يا ضايق الصدر
عاد إلى منزله بعد يوم عمل متعب ومحمل بهموم مالم ينهيه من عمله !!
قالت له زوجته : ذلحين أبغاك تغير ألوان البيت ، وتشتري فرش جديد وتغير بعض الكراسي !
هو ليس معه تلك المبالغ التي يستطيع الصرف منها على تلك الطلبات ، والوقت غير مناسب لتلك الطلبات .
قال : ما عندي شيء ! وبدأ يثرثر ويخاصم وارتفع صوته حتى قال : من يوم عرفت وجهك جاني الفقر والهم والغم !!
غضبت هي ، ولكنه لم يدع لها فرصة للرد والكلام . خرج من البيت راكبا سيارته لا يدري إلى أين يذهب ! فتح مذياع السيارة فكانت الإذاعة تبث أغنية تقول :
يا ضايق الصدر بالله وسع الخاطر
دنياك يا زين ما تستاهل الضيقة
الله على ما يفرج كربتك قادر
والله له الحكم في دبرة مخاليقه
هدأت نفسه وبدأ يردد مع المغني ويغني حتى أنتهت الأغنية .. كان قريبا من بيته فوقف عند الباب وأخرج من درج سيارته ورقة وقلما وكتب :
غدا تزول الهموم
وتنجلي الغيوم
ويبقى الكون سعيدا
ما حد به محروم
لا تكثرين اللوم
ما عدت أطيقه اليوم
وجهك وجه السعد
فيه الحسن مرسوم
فيه الصفاء والنقاء
وبالوفاء مختوم
لو كنت أملك كنوز
أو ثروة بعدد النجوم
جعلتها بين يديك
ويا ليتها لك تدوم
ما تدوم إلا القناعة
والرضا بالمقسوم
ثم نادى أحد أبنائه وناوله الورقة ، وقال اعط أمك !
ذهب الطفل بالورقة وأعطى أمه فقرأتها فضحكت وقالت للطفل : قل لأبيك يدخل فداه قلبي وروحي !
