ثقافة الحرب
أ.د محمد بن ناصر البيشي
الثقافة هي طريقة حياة مجتمع ما؛ Way of life) وهي مجموعة من الأفكار التي تدور حول الحياة و ومظاهر الحضارة التي يتميّز بها شعبٌ ما، وتُكسِبُهُ مكانةً خاصةً في العالم”.
والحرب والمرض والموت سنن الله في الأرض وليس الحديث هنا عن الحرب ولا عن ماهيتها ولا دوافعها.
الحديث هنا فقط مخصّص للثقافة التي تنشىء اثناء الحرب وتسمى اصطلاحا” ثقافة الحرب” ومن مظاهرها:
(1) الأبطال هم المحاربين.
(2) الليس هو اللبس العسكري.
(3) المنتج هو الموت والدمار لطرف من اطراف الحرب مالم تكن الحرب سجالا.
(4)الشعارات: الفداء.
(5) القيم المعلاه: الشجاعة،
(6) الاولويات: الانفاق الحربي والتصنيع الحربي.
(7) الشعر والفنون: عسكرية
(8) انماط الحياة: الصرامة والخوف
(9) المحتوى: ترويج وتوظيف وأحيانا تزييف وتمجيد الموت.
وبكل تأكيد نقدر ونتفهم الحروب المقدسة دفاعا عن الحقوق المشروعه؛ او دفاعا عن الضرورات الخمس وما في حكمها. ولكن حديثي عن ثقافة الحرب وتأصيلها ومآلاتها التي من الممكن ان تكون سلبية او ايجابية.
الرأي:
استنادا على استقراء التجارب فإن “ثقافة الحرب” اسواء تبعات الحرب وهي الخطوة الاولي للتأخر وربما الفناء إذا لم يوضع لها نهاية ويعاد تاهيل المجتمع؛ واتوقع بثقة عالية ان الدول او الأفراد اللذين يخوضون حروب ممتده حتى لو حققوا انتصارات؛ ولم يجدوا مخرج لإنهائها ولو مع بعض التضحيات انهم مهما طال الزمن سيخسرون وسوف تسود ثقافة الحرب على ثقافة جودة الحياة وثقافة الديبلوماسية وثقافة الاقتصاد وثقافة العلم وسوف تزداد مشاعر الكراهية ضدهم. وقد تنتهي الحروب وتبقى ثقافة الحرب.
ولن أضرب امثله ولكن راقبوا الحروب وتحققوا من قوة الارتباط بين طول الحروب وتحول المجتمع لثقافة الحرب وكيف ستكون النهايات وأبرزها: الاستنزاف؛ والمجهول؛ وبروز اعداء جدد؛ وتصاعد الاحداث؛ ونشوب الخلافات بينهم؛ وتفشي ثقافة الحرب المدمره.
الخيارات الافضل في إنهاء الحروب منها:
1-التفاوض:
2- التحكيم: او الاحتكام لدى طرف ثالث
3- وتطبيق استراتيجية الجميع رابحين
4- الحد من تنمية ثقافة الحرب
5- عدم اعطاء الحرب الهيمنة الشاملة على كافة مناحي الحياة على حساب النشاطات الاخري بما في ذلك الرياضه والفنون والترفيه.
(6) العمل على عدم توسيع رقعة الحرب والحد من تصاعد التوترات.
(7) الحيطة والحذر والشك في اصدقاء الحرب وقد حصل أن دخلت دول كصديقة وانتقلت لها القوه كما حصل بعد الحرب العالمية الثانية.
(8) تغليب المصلحة وإعمال العقل فليس من المنطق اوأن تكسب القلوب بالحروب
(9) التفريق بين الغايات والوسائل وفهم الحرب بأنها وسيلة وليست غاية وقد يمكن الوصول للغايات وفق تدرج وبمزيج آخر من الوسائل
(10) تؤكل قيادة الحرب للعقلاء وليس الشجعان وفي كل خير لكن ملاءمة الدور
بقي ان نعرف ان النزاعات الفرديةً هي نوع مشابهه للحروب الدولية وحروب الجماعات كفانا الله شر النزاعات والفتن وأدام علينا جميعا نعمة الأمن والأمان والرخاء والأخوة الإنسانية.