مختص روماتيزم : السهر يزيد فرص الأمراض .. عليكم بـ “النوم الصحي”
غيداء الغامدي – جدة
دعا طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين ، الأفراد الذين يسهرون بتجنب ذلك السلوك المحفوف بالمخاطر حتى لا يكونوا عرضة لمشاكل مرضية تنعكس سلبًا على الجسم ، مبينًا أن السهر هو تأخير وقت النوم إلى ساعات متأخرة من الليل، وهو من العادات السيئة التي يتبعها الكثيرون، وهذا يؤدي إلى خلل في إيقاع الساعة البيولوجية (ساعة داخلية تنظم بعض الوظائف البيولوجية) للجسم، فإيقاع الساعة البيولوجية ينطوي على اليقظة خلال النهار والنوم ليلًا؛ حيث يؤدي اضطرابها إلى اضطراب إنتاج الميلاتونين (هرمون في الجسم يساعد على تنظيم النوم ويتأثر إنتاجه بأشعة الشمس)، فعندما يكون الشخص عرضة للضوء، تكون مستويات الميلاتونين منخفضة، ولكن عندما يتناقص الضوء كما في المساء، فإن الميلاتونين يزيد في الجسم مما يؤدي إلى النوم.
وقال إن أهم الانعكاسات التي تحدث نتيجة السهر والحرمان من النوم هي عدم استقرار الحالة النفسية ، فكثيرًا ما يكون الفرد متقلب المزاج وسريع الغضب والانفعال إذ إن قلة النوم تُضعف قدرة الدماغ على التحكم بالمشاعر وردود الأفعال ، لذلك نجد الأشخاص الذين لا ينامون لساعات كافية أكثر غضبًا وانفعالًا من الأشخاص الذين يحصلون على ساعات كافية من الراحة والنوم ، وبجانب ذلك نجد أن الفرد الذي يسهر كثيرًا يكون متوتراً ، فقلة النوم تجعل الشخص يتوتر من أقل حدث في يومه، فقد يبالغ في الشعور بالقلق والتوتر نحو الأشياء والمواقف البسيطة ، ايضا نجد أن من المشاكل المترتبة على السهر صعوبة التركيز وأخذ القرارات ، فقلة النوم تضعف قدرة الدماغ على التركيز والتحليل فتضعف قدرة الانسان على اتخاذ القرارات الصحيحة، ويُصبح تركيه ضعيفًا.
وتابع : هناك دراسات وأبحاث عديدة حذرت من مخاطر السهر ، إذ أوضح الباحثون من معهد “ماساتشوستس” للأبحاث العامة فى الولايات المتحدة الأمريكية، أن السهر لوقت متأخر يؤدي إلى الإفراط في الأكل ، وذلك نتيجة زيادة عمل وظيفة الجزء السفلي من الدماغ وتوقف عمل وظيفة الجزء العلوي من الدماغ، فيزداد الشعور بالجوع، مما يدفع الشخص لتناول الأكل غير الصحي مثل الوجبات السريعة والشوكولاتة، فتنتج عن ذلك زيادة في الوزن.
وأضاف : السهر يزيد من فرص التعرض للأمراض ومنها الإصابة بأمراض القلب، كما أن السهر لا يساعد الجسم على حرق الجلوكوز، مما يمكن أن ينتج عنه الإصابة بمرض السكري من النوع الثانى ، كما للسهر أضرار عديدة على البشرة، أبرزها ترهل الجلد وانتفاخ واحمرار العين، وتغيير في لون البشرة، والسبب هو تأثر الكولاجين والبروتين الموجودين في البشرة، مما قد يؤدي إلى الشيخوخة المبكرة، وأيضا عندما لا يكتفي الإنسان من الحصول على ساعات كافية من النوم، فذلك يؤدى إلى انخفاض المناعة، مما يجعل الإنسان أكثر عرضة لاستقبال جميع الأمراض.
وشدد د.ضياء على أهمية النوم الصحي المبكر ، على أن يتضمن ذلك تهيئة الغرفة بدرجة الحرارة الباردة والمناسبة للشخص ،
تجنب استخدام الأجهزة والتلفاز قبل النوم بنصف ساعة على الأقل ، تجنب تناول مشروبات الكافيين بأربعة ساعات على الأقل ، تجنب تناول الطعام الثقيل الذي يرهق المعدة وخصوصًا الأشخاص الذين يعانون من الحموضة (الارتجاع الحمضي) ، وأيضًا تجنب التفكير بمهام الغد على سرير النوم ، فذلك يسبب الأرق ولا يساعد على الدخول في مراحل النوم.