مقالات

الدور الفاعل للمرشد السياحي في صناعة السياحة

بقلم : أنور حكمي

يعتبر المرشد السياحي المتمكن عنصرًا أساسيًا في قطاع السياحة، حيث يعول عليه العديد من التطلعات من أبرزها تلميع صورة السياحة في دولته وإبرازها بالشكل المحبب الذي يجعل الزوار يكررون تجربة الزيارة مرات ومرات بل ويوصون بتلك الزيارة لأصدقائهم وذويهم والدور المحوري للمرشد السياحي يعزز تجربة السائحين ويعرفهم بالمعالم الثقافية والتاريخية والطبيعية للدولة ولا يقتصر دوره على تقديم المعلومات فقط، بل يمتد ليشمل التأثير في انطباعات الزوار، مما يسهم في دعم الاقتصاد السياحي ونجاح وتحقيق مستهدفات السياحة بشكل عام ولتحقيق هذا الدور الهام والفاعل ينبغي للمرشد السياحي أن يقدم المعلومات بطريقة شيقة وتفاعلية بحيث يجمع بين المعرفة والترفيه معاً وذلك يجعل جولته أكثر متعة وإفادة. كما يساعد في تقديم تفاصيل دقيقة حول الأماكن السياحية، ما يضيف قيمة إلى تجربة الزوار كما ينبغي عليه عند تنفيذ جولاته السياحية الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي بما يعزز الوعي بأهمية الحفاظ على المعالم الأثرية والتقاليد المحلية واحترامها وكل ذلك يتطلب تحقيق التواصل الفعّال مع السياح حيث يعتبر المرشد السياحي جسرًا ثقافيًا بينهم والمجتمع المحلي ودوره يقتضي تفسير العادات والتقاليد، مما يسهل التفاهم ويعزز التبادل الثقافي ومن الأدوار الجوهرية للمرشد السياحي تعزيز الأمن والسلامة حيث يلعب المرشد دورًا رئيسيًا في توجيه السياح للحفاظ على سلامتهم، خاصة في الأماكن الطبيعية أو التاريخية الحساسة كما يساعدهم في تجنب المخاطر المحتملة ويستعشرها قبل حدوثها كالتعرض لمناطق غير آمنة أو انتهاك القوانين المحلية عن غير قصد وللمرشد دور حاسم في دعم الاقتصاد المحلي من خلال الترويج للمنتجات المحلية والحرف اليدوية والمطاعم والمحلات التجارية من خلال وصف خصائص المنتجات بكل أمانه الأمر الذي يجعله مساهماً في دعم الاقتصاد المحلي وزيادة العائدات المالية للمجتمع ولتحقيق تلك الأدوار يجب على المرشد السياحي أن يمتلك عدداً من المهارات وأولها اللغة المناسبة للسياح حتى يتحقق التواصل اللفظي الذي يحقق أهداف الجولة بسهولة ويسر إضافة إلى المعرفة الواسعة من خلال الاطلاع العميق على التاريخ، والثقافة، والجغرافيا، والعادات المحلية وامتلاك مهارات الاتصال وهي القدرة على إيصال المعلومات بوضوح وإقناع، مع استخدام أساليب تفاعلية لجذب انتباه السياح من خلال توظيف لغة الجسد باحترافية ولا شك أن المرشد السياحي أثناء أدائه لتلك الأدوار الهامة يواجه بعض التحديات أولها اختلاف طبيعة السياح وخصائصهم وثقافتهم وقد يكون البعض منهم متطلبون بشكل مبالغ فيه وقد تواجه المرشد ظروفاً جوية أو ميدانية أو تغيرات مفاجئة قد تؤثر على مسار الرحلة لذا فإنه على المرشد السياحي أن يتحلى باللباقة والتعامل بروح مرحة وبأسلوب دبلوماسي مع الزوار بمختلف ثقافاتهم وأن يكون حسن التصرف في جميع الأحداث وأن يكون لديه القدرة على إدارة الأزمات والتصرف بحكمة في المواقف الطارئة وتقديم الحلول المناسبة باحترافية عالية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى