الثقافيةمقالات

معلمات فاضلات يتحولون الى راقصات

محمد ابراهيم

هل كان بعض المعلمين يحلمون أن يصبحو راقصات بدل من الانتساب الي مهنة التعليم والتربية
٠أثار مقطع متداول لمدرسة مصرية جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مصر.

ويظهر الفيديو قيام مُعلمة بإحدى مدارس المنصورة، بوصلة رقص برفقة عدد من المدرسين على سطح مركب بوسط النيل، وصفه ناشطون بـ”الخادش للحياء”.

وبعد انتشار المقطع المصور، تحركت وزارة التربية والتعليم وأحالت 5 معلمين بينهم المعلمة، للنيابة الإدارية للتحقيق معهم
وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير مع الفيديو، إذ اعتبروا أن المقطع “يعبر بشكل فاضح عن رداءة الزمن الذي نعيشه” وبأن كل شيء أصبح مباحا على حد قولهم.
ورأى آخرون أن “التعليم وصل لدرجة متدنية في مصر” وطالبوا الجهات المختصة بالتدخل لوضع حد لمثل هذه الأفعال. ومن قبلها معلمة الدقهلية التي رقصت بلبس فاضح في احد المناسبات يبدوا ان المعلمين يحتاجون الي فهم شرف المهنه التي يعملون بها
تعتبر مهنة التدريس من أشرف المهن التي يقوم بها الإنسان، فأهميّتها لا تقلّ أبداً عن الطبّ أو الصيدلة أو المحاماة وغيرها من المهن، فالمعلم هو الشخص الذي ينشئ أجيال واعدة متعلمة ومثقفة، فعندما يقف المعلم في الصف فإنه يعطي علمه لعشرات الطلاب وليس لطالب واحد، لذا فإنّ تأثيره على المجتمع سيكون كبيراً من خلال التأثير على عقول ذلك العدد الكبير من الطلاب، فالمعلم قبل أن يعطي علمه لتلاميذه فهو أيضاً يعلّمهم الأخلاق الحميدة، ويهذب طباعهم، ويجعل منهم أشخاصاً ذوو هدف في هذه الحياة، وينير عقولهم ليفكروا بطريقة صحيحة وإيجابيةّ، ولكشف الحقائق أمامهم، كما أنّ جميع المهن الأخرى لا يمكن أن تكون موجودة دون المعلم، فالطبيب مثلاً قبل أن يصبح طبيباً كان قد مرّ على يدي معلم جعله يتقن الطبّ، والمعلّم يولد الأمل لدى طلابه ويجعلهم أكثر يقيناً بأنّهم هم بناة المستقبل .

بالإضافة إلى كلّ ما سبق فإنّ المعلم هو الذي يخلق طلاباً أكثر إبداعاً في مجالات الحياة المختلفة من خلال تجدده وابتكاره في أداء مهنته، وهو الذي يشجعّهم على المضي قدماً نحو المزيد من الإبداع، وبالتالي فإنّ مهنة التدريس هي المهنة الوحيدة القادرة على بناء المجتمعات الناجحة والمتفهّمة لهذه الحياة ومتطلّباتها، والمواكبة لكلّ ما هو جديد في هذا العالم، وهي المهنة التي تنشئ العلماء والمفكّرين في المجتمعات المختلفة .

محمد ابراهيم

كاتب صحفي حاصل على كلية إعلام جامعة فاروس حاصل على ماجستيرفي الصحافة التلفويونية وعضو مشارك بصحيفة شفق الإلكترونية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى