ادب وفن

أمسیة اقتصاد المسرح تسلط الضوء على حوكمة القطاع المسرحي

مرفت طيب - جدة

 

في خطوة تفاعلیة مع تنامي قطاع المسرح وأبعاده المستقبلیة احتفت الدكتورة نوف بنت عبدالعزیز الغامدي عضو الاتحاد الدولي لأبحاث المسرح بجامعة كامبریدج بتدشین أمسیة ” اقتصاد المسرح” على مسرح نادي فِنِك في حي جمیل بجدة ، والتي حظیت بمشاركة واسعة من المھتمین بقطاع المسرح في المملكة من مثقفین وممثلین واعلامیین ، وشھدت الأمسیة مشاركة المتحدثین د. نوف الغامدي والمستشار الثقافي والكاتبة د. زینب الخضیري بالإضافة الى مشاركة أ.جھاد الحویك الرئیس الإقلیمي في link Advisory ، حیث اتجھت دفة الحوار نحو مناقشة محاور مھمة باتجاه حوكمة المسرح
وأھمیة المنظمات غیر الربحیة ،
واكدت الدكتورة نوف الغامدي على جوانب مھمة في مسارات البحث العلمي لمجالات المسرح و دراسة التجارب الإبداعیة المرجعیة كونھا تمثل احدى القیم التي یمكن الاستناد علیھا لتطویر المشھد المسرحي السعودي ، مشیدة بما تقدمھ وزارة الثقافة ممثلة في ھیئة المسرح والفنون الأدائیة من جھود كبیرة في دعم الإبداع المسرحي وتطویر امكانیاتھ ، وأوضحت الدكتورة نوف أنھ تم بناء وتحدیث 263 مسرحًا في مختلف أنحاء المملكة حتى عام 2023، بما في ذلك مسارح خاصة بالعروض الكبرى، مما یدعم لیس فقط تقدیم الفعالیات الفنیة ولكن أیضًا تطویر قطاعات دعم مثل إدارة الفعالیات والخدمات
اللوجستیة وھو ما یعزز من جاذبیة المدن السعودیة كمراكز ثقافیة،
بینما تحدثت الدكتورة زینب الخضیري عن التحدیات التي تواجھ المسرح ، مثل عدم وجود استراتیجیة وطنیة لتنشیط المسارح ،إضافة الى أن البنیة التحتیة لازالت لا تتوائم مع مسمى مسرح، كما أن الخدمات الفنیة من كوادر وتجھیزات تحتاج المزید من شركات الانتاج الفني المحترفة ، بخلاف ضعف السیناریوھات وعدم وجود عدد كافي من المخرجین المسرحیین المتخصصین ، بینما في مجال الروایة وتحویلھا إلى عمل مسرحي نحن بحاجة ماسة لتطویر دور الروایة في الشأن الثقافي بما یسمح بتحویلھا لأعمال فنیة وذلك لارتباط الروایة بالواقع والقضایا المعاصرة والعمق الفلسفي في تشریح
المجتمع.

من جھتھ تحدث أ. جھاد الحویك عن أھمیة تمكین القیادات المسرحیة ورفع كفاءتھا والحاجة لإنشاء معاھد متخصصة تبدأ باكتشاف المواھب المسرحیة بأعمار صغیرة وتنمیة مھاراتھا على فترات طویلة وإرشادھا إلى الاختصاص الأنسب ضمن إطار اقتصاد المسرح ، كما یمكن الاستفادة من الخبرات الدولیة في ھذا المجال. وشدد على أھمیة تنظیم مھرجانات دولیة للمسرح بالمملكة ومشاركة المسرح السعودي على الصعید الخارجي بما یسمح للكفاءات السعودیة بالتطور عبر رفع مستوى تنافسیتھا ، إضافة إلى أھمیة التسویق وبناء علامات تجاریة شخصیة لبعض العاملین بالقطاع المسرحي مما یساھم باستقطاب الجمهور .

وصرحت الدكتورة نوف بأن الأمسیة خرجت بمجموعة من التوصیات من بینھا العمل على وضع حلول للتحدیات التنظیمیة والإداریة أضافة الى أھمیة حوكمة المنظمات غیر الربحیة التي لا تزال في مراحلھا الأولى، والعمل على إعداد دلیل موسوعي یضم الجامعات والمعاھد والمراكز البحثیة داخل المملكة التي تھتم بفنون المسرح والأداء، مع التركیز على تعزیز الشراكات مع الجامعات العالمیة المتخصصة في المسرح ،وتعزیز الشراكات مع القطاع الخاص وإطلاق مبادرات للاستثمار الاجتماعي في الفنون المسرحیة ، و دعم المنظمات غیر الربحیة في تبني استراتیجیات تسویق رقمي فعالة للوصول إلى جمھور أوسع، كما أكدت أھمیة الاستمرار في بناء مسارح جدیدة وتحدیث المسارح القائمة في المدن المختلفة لتمكین المنظمات المسرحیة من تقدیم عروض عالیة الجودة، أیضا تشجیع الدراسات النقدیة للمسرح الرقمي من خلال دعم الأبحاث التي تھتم بتحلیل تأثیر التكنولوجیا الرقمیة على المسرح السعودي، بالإضافة إلى تحفیز الاستثمار في المسرح السعودي وجذب استثمارات من القطاعین الخاص والعام لدعم المشاریع المسرحیة، وتأسیس صنادیق تمویل متخصصة ، وتشجیع التوثیق السمعي والبصري من خلال إنشاء أرشیف وطني یوثق العروض المسرحیة السعودیة ، مما یسھل دراسة تطور المسرح السعودي من قبل الأجیال القادمة.

یذكر أن الأمسیة الحواریة ” اقتصاد المسرح ” جاءت من خلال مبادرة شخصیة للدكتورة نوف عبدالعزیز الغامدي المتخصصة في الدراسات الاستراتیجیة والبحوث الداعمة، والمھتمة بقطاع الحوكمة وتم في ختامھا توقیع اتفاقیة شراكة مع link Advisory ومثلھا في الاتفاقیة الرئیس التنفیذي الأستاذ ادغار تابت للتعاون في تقدیم خدمات استشاریة متكاملة وتبادل المعرفة والخبرات في مجال الاستشارات الإداریة والتنفیذیة، وتطویر استراتیجیات مشتركة لتعزیز الابتكار والنمو بما یتماشى مع رؤیة المملكة العربیة السعودیة 2030 وبرامج التحول الوطني ، والترویج للخدمات والمشاریع الثقافیة بما یتناسب مع رؤیتھا وھویتھا داخلیا وخارجیاً ، كما أعلنت الدكتورة نوف الغامدي عن إطلاق اول مركز متخصص في الأبحاث الثقافیة ومن ضمنھا أبحاث المسرح بالتعاون مع عدد من الجھات الدولیة والجامعات والمؤسسات العلمیة ومراكز الفكر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى