الثقافيةرياضهمقالات

#كن فارساً ..حسن بن محمد

قال الله عز وجل
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3) صدق الله العظيم
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( الخيل ثلاثة : ففرس للرحمن ، وفرس للشيطان ، وفرس للإنسان، فأما فرس الرحمن ، فالذي يرتبط في سبيل الله ، فعلفه وروثه وبوله في ميزانه ، وأما فرس الشيطان فالذي يقامر أو يراهن عليه . وأما فرس الأنسان فالفرس يرتبطها الإنسان يلتمس بطنها ، فهي ستر من الفقر)) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى اله المنفق على الخيل كالباسط يده بالصدقة لا يقبضها .. وقال صلى الله عليه وسلم وعلى اله ( الخير معقود بنواصي الخيل الى يوم القيامة ) .. وقال عمر الفاروق رضي الله عنه وارضاه علموا اولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل …فالاحاديث والروايات في الخيل وفضلها كثيرة وهذا يدل على فضلها في الإسلام فالاهتمام بالخيل في الإسلام واضح ولا يحتاج الى شرح والفروسية اجملا هي محل اهتمام معظم شعوب العالم فلكل شعب طريقته الخاصة بالاهتمام بالخيل ، ومن المشهور بان او من ركب الخيل هو إسماعيل ابن إبراهيم عليه السلام وقصة النبي سليمان مع الخيل معروفة فعالم الفروسية عالم جميل وممتع وقد كتب الكثير عن الفروسية كلا من وجهه نظره وما سأكتبه يمثل وجهة نظري الخاصة عن تجربه كوني احد ملاك الخيل منذ اكثر من 20 عاما وكذلك كان لي منصب قيادي فيها.

الفروسية وسباقات الخيل
أتساءل ما الذي يجعل الإنسان يتحمل كل تلك المصاريف المادية والتوتر قبل وأثناء السباقات والفرح العارم بعد الفوز بالسابق او كتم الغضب الشديد بعد الخسارة… هذا ما يحدث …
فالذي يجبر الإنسان على ذلك ثلاثة أسباب
السبب الأول : عشق الفروسية حد الجنون بها
السبب الثاني : الاستفادة المادية سواء من الإنتاج او من خلال السباقات فالاستفادة المادية المحرزة حصل عليها اقل من ١٠٪ من ملاك .
السبب الثالث : نخبوي .

فهذه المقدمة لن تكون مجال حديثي
سوف اركز على السباقات والتحضير لها والاضلاع الرئيسية ( أفراد العمل) ودور كل واحد منهم…
فأنواع السباقات الشائعة هي (سباق السرعة ، القفز ، التحمل ، الجمال )
وهناك انواع أخرى غير شائعة وأنواع عديدة من الاستعراض بالجياد لدى الشعوب…
فكوني أحد ملاك خيل السرعة سوف اتحدث عن هذا المجال وأبدأ بها
عندما يرغب شخص ان يكون أحد ملاك الخيل في مجال السرعة فيجب عليه من البداية تحديد هدفه اقتناء وإنتاج ام المشاركة في السباقات واي نوع منها..
التفاصيل كثيرة سأختصرها قدر الامكان
فمثلا اختار المالك ان يشارك في مجال سباقات السرعة فهنا عليه اتباع خطوات رئيسية متعارف عليها وهي البحث عن شخص ذو خبرة في جياد السرعة ( اذا لم يكن للمالك خبرة كافية في ذلك) شخص موثوق في أمانته للبحث عن الأمهار و الجياد المناسبة وفي ذات الوقت مكان الإيواء المناسب ببناء اسطبل او استئجار بوايك على عدد الجياد في الأماكن المخصصة للأندية مع مراعاة أمور كثيرة يجب أن تكون متوفرة في الاسطبل او المربط منها حجم البايكة مستودع العليقة مكان حفظ الأدوية توفر المياه وأمور عديدة أخرى خاصة بالسلامة وراحة الجياد…والأهم جلب سايس خبير .
بذلك يكون قد سلك المالك المسار الصحيح فعندما تكتمل كل تلك الأضلاع ( المالك، الجياد الممتازه، السايس الخببر، مكان الإيواء المناسب ، جوكي محترف ) ففي هذه الاثناء يجب على المالك البحث عن مدرب ذو خبرة وصفات لابد أن توفر به من اهمها الإشراف المباشر على الجياد وتواجده الدائم وان يكون له مجموعة مشغلين ( جوكية) ممتازين فمن خلال إفادة الجوكي وتقريره بعد كل تشغيل للجواد فإنه يساعد المدرب في اتخاذ الطريقة المناسبة في التدريب فلكل جواد طريقة معينة في التدريب قد لا تناسب الجياد الأخرى وهذا دور المدرب ونظرته الخاصة وخبرته….
هنا يكون قد وضع قدمه على بداية الطريق الصحيح.. ولكي تنجح هذه المجموعة وتكسب الأشواط وتحصد الجوائز فلابد من التناغم التام بينهم في منظومة عمل تكاملية وكذلك يجب أن تتوفر بهم صفات معينة ومهمة من ضمنها حب الخيل، عشق الانتصارات والتحدي، الأمانة.
احب ان انوه بأن في هذه المقال اتحدث فيه عن الإسطبلات الصغيرة اما فيما يخص المرابط والاسطبلات الكبيرة فنهاك اختلاف في إضافات كثيرة فلابد من تواجد مشرفين واطباء متخصصين اكثر من بيطار ذو خبرة عالية ووو… الخ ويدار بطريقة مختلفة تماما إضافة لان كل من هذه المرابط الكبيرة لها فحول خاصة ولها خطوط إنتاج خاصة بالمربط والحصول على أفضل الجياد من خلال المزادات العالمية الخاصة بكبرى المزارع المتخصصة في انتاج أفضل الجياد عالميا ولها خطط واهداف مختلفة للتحضير للسباقات الكبيرة والعالمية … الخ .
فهذا ليس محور المقالات فالهدف من المقالات هو تبسيط عالم الفروسية ليسهل استيعابه
هذا باختصار شديد فيما يخص سباقات السرعة .
وهناك جوانب أخرى عن ركوب الخيل ورياضة الفروسية وفوائد جمة لم يتم حصرها ولكن تم الحديث عن الملموس منها حتى الان وقد تحدث الكثيرين عن ذلك فمنها ما هو اجتماعي ونفسي وصحي اذكر شيء منها بعجالة دون التفصيل فهي مهمة وتتعلق بحياتنا كما أنه يوجد مختصين في هذه المجالات فمن الفوائد ما يلي…
الفوائد الاجتماعية : ركوب الخيل ومرافقة الفرسان يقوي الشعور بالانتماء الاجتماعي واللحمة والترابط وهذا ما يجب التركيز عليه لغرس الوسطية والاعتدال والتعاون المجتمعي ، كذلك يعلم النظام واحترام المواعيد خصوصا في أيام السابقات والمختصين يعلمون ذلك ، ومن فوائده متعة التأمل في خلق الله ، تنمي سرعة الفهم والاستيعاب من خلال مراقبة الحركات بدون حديث.
ومن الفوائد النفسية: أنه يعزز الثقة بالنفس والسيطرة على العواطف والصبر وتحسين القدرة في تقدير المخاطر وسرعة اتخاذ القرار كذلك تخفيض مستوى الضغط الاجهادي .
ومن فوائده الصحية: يقوي العضلات ويجعل الجسم متناسق ، جيد لبعض الام الظهر ، مفيد لمن يعانون من مرض التوحد ، وحليب الافراس علاج ناجع لبعض الامراض الصدرية .
وفوائد رياضة الفروسية اكثر مما ذكرت بكثير لكن المجال هنا لا يسعنا لذكرها .

بعض المعلومات والمصطلحات وأدوات الجياد :.
الجياد التي لها جواز هي الجياد التي يتم تركيب شريحة في رقبتها بعد ولادتها بوقت مناسب وتسجيل كامل بيانتها وابويها وتصويرها والعلامات المميزة فيها وسحب عينة دم منها .. ويتم الحصول على معلوماتها بعد ذلك من خلال هذه الشريحة.

أنواع الخيل:.
الواهو والبيور والشعبي فما هو المقصود بهذه المصطلحات :
( واهو ) هي اسم لمنظمة عالمة لرعاية الحصان العربي تهتم بخطوط الخيول العربية وطبعا الحاملين للجوازات وكذلك هي ( الواهو ) مهتمة ببعض الخطوط العالمية الأخرى .
( بيور ) تدل على النقاء ومختصره ( لمعنى نقاء دماءه ) فمثلا الخط المصري يقال مصري بيور لان منها خطوط الجمال وذلك بسبب اهتمام الباشوات وملوك مصر في انتقاء الدماء والمحافظة عليها ( واول من دون سجلات لأنساب الخيل هو عباس باشا ) .
( الشعبي ) الجواد الذي ليس له أوراق ( غير مثبت النسب ) .

أدوات الجياد الرئيسية :.
السرج : مكان ركوب الفارس .
الرّكاب : توضع فيه الأرجل للصعود على ظهر الجواد وللتوازن .
الحزام : يربط السرج بالجواد ويثبّته .
العنان : أداة تحكم الفارس بالجواد ويتكوّن من عدة أجزاء .
اللـبـّاد : البطانة التي توضع تحت السرّج لتقي ظهر الجواد منه .
الصدرية : تستخدم في منع الجواد من رفع رأسه إلى الأعلى .
الباندج : يلف على القوائم ليشد الأوتار ويحميها ويقي من اللطش .
الرشمة : التي توضع في رأس الجواد لوضع المقود بها او لتثبيته عند النظافة او وضع السرج .
المقود :الحبل الذي يقاد به الجواد.

أدوات نظافة الجياد :.
فرشة الشعر : لتنظف الجسم من الأتربة العالقة .
المحسّه : وتكون من الحديد أو من الربل وتزيل الأوساخ القوية وتنشيط للدورة الدموية .
المشط : لتهذيب الشعر .
الشطّافة : تستخدم لإزالة الماء أو العرق
المنقاش : يستخدم لتنظيف بطن الحافر .
المنشفة : للمسح والتنشيف .

طالما تحدثنا عن الأدوات الخاصة بالجياد فلابد من الحديث عن أدوات الفارس
أدوات الفارس :.
الخوذة : تلبس على الرأس للوقاية .
القميص: وهو لباس الجزء الأعلى من الجسم .
البنطلون : معروف ولابد أن ويكون ضيقا مرنا.
الحذاء : ويجب أن يكون طويلا يغطّي الساق كاملة.
القفّازات : تحمي الايدي من الايذاء وتساعد على الإمساك بالعنان جيدا وخاصة إن ابتل العنان بسبب العرق او المطر .
النظارة : لتقي عينين الفارس من الهواء والغبار .
الكرباج : وهي أداة ضرب وتحفيز تستخدم عند الحاجة .

نتمنى للجميع أوقات سعيدة

#كن فارساً#

حسن بن محمد

عميد عائلتي البكريين ذوي سند ، مدير نادي الفروسية بمحافظة جدة سابقا ، رئيس وحدة التصوير والإنتاج ، رئيس التوثيق الميداني للأعمال الإنسانية لرجال الأمن العاملين بالحج ، شارك في عدد من اللقاءات التلفزيونية الخبرات الإدارة والقيادة / الاتصال الفعال / الإعلام / الحاسب الآلي / التصوير / كاتب و عضـو مشارك بـ صحيفة شفق الالكترونية
المدينة : مكة المكرمة
الايميل : [email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى