مقالات

مواطن ضحية الطيبة وجهله بالقانون!

بقلم: عيسى المزمومي

 

جميل أن يعامل الإنسان من حوله بطيبة ومثالية وأخلاق فاضلة، تعكس بيئته الطيبة التي تربى بها. ولكن ليس من الفطنة أن يعطي أي شخص ثقة مفرطة لبعض من حوله ويتسبب لنفسه في مشاكل نفسية وعواقب وخيمة يقع فريسة لها بسبب جهله بالقانون والأنظمة المعمول بها من الجهات المعنية في وطننا والتي تهدف إلى حفظ حقوق الآخرين.
ما دعاني لذلك قبل أيام يحكي لي مواطن بسيط مشكلة حصلت له وهو من تسبب بها لنفسه، بل إنه دخل إلى السجن وتعرض لمشاكل لا حصر لها لأنه لم يحسب العواقب التي تترتب على أن يعطي بعضاً من أصدقائه ومعارفه الثقة ويكون ضحية لجهله بالأنظمة والقوانين والتعليمات التي تصدر من الجهات التنفيذية والتشريعية والقضائية!
ذلك المواطن الغلبان وجد صديقاً له عرض عليه مبلغاً من المال يسيل له اللعاب مقابل أن يعطيه وكالة عامة رسمية لكي يستخرج سجلات تجارية ويمارس نشاطات اقتصادية باسمه، واعداً الضحية بالأرباح والملايين والسيارات الفارهة وتوديع الفقر والسكن في أفخم فلل الدمام أو الخبر ولكن!
وبعد مرور ثلاثة شهور تفاجأ الضحية بتراكم الديون عليه من كل حدب وصوب حيث استغل صديقه تلك الوكالة في استخراج سجلات تجارية وعمل مشاريع تجارية وهمية باسمه واستخراج سيارات وفيز وعمل نشاطات واعتمادات مالية وصفقات مع مؤسسات وأفراد أدخلته في ديون تصل إلى ٧٠٠ ألف ريال مما حدا بتلك الشركات والمؤسسات رفع قضايا عليه بسبب عدم إيفائه بالالتزامات المالية لتلك العقود مما تسبب في دخوله السجن بعد أن تنصل صديقه من المسؤولية القانونية مرجعاً تلك الاتفاقيات إلى الذي استخرجت باسمه ومحملاً إياه جميع المسؤوليات القانونية وتبعات تلك القضايا أمام الجهات المعنية!
السؤال إلى متى والبعض منا يعطي أصدقاءه وأقاربه ثقة مفرطة ؟؟! ويجهل القوانين واللوائح والأنظمة ولا يستشير من حوله ؟؟! بل إنه في بعض الأحيان يتعمد بدون قصد أن يكون في موقع الضحية أو كبش فداء بسبب ثقته فيمن لا يستحق الثقة مما يجعله يعض أصابع الندم بعد أن يقع فريسة لمن لا يخاف الله عز وجل ويستغل الآخرين سذاجته وطيبته وحسن نيته ويخرج خصمه من القضايا التي تسبب بها له بعد أن يقع الفأس على الرأس مثل الشعرة من العجينة؛ لأن القانون لا يحمي المغفلين!
فليكن الإنسان في هذا الزمن حذراً وفطناً ولا يعطي ثقته إلا لمن يستحق في ظل تغير مفاهيم البعض وركضه نحو سراب الثراء السريع وكسب الملايين ولو في الأحلام التي لا تسمن ولا تغني من جوع!
بقي أن أشير إلى أن ذلك الغلبان سددت الدولة أيدها الله عنه مبلغ الدين بسبب عجزه؛ بعد مكوثه فترة من الزمن في سجن الدمام عاش خلالها في مشاكل نفسية وصحية وعائلية؛ وبقي إلى الآن يعاني من تبعات قضيته ويعمل الآن في بسطة صغيرة في أحد شوارع المنطقة المركزية بالدمام بعد أن ضاقت عليه الأرض بما رحبت حيث وقع فريسة الوهم وبعض أصدقاء السوء!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى