35,83 % من الشباب السعودي تأثروا اجتماعياً بمواقع التواصل.. ماذا يتوجب عليهم لتجنب الضرر؟
في عام 2013 خلصت دراسة صادرة عن شركة “جلوبال ويب إنديكس” إلى أن السعوديين سجلوا أعلى نسبة نمو عالميًا من حيث عدد مستخدمي موقع “تويتر” على شبكة الإنترنت، وفي عام 2019 أفادت دراسة نشرها موقع “بست مارك إثرالد” بأن السعودية تتصدر دول العالم في زيادة أعداد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي على أساس سنوي، بنسبة 13 في المئة مقارنة بالمتوسط العالمي في الفترة من 2017 إلى 2018، مبينة أن السعوديين يتصدرون عددًا من المنصات في العالم العربي، أبرزها “تويتر” و”يوتيوب” و”سناب شات”، وما يُفهم من هذه البيانات هو أن مواقع التواصل الاجتماعي تحتل مساحة كبيرة من اهتمامات السعوديين وبوتيرة منتظمة على مدار السنوات الأخيرة.
وعند تحويل هذا الاهتمام إلى وقت، للتعرف على مقدار الوقت الذي يقضيه السعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن واقع الدراسة التي نشرها موقع “سوشيال ميديا تودي” في أغسطس (آب) الماضي، نجد أن “المستخدمين في المنطقة العربية ينفقون 3 ساعات و12 دقيقة يوميًّا على شبكات التواصل، وهي ثاني أعلى نسبة في العالم بعد أمريكا الجنوبية، التي بلغت 3 ساعات و32 دقيقة، وذلك مقارنة بالمعدل العالمي لاستخدام شبكات التواصل وهو ساعتان و23 دقيقة يوميًّا”، والمركز الثاني مركز متقدم بالنظر إلى تقدمه على مناطق مثل أوروبا وأمريكا الشمالية.
وتشير البيانات السابقة إلى أن متوسط استخدام السعودي لمواقع التواصل يتمحور حول 3 ساعات و12 دقيقة يومياً، أي أكثر من ثمن يومه، ونحو خمس يقظته، وهو وقت ليس بالقليل إذا قورن بالوقت الذي يعطيه السعودي لغيره من الاهتمامات، لكن ما يجب أن يلفت الانتباه هنا هو نوع التأثيرات التي يتعرض لها السعوديون وتنعكس عليهم نتيجة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بهذه الغزارة التي يسبقون بها غيرهم في العالم، وفي هذا السياق أفادت نتائج مسح تنمية الشباب السعودي لعام 2019، الذي أجرت الهيئة العامة للإحصاء على عينة من الشاب السعودية في مناطق المملكة الثلاث عشرة بأن 35,83 في المئة من الشباب السعودي تأثرت علاقاتهم الاجتماعية باستخدامهم لمواقع التواصل الاجتماعي.
ومن الوارد تأثير وتأثر مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بما يجري تداوله على فضاءات هذه المنصات المنفتحة على مليارات البشر في العالم، لكن ما أعمق الفارق بين التأثير والتأثر، وما أكبر الفارق أيضاً بين التأثر الإيجابي والتأثر السلبي، فشبكات التواصل الاجتماعي تُستغل استغلالاً سيئاً من قبل الجهات المعادية والتنظيمات الإرهابية في اختراق المجتمعات وتجنيد بعضاً من أبنائها لإضرار بمصالحها؛ ما يفرض على الشباب التسلح بالوعي الوطني اللازم الذي يحصنهم من الوقوع فريسة بأيدي هؤلاء المتربصين، وما يطالب به الشباب السعودي في هذا المقام هو أن يكون على دراية كافية بمصالح بلده ومواقفها من القضايا الدولية والإقليمية المختلفة فلا يتجاوزها.
وعلى الصعيد الاجتماعي يتوجد على الشباب السعودي ألا يسمح للمضامين السلبية التي يتعرض لها على مواقع التواصل بالتأثير على علاقاته الاجتماعية بدوائرها المختلفة ابتداءً من دائرة الأسرة، وأن يكون استخدامه لها استخداماً متوازناً لا يطغى على اهتمامات أخرى قد تضر علاقاته الاجتماعية أو تنعكس عليها سلباً، كذلك ليس عليه أن يستخدم مواقع التواصل بما يضر بعلاقاته الاجتماعية، فإذا كان الغاية من استخدامها التواصل فليكن لبناء جسور التواصل وليس هدمها، وتلك قواعد يستطيع الشباب السعودي الالتزام بها في استخدامه لمواقع التواصل، وبناءً عليه يتجنب احتمالات ضررها.