مقالات

خطف الثورة

بقلم : منيره عيد المخيال -الكويت

 

يشهد التاريخ للدولة الأموية ولبني أمية حضارة سوريا التي امتدت الى الاندلس فنقلوا الحضارة اليها وتمثل في مناجاة الفاتح عبد الرحمن الداخل
تبدت لنا وسط الرصافة نخلة
‎تناءت بأرض الغرب عن بلد النخل
‎فقلت شبيهي في التغرب والنوى
‎وطول التنائي عن بني وعن أهلي

،فجاء بعدهم من سلب الحضارة الأموية ونهجوا لعن بنيها ، ثم عاثوا في الأرض الفساد وادعوا أنهم هم حامين الحمى وأنهم أصحاب الأرض وسينهضون بها ، فماذا فعلوا لياسمين الشام وأين صنعهم فيها؟لم يخلفوا ورائهم إلا رائحة البارود والموت فكان (النظام البائد) بمعاونة إيران وروسيا الحرق والهدم نهجهم ، فصاروا (تتار القرن الجديد) وماكان أثرهم الباقي إلا تماثيل ملعونة غضب عليها الشعب فأسقطها فور سقوط النظام وسحلها في الشوارع وتفنن في إهانتها ، فحلوا عن بني اميه وهتافكم ضدهم فكم من بلاد لم تعرف الله الا منهم فتحوا الامصار ونشروا الاسلام و زادوا العروبة عزاً .
واليوم يعيد التاريخ نفسه في سلب الحق وانكار المعروف ، فحين احتفل العالم كله مع سوريا بهذا النصر السلمي الذي لم ترق فيه الدماء، وتابعنا قائد الحكومة الجديدة حين تصرف بتروي لم نعهده في ثورة عربية ،فلم نراه واقفاً شامخاً خلف المكبرات الصوتيه يصرخ ويزمجر وسط جماهير تهتف بالفداء لروحه ودمه وسباطه ( مشهد ممل ومكرر ) ، كما لم ينسب النصر لنفسه ولم يعظم ذاته كما نرى في كل انتقال سلطة ، بل نسب الفضل لله ثم المشاركين معه والدول التي ساندته وأبناء الشعب السوري ، كان فتحاً عظيماً تميز فاتحوه جملةً بالتواضع .
ثم بدأ بمد العلاقات مع الدول التي لطالما كانت صديقة لسورية وشعبها في خطوة مهمه لإعادة بناء حجر الدولة ، وداخليا بدأت الدولةً في استقبال المهجرين بالملايين والعودة لبلادهم وفتح احضان الوطن وانشغلوا في مهمه صعبة ومصيرية لمعظم أطياف الشعب عن مكان المفقودين ، و كانت المهمه الأصعب هي اخراج المساجين ومحاولة الاستدلال على اسماء القتلي .
اليوم نرى حالة جديدة لا تشنج في شعارات ولا تهديدات انتقامية لكل من يعارض ، ولا وعود كذابة ، كل ماتم بتؤدة ورصانة في اختيار الحكومة ، مع ذلك نجد وبعد هنيهات من استقرار الامور تم تفعيل مظاهرات خبيثة لا نقول عجت بها الساحات لكنها زوبعة في فنجال ، صرخت حناجر اعتادت على الصمت لنصف قرن ، بل أكثرهم كانوا يمجدون الطاغية بدعوى الخوف منه ، خرجوا في مظاهرات ليرفضوا الثوار وحكمهم من جاء بإخراجهم من الجحيم ،اقتحم الصعاب وخطط ورابط وحشد القوات وتنازل عن الدنيا ورابط على الحدود وجهز واستعد ووضع يده على كف عفريت …،
واليوم بعد زوال الخوف انبروا للمعارضة،
المعارضة على ماذا ؟ على حكم لم يصغ قانون واحد الى الآن ولم يضع ينفذ عقوبة واحده؟وقبل أن تنشف دماء القتلى وتجف زموع المفجوعين بأبنائهم الذين ظنوهم أحياء ..في مشهد أناني جارح لروح الشعب الواحد ، وماهم الا بقايا الدولة القديمة والتي تسمى الدولة التحتيه تتغير الواجهة ويبقى المحركون الأساسيون موجودين ، فبعد التمعن في صورهم شهد الكثير أن معظم من خرج في المظاهرات كانوا موالين للنظام السابق او كما المصطلح السوري (شبيحة) الشبيحة هم من يطالبون بحقوق الأقليات ؟
صرخوا ونددوا وحشدوا من يواليهم بهتافات تندد بقيام دولة اسلامية مدعين مطالبتهم بحقوق الاقليات ، عن أي أقليات يتحدثون ثم أين حقوق الأكثرية ؟
لماذا يستكثرون على الاسلاميين السنة دفة الحكم اليس هم أغلبية الشعب؟ األيس هم أكثر الفئات التي عانت من النظام السابق ؟ من تهجير وقتل وسجن و..و..، والأهم من ذلك اليس من هم من حرر سوريا ،فهنيئاً لهم هذا الحكم وهنيئا لهم هذا النصر .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى