جيوفينكو.. إيطالي خجول.. استحى من زوجته
يخطف الأضواء في أي مكان يذهب إليه، يملك قدرة عظيمة على الإبداع، ويُشتهر بانطلاقته كالسهم عندما تكون الكرة في حوزته، قصيرٌ لا يملك السرعة بيد أن قدميه قادرتان على صناعة السحر، فيما تناديه الجماهير بلقب «النملة الذرية»، خاصة حينما يوشك تسديد الكرة.
ولد سيباستيان جيوفينكو في 26 يناير 1987 بمدينة تورينو الإيطالية، الواقعة بمحاذاة نهر «بو» الذي ينبع من جبال الألب، هناك حيث تتزين المدينة بمعارضها ومطاعمها وكنائسها ومكتباتها وقصورها ودور الأوبرا، مع اشتهارها بفن «الروكوكو»، والذي ظهر في القرن الثامن عشر، بينما تجلّت روعته في لوحة الفنان فرانسوا بوشية بمتحف اللوفر الفرنسي.
نشأ جيوفينكو في بيناسكو التابعة لعاصمة الموضة ميلانو، كان جميع أفراد عائلته يشجعون ميلان العريق المقلّم بالأحمر والأسود، بما فيهم والده صقلّي الجذور ووالدته التي تنتمي إلى إقليم كالابريا، ولكنه اختار الانضمام إلى شباب يوفنتوس عام 1996، وهو نفس خيار شقيقه الأصغر جوزيبي الذي يلعب في الدرجة الثالثة مع فريق متواضع اسمه رافينّا.
يقول جيوفينكو عن طفولته في تورينو، وهو الذي لعب لفريقي إمبولي وبارما: “لم أكن مثل الأطفال الإيطاليين الآخرين الذين كانوا يحلمون باللعب بدوري الدرجة الأولى، لم أشاهد المسابقة أصلا على التلفزيون، كنت دائما شديد التعلّق بأمي، ولكنني اكتشفت موهبتي بالقرب من حانة عمي حيث انطلقت من هناك”.
وجد نجم الهلال حبيبته في 2007، أثناء احتساءه كوب قهوة سوداء. حيث كان يتنصّت على حوار بين موظفة بالمقهى وزبون آخر. آنذاك انتبهت الموظفة إليه ونظرت إليه باستغراب جاهلة بأنه لاعب كرة قدم أساسا. وقتها استغل صانع الألعاب الفرصة ولعب مرتدة سريعة وفاجئها بقوله: “تملكين ابتسامة رائعة!”. لاحقا أرسل صديقه كي يخطف رقمها لكنها رفضت. والآن أنجبت شار ميلانو منه طفلين هما الصغيرة ألما والشقي جاكوبو.
حينما سأل الصحافيون الإيطاليون جيوفينكو عن مستقبله مع «السيدة العجوز» قال ساخرا منهم: “لست مستعدا للاسترخاء على الشاطئ بعد”. وقتها كان النجم القصير قد توّج مع يوفنتوس بلقبي دوري 2013 و2014، خلال تلك الفترة توتّرت علاقته مع المدرب ماسيميليانو أليغري، وهو ما دفعه إلى الانتقال أثناء شتاء 2015 إلى كندا.
يعتقد الكاتب البريطاني مات كلوف أن انتقال نجوم القارة الأوروبية إلى الدوري الأميركي، بمثابة عملية غسيل أموال بامتياز، حيث انتقل في العقد الأخير بيكام وهنري وإبراهيموفيتش ولامبارد وبيرلو ودافيد فيا وكاكا ولحق بهم جيوفينكو، بسبب عدم حصوله على وقت لعب كاف في يوفنتوس، وهو ما تسبب في خسارته القميص رقم (10).
يعشق جيوفينكو البالغ 32 عاما، الأحذية الرياضية حيث يفوق عددها في منزله في تورنتو أكثر من 100 زوج، لكنه لا يعرف ماذا يفعل خارج الملعب إذ يجده الناس شخصا انطوائيا، وكل ما يفكر به إحضار الجماهير إلى المدرجات وترويض الكرة، بينما اعتبر مبلغ 10 ملايين يورو كافيا لمغادرة صقيع تورنتو والاستمتاع بشمس الرياض الدافئة، الشيء الذي خالف توقعات المشجعين الذين آمنوا بموهبته واعتقدوا أنه سيصبح بافل نيدفيد الجديد.