كل عام وانتم بخير .. روان الوذيناني
باسم آيات التهاني والتبريكات، نتقدم لمقام خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، والأسرة الحاكمة الكريمة، وأمير منطقة مكة المكرمة، ولشعب المملكة العربية السعودية، بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك، سائلين الله أن يعيده عليكم بالخير والبركة، وأن يحفظ وطننا الغالي من كل مكروه.
مكة، تلك الأرض الطاهرة التي لا تضاهى، هي رمز للإيمان والطهر، وأطهر بقعة على وجه الأرض، إذ تحتضن قلب المسلمين في كل أرجاء المعمورة. وفي رمضان، تتجلى عظمة مكة كما لم تتجلى من قبل، حيث يكتظ الحرم الشريف بالمصلين الذين تتناغم أصواتهم بالتكبير والدعاء. هدوء الليل في هذه المدينة لا يشبه أي هدوء آخر، فكل ركن يعكس روح العبادة ويضج بالرحمة، وكأن الدعوات ترتقي إلى السماء بين يدي الله في هذا الشهر الكريم.
رمضان في مكة ليس مجرد أيام صيام، بل هو رحلة روحية تمحو الذنوب وتغسل القلب. كل زاوية من زوايا المدينة، من الحرم المكي إلى جبالها المقدسة، تشهد توافد المسلمين من كل بقاع الأرض، ليعيشوا لحظات من التواضع والتقوى تحت ظل رمضان، الشهر الذي تتعالى فيه الروح وتصفو فيه النفوس.
وفي هذه الأيام المباركة، يصبح كل شيء حولنا أكثر نقاءً، وكل خطوة نحو المسجد الحرام هي خطوة نحو غفران الله ورضاه. في رمضان، لا تقتصر العبادات على الصيام فقط، بل تتجلى العطاءات في كل مجال، والرحمة تسود الأجواء، وتزدهر الأعمال الطيبة.