العبادة ضرورة
أ.د محمد بن ناصر البيشي
الضرورة هي: الاحتياج الشديد، وهي: بلوغ الإنسان حداً إن لم يفعل ما تمليه الضرورة عليه هلك؛ والضرورة اعلى مرتبه من الحاجة لان الحاجة إذا لم تتحقق للانسان لا يهلك.
وسوف اقتصر حديثي عن الضرورة للعبادة في الدنيا لان الضرورة للعبادة للآخرة مشروح وموضح في كتاب الرحمن وحديث النبي عليه الصلاة والسلام.
وسوف اقدم تجربتي الشخصية كحالة دراسية وسوف اكون صادقا ومباشرا في ما اقول مقدرا تجارب غيري وحتى يسهل على غيري الفهم فسوف اطبق منهجية التفكير المنطقي والذي يتكون من عنصرين هما:
(1) موقف Stand
(2) حجج تدعم الموقف متصاعده في القوه Evidence كما يلي:
أولا: الموقف: العبادة ضرورة تماثل ضرورة الماء والاكل ويترتب على ترك العبادة ما يترتب على ترك الماء والاكل من الم وهلاك.
ويتفاوت العائد من الاكل والعبادة بتفاوت الجودة فالأكل الطيب نفعه أكثر والعبادة الصالحة نفعها أكثر.
ومثل ما ان جميع البشر يأكلون ويشربون لكي لا يهلكون؛ فجميع البشر لديهم شكل من أشكال العبادة كما هي مكتوبة في كتب الملل والنحل.
ثانيا: الحجج: لماذا كان موقفي أن العبادة ضرورة ولماذا رضيت بالله ربا؛ وبمحمد رسولا؛ وبالاسلام دينا؛
وأمنت بالغيب وما يحصل بعد الموت من بعث وحساب وثواب وعقاب وخلود باذن الله في الجنة للمؤمنين وخلود الكفار في النار برحمته؛ وقضائه واسال الله الثبات.
لكن الأحداث في الحياة الدنيا التي دعمت موقفي بان العبادة ضرورة سأسردها في نقاط كما يلي:
(1) الشعور بالهلع والقلق والخوف:
مثلا: حينما اسافر تسكني حالة من القلق والخوف على النفس والأسرة والمال لا يقوى على نزعها لا مهديات ولا نصائح.
” توكلت على الله” تذهب القلق والخوف؛ ولولا توكلي علي الله لهلكت بسبب الهلع والقلق ووعثاء السفر.
(2) الجحود والتقليل من الشأن وعدم الرضا من الناس.
مثلا: حينما تسكنني رغبة النجومية وكسب رضا الآخرين سواء كانوا قريبين مثل: الزوجه والأبناء وأفراد من الاسره؛ أم بعيدين مثل: المعارف والاصدقاء والجمهور ووسط الوظيفه.
واواجه صعوبة وربما استحاله في كسب أو ديمومة الرضا وثبات مستواة وأحزن بسبب ذلك؛
الذي يرفع الحزن عني هو ارضا الله وهو العالم بنقاء القلب وسلامة النوايا
اقول ” ان معي ربي” وبيده مفتاح القلوب وفي مرضاته اجر ورجاء
وان أرضيت الله فبيده كل شيء
واجد الراحه والرضا وتتوقف وساوس الشيطان.
3. الاسئلة الصعبه حينما أواجه اسئلة صعبه لا يوجد لها اجابه جاهزه وفي الحال اردد عباره واحده ترفع عني الحرج عن الاجابة والعباره هي ” الله اعلم” حينها أشعر ان لهذه العباره قوة المفتاح الذي يغلق هذه الاسئلة وتعود للقلب الطمأنينه؛ ويزول من عني الحرج وانتظر للحظة ينعم بها الله علي بالاجابه.
4. نعمة الاستغفار وتأثيره الايجابي على الذات وقدرته على إطفاء الحسرة والندم على فعل خاطيء؛ او تقصير؛ او ارتكاب ذنب.
فالاستغفار يفتح الابواب التي تظنها اغلقت ويحفز الطاقات على فعل الحسنات.
5. ادارة الاختلاف من خلال تحويل الاختلاف لعبادة والتفكر في قدرة الخالق العظيم في تنوع عالم الانسان والحيوان والنبات.
ومن الامثله معجزة خلق اكثر من 8 مليار انسان احياء يسكنون الارض حاليا لا يشبه احدهم الاخر حتى التوائم والأخوة والأخوات.
وحينما أواجه اختلاف اسافر بخيالي وأتأمل في معجزه الله الذي أوجدت بين خلقه من البشر التفرد والتمايز شكلا وطبائع وأتعبد الله بجعل الاختلاف عبادة.
ووجدت أن التفكر وتقبل ظاهرة التنوع والتعدد وتوظيفها في تفهم احوال الإنسان التي ليست نسخه مكرره مني تصل إلى بنسبة 100%100 ولم يحدث ذلك.
6. الاستقواء بالله حيث تواجهني في الحياة: امور لا قبل لي بها وتحل بي امراض لا يشفيها دواء وتسمى امراض مزمنه، واتعرض لظلم لا اقوى على رفعه؛ وتستعصي علي حاجات
أستعين على قضائها بتذكر العون من الله واستشعر قدرة الله واتذكر قوله ” فعال لما يريد؛ ذلك على الله هين؛ كن فيكون”
عندها أيقن ان حاجتي بإذن الله مقضية واتفاجا بأن الله أعطاني اكثر وأفضل مما أتمناه والشواهد في حياتي كثيرة والحمد لله.
7. الصحة النفسية وحسن الظن بالله لدرجه انني مطمئن بأن دنياي وآخرتي لدى اعدل العادلين وأكرم الاكرمين وهو خالقي وولي اموري كلها وهو الله الذي ليس مثله شيء.
8. المآلات: مثلا من المشاهدات التي تحصل امام عيني في توفيق عباده الصالحين وخصهم بقرة العين فيما اعطائهم
واتعظ من مآلات العصاه الذين يتجبرون على الضعفاء ويؤذونهم حتى انني تتبعت اخبار الطلبه الاشرار فوجدتهم هلكوا وبالذات الذين تمادوا في ظلم الناس وقهرهم والحمدلله الذي عافانا مما ابتلى به غيرنا.
9. الثمن: ان عبادة الله تاتي بلا ثمن او تضحيات. وافهم قول سلعة الله غالية على انه حديث عن الجودة وليس الثمن .
10. المرجعية: ان عبادة الله هي المرجعية الموثوقة في التفريق بين ما يجب ان تفعله وما يجب ان تتجنبه.