الثقافيةمقالات

أعلام من بيش ..الأستاذ مهدلي وهبان

الأستاذ مهدلي بن محمد محمد وهبان
من رواد التعليم في بيش ، ومن الرعيل الأول الذين قدموا حياتهم للتعليم .. بداياته لا أتذكر في أي المدارس بدأ حياته العملية ، ولكنه درسني في الصف الثالث الابتدائي بمدرسة بيش الابتدائية ( المدرسة الجندلية) عام ١٣٩٢هـ.
معلم رائع بكل ما تعنيه الكلمة ، فيه من الهدوء والتدين الحقيقي ، فهو يتعامل مع الكبير والصغير معاملة رائعة ..
وكما قلت أول ما عرفته عندما كنت بالصف الثالث الإبتدائي ١٣٩٢هـ ، عندما كان يدرسني وزملائي مادة الهجاء وكان المنهج يحوي قطعا نثرية وأناشيد أيضا . فمرة كانت الأنشودة عن العلم فأنشدها ورددناها خلفه ثم توقف وقال من ينشدها وكانت عندنا الحصة الأخيرة وما زلنا في منتصفها فأنشدتها ولَم أغلط فبعدما خلصت قال لي : شل كتبك وروح قبلهم كلهم ، وكان كل من أنشدها روح عليه ، كانت هذه جائزتنا . وفِي مرة أخرى قرأت القطعة بعدما خلص من قراءتها لنا مباشرة ولَم أغلط نهائيا فأعطاني جائزة ( حبة شوكليت أبو العسل ). كانت فرحتي بها ما توصف لأني أنا الوحيد الذي أخذت والبقية لم يتقن أي واحد القراءة من أول مرة .
بعد الصف الثالث لم يدرسني أي مادة حتى نجحت من الصف السادس .
وبعد أن أصبحت هناك مدرسة الزبير ومدرسة أبو هريرة كان هو من معلمي مدرسة الزبير بن العوام الابتدائية .
رجل عظيم في تعامله وتخاطبه .. فقد كنت أخرج مشرفا مع طلاب الصف الثالث بمعهد إعداد المعلمين ببيش الذين يتدربون بمدرسة الزبير وأبو هريرة عام ١٤٠٩هـ ، فأجد منه تعاملا هو وبقية أساتذتي الذين درسوني فوق ما كنت أتوقع ومنهم الأستاذ حسن منصور الأعجم مدير المدرسة رحمه الله .
أمضى في التعليم سنوات عديدة تزيد عن الخمس والثلاثون عاما تقريبا .. كتبت عنه هذه السطور والمؤذنون يستعدون للنداء لصلاة فجر اليوم الأحد الموافق ١٤٤٠/١٢/٢٤هـ .
تقاعد في عام ١٤١٩هـ وحضرت حفل تقاعده . وحضر حفل تقاعده سعادة مدير التعليم بمحافظة صبيا آنذاك الأستاذ الكبير كرامة بن علي الأحمر .
يعلم الله كلما رأيته في أي مكان تبلغ مني سعادتي قمة الترف والفرح والبهجة ولا يسعني إلا تقبيل رأسه فيبتسم ابتسامة ترد الروح لطالب أنام أستاذه .. متعه الله بالصحة والعافية وأطال عمره .

د. ضيف الله مهدي

مستشار تربوي ونفسي وأسري واجتماعي - عضـو مشارك بـ صحيفة شفق الالكترونية
المدينة : جدة
الايميل : [email protected]
الجوال : 0501963560

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى