الثقافيةمقالات

نحو حوارفعال .. بقلم ؛ د.وفاء عبد الله إدريس

( ضوء القنديل )

يمثل الحوار الفعال حاجة أساسية للبشر ومطلب أساسي للأمم المتحضرة وهو عنصر رئيس في ديننا الإسلامي الحنيف
فالقرآن الكريم قائِم على الحِوار؛ فقد علّمنا الله سُبحانه وتعالى الحِوار وذلك بِحواره مع الملائِكة في خَلق الإنسان، قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ، قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ).•
وللحوار انواع مختلفةفمنها الديني كما يحدث في الحوار بين الأديان المختلفة
وكما يتجلّى الحِوار في حياة الأنبياء والرُسل في مُحاورتِهم لِأقوامهم خِلال الدّعوة بِأسلوبٍ سَلِس وليّن، وبِتحلّيهم بالصبر على
ذلك ومن ذلك مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز رحمه الله للحوار بين الأديان والوطني مثل مركز الملك عبد العزيز للحوارالوطني والسياسي كما يحدث بين الدول في كل العالم من خلال اللقاءات والمؤتمرات الدولية المختلفة كما حدث في لقاء قمة مجموعة العشرين الافتراضية والاجتماعي متمثلا في ملتقانا الحواري الجميل لتبادل الآراء والثقافات المختلفة والتربوي كما في المؤتمرات التربوية التي تعقدها الجامعات والمؤسسات التربوية وغيره
ومن ارقى انواع الحوارات حوار المسلم
مع خالقه في صلاته حيث تُعدّ الصّلاة من أرقى الحِوارات الخاضِعة لِلأدب، ويُحاوِره في دعائِه أيضاً، قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).*
وللحوار الفعال اداب ينبغي مراعاتها بين المتحاورين ومنها حسن الاصغاء لكل شخص ليدلي برأيه دون استهزاء او سخرية واحترام وجهة نظر كل طرف مع اتاحة الوقت الكافي لكل طرف لشرح رأيه ومن اهم أهداف الحوار؛ وتشمل الاهداف الخاصة والفرعية هو معرفة وجهات النظر المختلفة حول قضية معينة للوصول لرأى محدد يرضي جميع الأطراف .
نحن نتحاور .. إذن نحن أمة متحضرة لأن الحوار لغة الحضارات بين الأمم

د / وفاء عبد الله إدريس

بكالوريوس فيزياء ورياضيات وتربية ماجستير تخصص المناهج وطرق تدريس العلوم - عضو مشارك بـ صحيفة شفق الالكترونية
المدينة : جدة
الايميل : [email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى