتلكها المليشيا تنفذ نشاطات ضد شعبهم في عدن. فهل هناك أي دولة في العالم تقبل بحقيقة وجود مليشيا بهذا النوع من التسليح على حدودها؟ خاصة أنهم تعاملوا بمنتهى الاستهتار مع قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وشكلوا تهديداً مباشراً لمصالحنا الوطنية. لدينا تجربة سابقة، تجربة سيئة معهم تعود إلى عام 2009. إن العمليات التي نُفذت حظيت بدعم وموافقة مجلس الأمن دون أي اعتراض.
الصحيفة: عندما بدأت العمليات، توقع الكثيرون أن تمر بسرعة، إلا أنه قد مضى على بدايتها حتى الآن 10 أشهر وهي ما تزال مستمرة، ألا تشعر بأنك في مستنقع عسكري؟
ج) لا، لقد كانت هناك أهداف مختلفة، الهدف الأول لعاصفة الحزم كان يتمثل في تعطيل القدرات الرئيسية لهذه المليشيا، وهي القدرات الجوية وقدرات الدفاع الجوي وتدمير 90% من ترسانتها الصاروخية، ثم قمنا بعد ذلك في البدء بالعمل على إيجاد الحل السياسي في اليمن، والتي تعد مرحلة مختلفة تماماً عن مرحلة الهدف الأول. جميع جهودنا الآن منصبة على الدفع نحو إيجاد حل سياسي، لكن هذا الأمر لا يعني بأننا سنسمح للمليشيا بالتوسع على الأرض، لذلك فعليهم بأن يدركوا أن كل يوم يمضي دون قيامهم بالسعي نحو الوصول إلى حل سياسي سيجعلهم يخسرون على الأرض.
الصحيفة: كم ستستغرق هذه العملية من وقت؟
ج) لا يمكن لأحد بأن يتوقع مثل هذا الأمر في الحروب، من أكبر قائد إلى أصغر قائد، لا أحد يستطيع توقع ذلك. حيث يمكننا أن نرى داعش اليوم ولكن لا يمكن لأي أحد بأن يتوقع وقت هزيمتهم، لكن ما أستطيع قوله هو أن نصف مدينة عدن لم يكن تحت سيطرة الحكومة قبل 10 شهور، أما الآن فإن أكثر من 80% من أراضي اليمن تحت سيطرة الحكومة الشرعية، كما أريد أن أشدد على أن العالم قد اكتشف الألاعيب التي كان يقوم بها الحوثيون، خصوصاً ألاعيبهم التي كانوا يستخدمونها فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية.
الصحيفة: أنت كذلك من يدير الاقتصاد في البلاد، لذا دعنا ننتقل الآن إلى موضوع الميزانية، سعر برميل النفط وصل إلى 35 دولاراً أمريكياً، وعجز الميزانية للسنة الماضية كان يشكل 15% من إجمالي الناتج المحلي. هل تواجه المملكة العربية السعودية أزمةً اقتصادية؟
ج) نحن بعيدون تماماً عن ذلك، نحن أبعد من مواجهة أي أزمة اقتصادية عما كنا عليه في الثمانينيات والتسعينيات، حيث نملك الآن ثالث أكبر احتياط في العالم، كما أننا قد تمكنا هذه السنة فقط من زيادة عائداتنا غير النفطية بنسبة 29%. لقد كنا قادرين على رؤية أمور إيجابية أكثر مما يعتقده معظم الناس حيال اقتصاد السعودية والعجز والإنفاق، كما أن لدينا برامج واضحة للخمس سنوات المقبلة، قمنا بإعلان بعضها وسنعلن ما تبقى منها في المستقبل القريب، بالإضافة إلى ذلك فإن ديوننا تمثل ما نسبته 5% بالمقارنة مع إجمالي الناتج المحلي، لذلك فنحن لدينا نقاط قوة ولدينا الفرصة أيضاً لزيادة عائداتنا غير النفطية في العديد من القطاعات، علاوةً على امتلاكنا لشبكة اقتصادية عالمية.
الصحيفة: كيف ستقوم بزيادة العائدات غير النفطية؟ هل ستفرض ضريبة القيمة المضافة؟ هل ستفرض ضريبةً على دخل الفرد؟
ج) لن يكون هناك ضريبة على دخل الفرد، ولا ضرائب على الثروة، نحن نتحدث عن ضرائب ورسوم مدعومة من قبل المواطن، بما فيها ضريبة القيمة المضافة وضريبة الحد من استهلاك السلع الضارة، حيث ستوفر هذه الضرائب إيراداتٍ جيدة، لكنها لن تكون المصدر الوحيد للإيرادات، حيث إن لدينا العديد من الفرص في مجال التعدين، ولدينا أيضاً أكثر من 6% من احتياطات اليورانيوم العالمية، علاوةً على أننا نمتلك الكثير من الأصول غير المستغلة، حيث إن لدينا 4 ملايين متر مربع من الأراضي الحكومية غير المستغلة في مكة وحدها، قيمة السوق مرتفعة جداً، نحن لدينا العديد من الأصول التي نستطيع أن نحولها إلى أصول استثمارية. نحن نعتقد بأننا نستطيع الوصول إلى مرحلة تصل فيها عائداتنا غير النفطية إلى 100 مليار دولار أمريكي خلال السنوات الخمس المقبلة.
الصحيفة: متى ستقوم بفرض ضريبة القيمة المضافة؟
ج) سنحاول القيام بذلك في نهاية سنة 2016 أو 2017، كما سنحاول التعجيل في موعد فرضها.
الصحيفة: وما الذي ستقوم بخصخصته لكي تزيد من الإيرادات؟
ج) الرعاية الصحية والقطاع التعليمي وبعض القطاعات العسكرية مثل المصانع العسكرية وبعض الشركات المملوكة من قبل الدولة، هذا الأمر سيعمل على تقليل الضغط الذي تعاني منه الحكومة، كما أن من شأن بعضها أن يزيد من توفير قدر جيد من الأرباح.
الصحيفة: هل تتصور إمكانية بيع بعض أسهم شركة أرامكو السعودية؟
ج) هذه الفكرة قيد المراجعة، ونحن نعتقد أننا سنتوصل إلى القرار المتعلق بهذا الشأن خلال الشهور القليلة المقبلة. أنا شخصياً متحمس لهذه الخطوة وأعتقد أن القيام بها سيصب في مصلحة السوق السعودي وشركة أرامكو كذلك، كما أنه سيساعد على إيجاد قدر أكبر من الشفافية والمكافحة لأي نوع من أنواع الفساد الذي قد يكون موجوداً في محيط أرامكو.
الصحيفة: لقد قلت سابقاً إن تنويع الاقتصاد ليصبح أقل اعتماداً على النفط هو من أبرز التحديات التي تواجه السعودية، ما هي القطاعات التي سيتم إعطاء الأولوية لها فيما يتعلق بالتنويع؟
ج) التعدين، إصلاحات نظام الدعم الحكومي، حيث إن لدينا 20% فقط من الطبقات الوسطى والدنيا التي تستفيد من الدعم الحكومي. نحن نستهدف الـ80% ونحاول الإبقاء على فوائد الطبقات الوسطى والدنيا. هذا الأمر سيعمل على توفير عائدات جيدة، وكما قلت لك فإن هناك أصولاً لم يتم استغلالها: سنعمل على توسيع السياحة الدينية وزيادة عدد السائحين والحجاج القادمين إلى مكة والمدينة، مما سيعطي قيمة أكبر للأراضي المملوكة من قبل الحكومة في كلا المدينتين.
الصحيفة: لقد قمتم برفع الأسعار في هذه الميزانية كأسعار الكهرباء والوقود، لكن لا يزال هناك الكثير من الدعم. هل تهدفون للتخلص من الدعم بشكل نهائي؟
ج) نسعى للوصول إلى أسواق الطاقة المفتوحة، لكن مع برنامج الإعانات لذوي الدخل المحدود، لا أن تكون إعانات على شكل خفض لأسعار الطاقة، بل عن طريق برامج أخرى. وأيضاً من بين أهم الأصول التي نعمل عليها الآن: لدينا منطقة رائعة جداً تقع شمال جدة بين مدينتي أملج ووج، هنالك ما يقارب مئة جزيرة في تلك المنطقة في منطقة مرجانية واحدة. درجة الحرارة هناك مثالية، أبرد بخمس أو سبع درجات من مدينة جدة. هي أرض بكر، قضيت فيها آخر ثماني عطلات لي، وكنت مصدوماً لاكتشاف شيء كهذا في المملكة العربية السعودية، وكان هناك خطوات تم اتخاذها للحفاظ على تلك الأرض التي مساحتها 300 كم في 200 كم. تلك إحدى الأصول التي نستهدفها ونرى أن لها قيمة مضافة إضافة إلى كونها مصدر دخل لخزينة الدولة. إذن، لدينا العديد من الأصول غير المستخدمة، في مكة والمدينة خارج وداخل النطاق العمراني. ففي جدة على سبيل المثال: توجد أرض مساحتها الإجمالية خمسة ملايين متر مربع، تقع يمين الشاطئ في قلب جدة، وتملكها قوات الدفاع الجوي. قيمة الأرض لوحدها 10 مليارات دولار. أما تكلفة نقل البنى التحتية والمباني فتقدر بحوالي 300 مليون دولار. وعليه فذلك هدرٌ كبير. إذن فالاستفادة من الأصول غير المستغلة ستجلب الأرباح وستولّد التنمية. نحن بصدد القيام بعملٍ ضخم، فنحن نهدف إلى إدخال أصول جديدة إلى خزينة الدولة التي تقدر بـ 400 مليار دولار على مدى السنوات القريبة القادمة.
الصحيفة: ستقومون بخصخصة الأصول؟
ج) الأصول ستذهب للخزينة، ثم ستتحول إلى مشاريع، ومن ثم إلى الشركات، وبعد ذلك ستطرح في السوق المالية للاكتتاب العام.
الصحيفة: هل هذه ثورة تاتشرية؟
ج) بكل تأكيد، لدينا العديد من الأصول الجيدة غير المستغلة، كما يوجد لدينا قطاعات استثنائية بإمكانها أن تنمو سريعاً. هناك شركة سعودية تعتبر مثالاً بين عدة شركات، وهي شركة المراعي للألبان، فحصتها في السوق العماني 80% وفي السوق الكويتي أكثر من 20% وفي السوق الإماراتي أكثر من 40%، أما في مصر –حيث يوجد النيل- فحصتها في السوق هناك 10%، شركة سعودية واحدة فقط. لدينا شركات ألبان وزراعة أخرى، وبإمكانك عمل الشيء نفسه مع القطاع المصرفي، وقطاع التعدين، وقطاع النفط والبتروكيماويات. هناك فرصة ضخمة وعديدة للتوسع والنمو.
الصحيفة: هذا يتطلب استثمارات هائلة، يقول أحد التقارير التي قرأتها أنها 4 تريليونات دولار بين وقتنا هذا و2030. من أين يأتي هذا المال؟
ج) هذا تقرير من شركة ماكينزي، وليس من الحكومة السعودية. نحن نحاول أن نكون متفائلين أكثر في بعض الأجزاء، وفي بعض الأجزاء نحاول أن نكون مُحافظين. على أية حال، تُشارك ماكينزي معنا في العديد من الدراسات، لكن هذه استثمارات نُحاول جلبها من مصادر عديدة: المستثمر السعودي، والأموال المملوكة للدولة، وصناديق (دول مجلس التعاون الخليجي)، والصناديق الدولية.
الصحيفة: ما الذي يُرغب المستثمر الأجنبي في الاستثمار في المملكة العربية السعودية الآن؟
ج) المسألة هي الربح، وهذا ما نحاول أن نقدمه لكي نجلب الاستثمار، ويحدث هذا في نفس الوقت الذي نملك فيه لوائح جيدة، وهذا يضمن سلامة استثماراتهم، ونحن لسنا بلداً جديداً للاستثمار الأجنبي، أكبر الشركات العالمية موجودة في السوق السعودي: بوينغ وأيرباص وجنرال إلكتريك وجنرال موتورز وسوني وسيمينز، جميع اللاعبين الكبار في السوق السعودي، وجميع البنوك الكبرى والرئيسة فتحت فروعاً لها في المملكة العربية السعودية، لذلك أنا لست أحاول الانفتاح على العالم؛ أنا منفتح على العالم بالفعل، أنا أقدم الفرص فقط.
الصحيفة: وأحد التحديات التي لم نناقشها حتى الآن هو الشباب السعودي: 70٪ من سكان البلاد تبلغ أعمارهم 30 عاماً وأقل، كيف سيتم خلق فرص عمل لهؤلاء الناس؟
ج) لدينا فرص كبيرة لخلق فرص عمل في القطاع الخاص، وسيساعدنا قطاع التعدين في خلق الكثير من فرص العمل، وسوف يولد برنامج معالجة الحجاج والزوار أيضاً الكثير من فرص العمل، وسوف تخلق الاستثمارات فرص عمل أيضاً. نحن لا نتوقع أن تزداد البطالة لدينا، نعتقد أنها ستقل في السنوات القليلة القادمة إلى حد جيد، وفي الوقت نفسه لدي احتياطات الآن، عشرة ملايين وظيفة يشغلها غير السعوديين أستطيع أن ألجأ إليها في أي وقت أُريد، لكنني لا أُريد الضغط على القطاع الخاص، إلا إذا كان هذا هو الملاذ الأخير.
الصحيفة: هل ستمنع توظيف الأجانب؟
ج) نحن نُحاول أن نلجأ إلى خلق الفرص، وإذا لم نستطع تغطية الكل، فنحن مضطرون إلى ممارسة الضغط على القطاع الخاص، أسوة بما تم عمله، وهو برنامج السعودة.
الصحيفة: التحول الذي تصفه: تقديم إيرادات الضرائب غير النفطية، والحد من الإعانات، والمضي قدماً نحو التوظيف في القطاع الخاص، يُشير إلى إعادة الصياغة في جوانب كثيرة، في الاقتصاد السعودي والعادات الاجتماعية السعودية، أليس من شأن هذا أن يُحدث تغييراً على نطاقٍ أوسع في المجتمع الذي لايزال مُحافظاً جداً؟
ج) ليس لهذا علاقة بذلك، لدينا قيم، وهو أمرٌ مهم بالنسبة لنا أن تكون لدينا حرية التعبير، ومهمٌ بالنسبة لنا أن يكون لدينا حقوق الإنسان. لدينا العوامل الخاصة بنا والقيم والمبادئ كمجتمع سعودي، ونحاول إحراز تقدم وفقاً لاحتياجاتنا. وضعنا اليوم ليس كما كان قبل 50 سنة؛ فقبل 50 سنة لم يكن لدينا حتى هيئة تشريعية. النساء يُمثلن اليوم في البرلمان بشكلٍ جيد، وتصوت النساء ويُرشحن أنفسهن للانتخابات، واليوم نحن نحرز تقدماً وفقاً لاحتياجاتنا، ووفقاً لوتيرتنا وليس كرد فعلٍ على أي نموذج آخر.
الصحيفة: ولكن هل تعتقد أنك تستطيع أن يكون لديك ضرائب أكبر من دون تمثيل أكبر؟
ج) لا توجد ضرائب.
الصحيفة: لكنك تفرض الضرائب!.
ج) نحن نتحدث عن أشكال مختلفة من الضرائب، نحن نتحدث عن ضريبة القيمة المضافة، لن يتم تطبيقها على أي من المنتجات الأساسية؛ سيكون ذلك على الإكسسوارات، لن تكون ضريبة القيمة المضافة على المنتجات الأساسية مثل الماء ومنتجات الألبان والحليب.
الصحيفة: لن تكون مشمولة؟
ج) بدون شك، إذا كانت ستؤثر على السعر.
الصحيفة: فهمت، ولكن هل تستطيع أن تفرض هذا النوع من الضرائب دون زيادة تمثيل الشعب في الحكومة؟
ج) مرة أخرى، هذان الأمران لا علاقة لهما ببعضهما؛ هذا ليس قراراً من الحكومة ضد الشعب، هذا قرار السعودية بحكومة تمثل الشعب، وقبل اتخاذ أي قرار للإصلاح نقوم بعمل العديد من ورش العمل التي تمثل العديد من الناس.
الصحيفة: ماذا عن الإصلاح الاجتماعي الأوسع؟ كيف سيكون بإمكانك صنع اقتصاد حديث عالي الإنتاجية مع صنع سياحة حيوية، وقطاع رعاية صحية نابض بالحياة، وقطاع تعليم حيوي، إذا كانت المرأة لا تقود، ولا تستطيع السفر دون إذن؟.
ج) بإمكان النساء السفر حالياً، بالإضافة إلى أنهن يعملن في قطاع الأعمال التجارية.
الصحيفة: ولكن بإذن من أفراد أسرهن!.
ج) هذا مختلف، فعندما تتحدث عن الإذن، فإنك تتحدث عن نساء لم يصلن لسنٍ معينة، لا عن النساء المسؤولات عن أنفسهن، فهذا أمره محدد بمعايير اجتماعية ودينية، فبعض هذه المعايير يمكن أن تُغير، وبعضها لا يمكن أن يُغير حتى لو أردنا ذلك، ولكني أضمن لك بأن ليس هنالك أي عقوبات في طريق النساء لتعزيز مشاركتهن والعمل.
الصحيفة: إذن لماذا معدل الإناث العاملات في السعودية (18%) يعد الأقل في العالم؟
ج) ثقافة النساء في السعودية ثقافة المرأة نفسها، هي ليست معتادة على العمل؛ فهي بحاجة للمزيد من الوقت لتعود نفسها على فكرة العمل، فنسبة كبيرة من النساء السعوديات معتادات على البقاء في المنازل، فهن لم يعتدن على العمل، يحتاج الأمر بعض الوقت.
الصحيفة: هل تعتقدون أن وجود نسبة كبيرة من النساء في القوى العاملة سيكون أمراً جيداً بالنسبة للمملكة؟
ج) بدون شك، جزء كبير من عوامل الإنتاجية غير مستخدمة، وإن النمو السكاني بدأ بالوصول لرقم مخيف، ولذلك فإن عمل المرأة سيساعد هاتين القضيتين.
الصحيفة: أنت جزء من شريحة تقدر بـ70% من السعوديين الذين أعمارهم 30 عاماً وأقل، وأنت مسؤول عن دفاع الدولة واقتصادها، فأنت تمثل الجيل الجديد من السعوديين من عدة جوانب، أي نوع من السعودية تود إنشاءه؟
ج) إن السعودية التي أتمناها، والتي يتمناها الـ70% هي سعودية لا تعتمد على النفط، سعودية مع اقتصاد آخذ في النمو، سعودية ذات قوانين شفافة، سعودية ذات مكانة قوية جداً في العالم، سعودية يمكنها تحقيق حلم أو طموح أي سعودي من خلال إيجاد حوافز مغرية، وبيئة مناسبة، سعودية مستدامة، سعودية تضمن مشاركة الجميع في صنع القرار، سعودية ذات إضافة مهمة للعالم وتساهم في إنتاجيته، وتواجه العقبات أو التحديات التي تواجهه. حلمي كرجل شاب في السعودية، وحلم العديد من الشباب السعوديين كذلك، هو أن أتنافس معهم ومع أحلامهم، وأن يتنافسوا مع أحلامي؛ لخلق سعودية أفضل.
الصحيفة: قمت بوضع رؤية إيجابية للغاية بالنسبة للسعودية، إلا أننا نعيش في وقت يعد من أكثر أوقات المنطقة خطورة منذ سنين، كيف ستقوم بوضع الرؤيتين سوياً؟
ج) أنتِ بريطانية، وأنا من معجبي تشرشل، إذ قال تشرشل إن الفرص تأتي من الأزمات، وأنا أتذكر مقولة تشرشل كلما أرى عقبات أو أزمات في المنطقة، هكذا أرى التحديات أو الأزمات في المنطقة.
الصحيفة: وهل أصبحت الأزمات في المنطقة أكثر صعوبة بعد انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة؟
ج) نحن نتفهم العمل الذي قامت به الولايات المتحدة، فهي تقوم بتنفيذ العديد من الجهود، ونحن نحاول مساعدة جميع الجهود التي تقوم بها، نحن نحاول التعبير عن وجهة نظرنا، وأستطيع أن أقول لكم إن العمل بيننا وبينهم قوي ورائع جداً، ولكن يتعين على الولايات المتحدة أن تعي بأنها الأولى في العالم، وأن عليها أن تتصرف كذلك.
الصحيفة: ألم يتصرفوا كذلك؟
ج) نحن قلقون من شيء قد يحدث.
الصحيفة: هل تشعرون بأنهم قد تخلوا عنكم؟
ج) نحن متفهمون، وندرك بأننا جزء من مشكلة عدم إيصال وجهة نظرنا لهم، لم نبذل ما يكفي من الجهود لإيصال وجهة نظرنا، ونعتقد بأن ذلك سيتغير في المستقبل.
الصحيفة: هل السعودية تخطو نحو نوع جديد من الدور القيادي في المنطقة؟
ج) نحن نتعامل مع كافة حلفائنا بخطى متساوية، وجميعنا نعمل لمواجهة التحديات في المنطقة، نحن ودول الخليج، ومصر وتركيا والسودان ودول القرن الإفريقي ودول شمال إفريقيا ودول غرب إفريقيا ودول شرق آسيا، ماليزيا، إندونيسيا… إلخ، وباكستان، نسعى بشكل جماعي لمواجهة هذه التحديات؛ لأن هذه التحديات تشكل خطراً علينا جميعاً، ويجب علينا مواجهتها كفريق واحد، ونسعى أن نقوم بعمل إيجابي.
الصحيفة: قبل خمس سنوات بدأ الربيع العربي، وكانت سنوات قاتمة من عدة أوجه في المنطقة، فهل ستكون الخمس سنوات المقبلة أفضل أم أسوأ؟
ج) أولاً، أستطيع القول بأن الربيع العربي كان اختباراً حقيقياً لمعرفة أنماط الحكومات الاستبدادية وأنماط الحكومات غير الاستبدادية، والنظام الذي يمثل شعبه والنظام الذي لا يمثل شعبه، وأي نظام لم يمثل شعبه انهار مع الربيع العربي، ونرى ما حدث للأنظمة الأخرى.
الصحيفة: هل يمثّل آل سعود شعبهم؟
ج) نحن نشكل جزءاً من العملية الوطنية، كما أننا نشكل جزءاً من القبائل المحلية، بالإضافة إلى أننا ننحدر من المناطق الموجودة في البلاد، لقد عملنا مع بعضنا البعض على مدار الـ 300 سنة الماضية.
الصحيفة: شكراً جزيلاً لكم يا صاحب السمو الملكي.
ج) شكراً لكم، أنا سعيد باستضافتكم هنا اليوم، كما أنني أسعد بتلقي أسئلتكم. نحن دائماً نقبل بالانتقادات التي تأتينا من أصدقائنا، إذا كنا على خطأ فنحن بحاجة لأن نستمع لمن يقول لنا بأننا على خطأ، لكن إن لم نكن على خطأ فنحن بحاجة إلى أن نستمع لدعم أصدقائنا لنا، ما أطلبه أنا هو أن تقولوا الشيء الذي تؤمنون به فعلاً.
صحيفة سبق