اخبار المناطقالثقافيةمقالات

كثير من المعلمين.. د . ضيف الله مهدي

كثير من المعلمين وكثير من الطلاب ، وعن طريق الخبرة يعرفون أن مستوى الطالب يختلف في معظم المواد الدراسية المختلفة .. فقد يكون متفوقا في اللغات أو الرياضيات ، وضعيفا فيما عداها . وقد يحصل على الدرجة الكاملة في مادة ما بينما لا يحصل على درجة النجاح في مادة أخرى إلا بشق الأنفس .. ولهذا تجد أن الطلاب في المرحلة الثانوية وبعد السنة الأولى يتوزعون ، فمنهم من يلتحق بقسم العلوم الطبيعية ومنهم من يلتحق بقسم العلوم الشرعية والعربية ومنهم من يلتحق بقسم العلوم الإدارية والاجتماعية وهكذا ..
فما هو التفسير الذي يقدمه علم النفس هنـا ؟.
لقد كانت نظرية الملكات هي أول تفسير لهذه ، ولكن هذه النظرية انهارت أمام النقد الذي وجه إليها ، ثم بعد ذلك اتخذ البحث في هذه المسألة اتجاها جديدا على يد سبيرمان الذي اعتمد في بحثه على تحليل النتائج لإختبارات الذكاء مستخدما في ذلك أساليب الإحصاء ، ثم انتهى إلى نظرية عرفت باسم نظرية العاملين وتتلخص في أن كل عملية تحليلها إلى عاملين :
1ـ عامل مشترك بين هذه العملية بالذات وبين غيرها من العمليات وقد سماه العامل العام ورمز له بالحرف ( ع ) وهذا العامل العام هو الذكاء في معناه العام .
2ـ عامل خاص يختلف من عملية إلى أخرى ، ورمز له بالحرف ( ص ) وهذا العامل الخاص هو القدرة . ولنضرب مثالا توضيحيا على ذلك ( محمد و علي ) وجدا بعد الاختبار على مستوى واحد من الذكاء ، فهل معنى هذا أن المسائل التي نجحا فيها كانت واحدة ؟ . الجواب : لا .
محمد : أجاب بنجاح على المشكلات التي تتعلق بالعلاقات المكانية مثلا ، ولم يستطع أن ينجح في الكشف عن أوجه التناقض أو السخف في المسائل التي تحتوي عليه .
علي : على عكسه ، فكيف نفسر التكوين العقلي للاثنين ؟ العامل العام وهو الذكاء واحد ولكن محمد يمتاز بقدرة خاصة على إدراك العلاقات المكانية و علي يمتاز بقدرة خاصة على الكشف عن أوجه السخف أو التناقض في الأقوال التي تحمل هذا المعنى . ولو أخذنا بنظرية سبيرمان وجب أن نسلم بوجود عدد لا يكاد يحصى من القدرات على قدر ما هنالك من عمليات عقلية وقد يكون هذا صحيحا ، إلا أن التحليلات التي قام بها الباحثون بعد سبيرمان أدت إلى الكشف عما أسموه بالقدرات الطائفية .
فما هي القدرات الطائفية ؟ .
نقول : إن العمليات التي يقوم بها العقل وضروب السلوك بوجه عام يمكن أن تتجمع في طوائف لعلة التشابه بين أفراد الطائفة الواحدة .. وهذا يؤدي إلى افتراض قدرة واحدة لكل طائفة يطلق عليها القدرة الطائفية .
فعمليات الجمع والطرح والضرب والقسمة والتحليل في المسائل الرياضية مثلا تجمعها قدرة طائفية واحدة هي القدرة الرياضية .. وعمليات الهجاء والقراءة والكتابة والشعر والخطابة تدخل كلها تحت قدرة طائفية واحدة هي القدرة اللغوية وهكذا . والقدرة الطائفية استعداد فطري يظل كامنا حتى يتهيأ له من العوامل البيئية والنفسية ما يظهره .. والقدرات الطائفية خمس وهي :
1ـ القدرة اللغوية : وتظهر في تعلم اللغات .
2ـ القدرة الرياضية : وتظهر في العمليات التي تدور حول الكم وباستخدام الرموز .
3ـ القدرة العملية : وتبدو واضحة عند ذوي المهارة في الأعمال اليدوية كالصياغة والنجارة .
4ـ القدرة الفنية : وتتمثل في إدراك نواحي الجمال في الأشياء عن طريق البصر وفي الرسم والتصوير والنحت .
5ـ القدرة الموسيقية : وتتمثل في العزف على الآلات ووضع المقطوعات الموسيقية والتلحين وتذوق الجمال عن طريق السمع .
وعن طريق هذه القدرات الطائفية تجد الأشخاص يتوزعون في قدراتهم وميولهم ورغباتهم وتخصصاتهم ومهنهم

د. ضيف الله مهدي

مستشار تربوي ونفسي وأسري واجتماعي - عضـو مشارك بـ صحيفة شفق الالكترونية
المدينة : جدة
الايميل : [email protected]
الجوال : 0501963560

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى