مقالات

الفن الهابط وتأثيره على الأمة العربية والإسلامية

الفن مدرسة تربوية، يبعث من خلالها رسائل للعالم لربما يسأل الكثير لماذا أتحدث عن الأمة العربية وليس المجتمع المصري فقط، أقول إن المجتمعات العربية واحده ولكن تختلف الثقافات ورغم اختلاف الثقافات تكون الأسس التربوية ثابتة، كان الفن قديما والذي نطلق عليه اليوم فن الزمن الجميل يبعث رسائل تعود بالنفع والتوعية الأسرية علي المجتمع، وبلا شك عندما نشاهد فيلما قديما  لنجوم الزمن الراقي نجد أنه كانت طريقة حديثهم بها نبرة ثقافية ولغة عربية فصحى كان هناك رقابة وإن لم يكن هناك رقابة عليهم كانوا هم من يراقبون أعمالهم، حتى يكون الناتج ثمرة فنية تربوية تتعلم منها الشعوب العربية .

لكن للأسف الشديد تحول الأمر اليوم إلى فوضي أخلاقية، نعم في ظل غياب الرقابة الفنية والسماح لمن يمتلك المال بالإنتاج الفني تحولت الساحة  من فن يشارك في بناء الأمم، إلى فن هابط يفسد الأسرة العربية والمصرية بشكل خاص .
إن الأمر يحتاج إلى طرح أسئلة كثيرة وهامة للغاية منها.
أولا: كيف يؤثر الفن الهابط على الأسرة؟
عندما يكون رب البيت جالسا مع أبنائه يشاهدون فيلما عربيا، وتأتي مشاهد مخلة يشاهدها الطفل إذا نحن ندمر الأسرة العربية .
عندما تشاهد فتاة فيلما وتجد فيه مشاهد مخلة تحت مسمى الحب والرومانسية، وتحلم أن تكون هي من تقوم بتمثيل تلك المشاهد إذا نحن أمام فن هابط ينسف الأسرة العربية والبيوت المصرية .
عندما يشاهد شبابنا أفلاما يرفع فيها السلاح ويظهر فيها المخدرات وعلامات البلطجة، ويحلم الشاب أن يكون هو من يقوم بتلك الأدوار إذا نحن أمام دمار صريح للأسرة العربية .
لا نريد أن نذكر أسماء ممثلين يشاركون في الفن الهابط الذي دمر شباب الأمة، ولكن بلا شك أنه لا يخفى عليكم جميعا أسماء من يقدمون تلك الأفلام .
ثانيا: كيف تساعد الدول في نشر الفن الهابط ؟
بلا شك أن الدولة هي الراعي الرسمي لنشر هذا الفن المدمر للأسرة، ولا أبالغ إن قلت للعالم، بغياب دور الرقابة الفنية ومحاسبة كل من يقوم بإنتاج فيلما خادشا للحياء، وأيضا  كل من يقوم بقبول التمثيل في دور به مشاهد مخلة للشرف يشاهدها أبنائنا وبناتنا ويهدم ما قام ببنائه رب البيت في سنين طوال .
أيضا الحريات المطلقة التي بثت لنا من الأفلام الهابطة لنجد الفتايات والشباب يقفون أمام الأب والأم قائلين، أنا حر أو حره، أنت مالكش حكم عليا، ما تمسكش تليفوني إلى آخر هذه الكلمات التي  يتم عرضها على شاشات التلفاز الذي يعرض فيه هذا الفن الهابط الذي جعل الحرام موضة وعدم التربية عادة والدين غريبا
ثالثا: كيف تحارب المجتمعات هذا الفن الهابط؟
إن الأمر جد خطير يحتاج من كل فرد في المجتمع أن ينظر إلى أولاده ماذا يحدث لهم من فقدان للتربية والسير وراء ما يشاهدون في الأفلام المخلة حتى ينتهي المطاف بكثير منهم إلى الإدمان والتحرش، إلى آخر ما يبث إلى الأسرة من خلال تلك الفن الهابط .
إن كان هناك غياب تام للرقابة الفنية فيجب أن يكون الأب والأم هم الرقيب علي البيت، بلا شك أنه إذا تكاتف المجتمع وأصبح هناك رقابة مجتمعية سيصبح الأمر مختلفا للغاية .
أيضا التمسك بالقيم الأخلاقية التي تأسس العالم الإسلامي عليها، والتي علمنا إياها النبي صلى الله عليه وسلم .
فيا كل أب وأم  تركوا أولادهم إلى ما يسمى بالموضة وإلى الحريات المطلقة، أنتم جزء من هذا المجتمع يجب أن تعود الرقابة من خلالكم، أنتم في خطر أنقذوا أنفسكم وأبنائكم، من الفن الهابط كاد أن يدمركم وأنتم لا تشعرون، وختاما.

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) متفق عليه.

محمد ابراهيم

كاتب صحفي حاصل على كلية إعلام جامعة فاروس حاصل على ماجستيرفي الصحافة التلفويونية وعضو مشارك بصحيفة شفق الإلكترونية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى