الثقافيةمقالات

الواقع:حكاية زوج غدار .. د.محمد احمد المنشي المستشار النفستربوي والأسري

🌟
جاءتني تطلب حلاً مع والدتها التي بدت شبه منهارة وهي تبكي وتدعوا على زوج ابنتها …
القصة ومافيها ان ابنتها تزوجت من تاجر معروف متزوج ولديه ثلاث بنات وولدان رغم انهم رفضوه في البداية ولم يوافقوا عليه حتى مرضت ابنتهم وأدخلت المستشفى في حالة انهيار لرفض ابوها للخاطب .
وتحت هذه الضغوط على الوالدين وافقا على مضض لخطبتها وزواجها؛
رغم ان هذه الابنة متفوقه علماً وسمعة ومكانة اجتماعية ،
وبعد ان تزوجت التاجر ؛ وعاشا سوياً احلى ايام العمر حتى بدأ يتغير عليها بأن يعاكس هذه ويواعد تلك ؛ ومن هنا بدات المشاكل بعدما شعرت بحاستها السادسة؛ والمسكينة كانت تتحمل ذلك مع أنها تسمع وترى؛ لكنها كانت تستر خوفا من الانفصال وشماتة الناس وخاصة عائلتها
حتى انه كان يتطاول عليها بالشتم والضرب والإهانة وهي تسكت ولا تخبر احدا بذلك خوفاً من الطلاق الذي كانت تخافه جدا خوفا من فقدانه والبعد عنه لتعلقها الشديد به. حتى جاء ذلك اليوم الذي بدأ يتصرف تصرفات مهينةٍ متعمدة بغرض تطفيشها والضغط عليها لتطلب الطلاق وتغادر البيت ، وكانت المسكينة صامدة لاتخبر احداً بما تعانيه، والزوج يتمادى ويتجبر ويزداد تجريحا وقسوة، لدرجة انه صارحها بانه يريد الانفصال عنها بهدوء ومن غير مشاكل ولا محاكم بهدوء لانه لايستطيع ان يستمر معها وانه عليها ان تغادر البيت بالمعروف لانه لم يعد لديه رغبة في الاستمرار معها ..
هكذا وبكل وقاحة وجبروت وعدم خوف من الله وكانها فردة من حذاء او جورب لبسه فترة وملّ منه ثم وبكل بساطة وبلا ادنى شعور إنساني أو خوف من الله قذفه الى مرمى النفايات ..
والمسكينة تبكي وتترجاه بألا يفعل ذلك لانها تحبه وأنها لم تفعل شيئا ليتركها ولم تتوانى عن خدمته والوقوف بجانبه ومؤازرته طوال فترة زواجهما؛ كانت قمة في التفاني والاحتواء والحب؛ والآن يتخلى عنها بعد عشرة خمسة عشر عاماً ..
في الحقيقة آلمتني جدا أحوال هذه الزوجة؛ وجلست افكر وافكر في حل لهذه لهذه المسكينة التي يود زوجها أن أن يطلقها لانه قد تعرف على اخرى اجمل منها واصغر سنا ؛ ليستبدلها بفردة حذاء أو جورب جديد بعد الخلاص من زوجته – الجورب او الحذاء المستعمل- ليرتبط بجديد ..
اين الخوف من الله وعقابه وانتقامه ؟
هل إن ذلك السلوك ناتج عن ضعف في الايمان بالله؟
باي ذنب قتلت هذه المسكينة !!!
واين ومتي وكيف فقد قيم الوفاء والعشرة والخوف من الله ؟ اين الانسانية والرجولة والشهامة التي سمحت له بان يفعل ذلك ؟
بل وبكل بساطة فعل فعلته متجاهلا الصدمة النفسية والحالة الشعورية المؤلمة التي تكابدها هذه الزوجة بلا ذنب سوي أنها قبلت به رغم رفض والديها من حيث المبدأ.
(( ربما كما يقولون: الحب بلي والعشق سم قاتل ))
لكنها صدمة او قل صفعة مدوية أحدثها هذا الزوج ؛ المِلعَاب؛ قد احدثها لزوجته التي أحبته ولأسرتها؛ هذا رماها وقد كان من قبل يتمناها ويترجي أهلها، ألهذه الدرجة غاب خوفه من الله ؟ ألهذه الدرجة يستهين بعض الناس بعقاب الله وانتقامه ؟ أعود فأقول : هل من المروءة أنك ياهذا بكل بساطة تتزوج وتطلق وتنهي عشرة وحياة لزوجة لا ذنب لها الا انها احبتك ووثقت بك وفيك؛ وقدرتك واخلصت لك ..أهكذا يكآفأ الزوج زوجته علي إخلاصها له؟
هذا هو الظلم بعينه.
لا حول ولا قوة الا بالله ؛ وما ربك بظلام للعبيد؛ وما كان ربك نسيا .
هذه مشكلة وقفت امامها طويلا اتامل واتألم طويلا متمنيا منكم مشاركتي في مرئياتكم حول هذه الظاهرة الغير إنسانية التي بدات تتفشى مثيلاتها في المجتمع للأسف الشديد ..
وكان الزوجة لعبة… ومشاعر بنات الناس رخيصة لهذه الدرجة ؟ ما رايكم في هذه الظاهرة الغير إنسانية ؟ ما رأي هذا الزوج المِلعاب وأمثاله لو كانت له بنت تعرضت لنفس ما يفعله هو في بنات الناس!!!!!؟ فهل نقول لك ولأمثالك… ألا أيها .. خاف ربك وأحفظ الأمانة التي بين يديك… فقد يكون لكن منها بنات… وتواجهن لا قدر الله من نفس الكأس؛ لتعاني هذه الزوجة مرتين؛ الاولي منك والثانية من زوج بنتيكما؛ ألا أيها الزوج المفتري علي نفسه وعياله؛ لا تكن غداراً ؛ وإلا كما تدين تدان؛ ومن اتعظ بغيره كفاه الله شر نفسه.
شاركونا الراي حفظكم الله وكفاكم وكفى احبتكم امثال هؤلاء عديمي الضمير والإنسانية.
🌟

المستشار النفستربوي والأسري
د.محمد احمد المنشي

مُرشده فلميان

كاتبة مقالات وقصص قصيرة وخواطر معلمة وعضوة عاملة في جمعية متقاعدي مكة المكرمة وعضو مشارك بصحيفة شفق الالكترونية.
المدينة : مكة المكرمة
الايميل : [email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى