في جامع الفقهاء (٦) .. د. ضيف الله مهدي
اليوم الجمعة الموافق ٢٠ شعبان ١٤٤٥هـ ، في جامع الفقهاء بمحافظة بيش اعتلى المنبر فضيلة الشيخ الأستاذ حسن بن يحي الأعجم وخطب الناس خطبة رائعة عن الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام الذي لا يسقط إلا في حالة فقدان العقل . كانت خطبته رائعة وجميلة ومؤثرة حث الناس على الاهتمام بالصلاة فهي صلة بين العبد وربع وذكر الكثير عن أهمية في حياة المسلم .
وقد كنت قد خربشت بقلمي سطورا في أيام قد مضت أتذكر منها :
أنتي كتبت : في ظل وجود جيل نشأ لا يهتم بالمسجد ولا يحترمه ولا يقدر مكانته ، فتجد الكثير يأتون بملابس متسخة وتنبعث منهم روائح كريحة غير آبهين بمكانة المكان ومن في المكان ولا من حثهم على الحضور لهذا المكان ، بينما لو ذهبوا لمقابلات شخصية أو احتفالات أو مهرجانات أو مسابقات أو مراجعات لدوائر حكومية .. فإنك تجدهم في أجمل ما عندهم من ملابس وروائح ، وحيث أنني لم أسمع من يحثهم ويرشدهم ويوجههم وينصحهم إلى ضرورة الحضور للمساجد بملابس نظيفة ومقبولة وروائح غير مؤذية ، سواء كتاب أو خطباء أو أئمة فإني أرى :
1- أن تشمل خطب الجمع ، حث من يحضر للمساجد لآداء الصلاة ، في ثياب النوم والملابس الرياضية والملابس المتسخة على الاهتمام بالصلاة والمساجد والحضور في الملابس النظيفة واللائقة بالمكان ومن في المكان .
2- على أئمة المساجد تنبيه من يحضر في تلك الملابس بضرورة الاهتمام بنفسه ومظهره . خاصة سكان الحي وجيران المسجد.
فغير مقبول أن تستهتر بالصلاة والمسجد وتقابل ربك في ثياب متسخة وزفرة تستحتي أنت تخرج بها إلى عرضة رقص أو مهرجانات أو احتفالات مدرسية ، وتعصى من حثك وأمرك بأخذ زينتك عندما تدخل المسجد ..
والآن لا يمكن يدخل أي مراجع لدائرة حكومية إلا في اللباس الرسمي ، وتلتزم بالأمر ، ولكن المسجد الأمر عندك عادي .. كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج للمسجد في أجمل مظهر ومنظر طاهرا نظيفا ومسواكه في فمه يستعمله ، وهو عليه الصلاة والسلام عرقه أطيب من رائحة الطيب .
اهتموا بهذا الأمر الله يرحم والديكم ” .
كما كتبت في يوم من الأيام :
” إن خطبة الجمعة وصلاة الجمعة في حياة المسلم تمثل له الكثير والكثير وصلاة الجمعة فرض عين على كل مسلم عاقل بالغ حر مقيم ، لا يبعده عن الجامع خمس فراسخ ( كما تعلمت هذا في المدرسة الإبتدائية ) .. نذهب للجمعة لننال الأجر وتأدية الفرض والإستفادة مما نسمع من خطبة الخطيب وتوجيهاته وإرشاداته ونصائحه ومواعظه .. وتشكل خطبة الجمعة شيئا وأمرا مهما في حياة المسلم .. وقد كان الصحابة يحرصون على حضور خطبة وصلاة الجمعة مع نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام والأجر في التبكير والاستماع بإنصات .. وفِي وقتنا الحاضر ما زال الأمر كما هو في أغلب الجوامع .. لكن الذي اختلف هو خطباء الجمع ، فقل أن تجد خطيبا يشدك بموضوع الخطبة ويشدك بقوة تأثيره وإستدلاله وحضوره وصوته ولغة جسده ..
البعض يمررها كدقائق يقرأ فيها من ورق أو كتب أو نثر كلام ركيك وأغلبهم كأنما مغصوبا على ذلك !! .
المستمعون بين شرود ذهني وخروج العقل من المسجد وبقاء الجسد فقط .. ويتحدثون في مواضيع ليست بذات الأهمية ، بل لا تعني للبعض أي شيء ولهذا أصبحت خطب الجمع غير مؤثرة في الكثير من الحاضرين لها .
ولكن – والحق يقال – هناك البعض من الخطباء لا يزالون ينتقون بعناية مواضيع خطبهم فتجدها تؤثر في الحاضرين وتستولي على كل انتباههم ويهتمون بما يسمعون ، ومن هؤلاء الخطباء في بيش الدكتور الحسن بن غمضان جلي ، فهو ينتقي مواضيع خطبه بعناية فائقة وقد حضرت له الكثير من الخطب الرائعة وآخرها اليوم الجمعة الموافق ١٤٤٠/٧/٢٩هـ . في جامع الفقهاء في بيش وكانت خطبته عن التربية وقد أجاد وأفاد وجمع العقول حوله تستمع له ولَم يشرد منها أحد .. وبين أن التربية هي ما تجعل الأمم تتقدم وترتقي إلى الأعلى وبين أهمية تربية البنين والبنات دين ودينا .. وكعادته في خطبه الجميلة لم يطل فيمل المستمعون ولَم يقصر فتخرج خطبة قاصرة ناقصة .. وإني أدعو جميع الخطباء المبتدئين لأن يتعلموا منه ويستفيدوا من خبرته وتجاربه .. بارك الله فيه وفِي كل من أرشد للخير ووجه إليه .