الثقافيةمقالات

التنافرالمعرفي.. بقلم؛ د. وفاء عبد الله إدريس (ضوءالقنديل )

هناك مثل مصري شعبي يقول ( اسمع كلامك أصدقك أشوف أفعالك استعجب )
وهذا المثل ينطبق تماما على احدى نظريات علم النفس الاجتماعي الشهيرة
المسماة نظرية التنافر المعرفي لصاحبها ليون فستنقر ١٩٥٧ والتي تنص على ان :
التنافر المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive dissonance)‏ في علم النفس، هو حالة من التوتر أو الإجهاد العقلي أو عدم الراحة التي يعاني منها الفرد الذي يحمل اثنين أو أكثر من المعتقدات أو الأفكار أو القيم المتناقضة في نفس الوقت، أو يقوم بسلوك يتعارض مع معتقداته وأفكاره وقيمه، أو يواجَه بمعلومات جديدة تتعارض مع المعتقدات والأفكار والقيم الموجودة لديه
كما يشير إلى أنه عندما يميل الأشخاص إلى التصرف بطرق لا تنسجم مع معتقداتهم، يحدث لهم انزعاج نفسي غير مريح. وسيؤدي بهم هذا الانزعاج إلى تغيير معتقداتهم حتى تتناسب مع تصرفاتهم الفعلية، بدلاً من تغيير تصرفاتهم بحيث تتماشى مع العرف. *
ويشير الى ان اهم الأسباب التي تؤدي للتنافر المعرفي هو تأثير البيئة او المجتمع الذي ينشأ فيه الانسان
ولحل مشكلة التنافر المعرفي يلجأ الشخص لاحد الحلول التالية:
١ – تغيير المعتقد وهي من اسهل الطرق
فنحن نغير معتقداتنا مع مرور الزمن في أمور شتى بما يتناسب مع سلوكياتنا كأن يغير الإنسان اعتقاده بأن السهر مضر مثلا أو الإفراط في تناول السكريات مضر
٢_تغيير السلوك
وهو أصعب من تغيير المعتقد لارتباط السلوك بالمحفزات التي لا نستطيع مقاومتهافلايمكن
للمدخن الاقلاع بسهولة عن التدخينولايمكن للكسول أن يتحول لمجد
٣- تغيير الرؤية
وجهة النظر أو باختصار المراوغة والكذب على الذات
ويشير فستنقر الى ان كل فرد منا معرض لهذه الحالة من التنافر المعرفي
مثال فتاة نشأت في بيئة منفتحة من حيث الاختلاط والتبرج إلى آخره. فنجدها تتزوج من شخص ملتزم دينياً وتبتعد عن حياة اَهلها وصديقاتها مما يشير الى التنافر فيما بين ما كانت تمارسه بسبب نشأتها ورغبتها الداخلية التي تتعارض مع معتقدات بيئتها

وعموماً فأن هذه النظرية تحتاج لدراسة اكبر من مجرد حوار سريع ولمتخصصين في علم النفس للإفادة اكثر .

د / وفاء عبد الله إدريس

بكالوريوس فيزياء ورياضيات وتربية ماجستير تخصص المناهج وطرق تدريس العلوم - عضو مشارك بـ صحيفة شفق الالكترونية
المدينة : جدة
الايميل : [email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى