الثقافيةمقالات

أعلام من بيش .. السيد مصطفى حبكور يرحمه الله

السيد مصطفى بن محمد بن حبكور محرق يرحمه الله
يمتد به النسب الكريم حتى الإمام علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، الخليفة الراشدي الرابع ، أبا الحسنين ، أمير المؤمنين .. رضي الله عنه وكرم وجهه .
هذا السيد الجليل والشيخ الكريم السيد مصطفى حبكور ، عاصرت من حياته شيء بسيط وربما رأيته في حياتي مرة أو مرتين .. حينما حضر مرة للمدرسة يسأل عن حال ابنه جمال الذي درست أنا وهو في مدرسة بيش الابتدائية ( المدرسة الجندلية ) وكنا في فصل واحد بالصف الأول الابتدائي وكذلك الثاني والثالث والرابع وافترقنا في الخامس .. شاهدت رجلا عظيما وشيخا وقورا له هيبة لونه أبيض وسيم جدا ، وعيون واسعة . ( وصفي له هذا عندما شاهدته في عام ١٣٨٩-١٣٩٠هـ ، وأنا بالصف الأول الابتدائي ، بعد ذلك رأيته مرة أخرى وأنا في المرحلة المتوسطة وكان الطريق المؤدي للمدرسة يمر من ناحية منزله ورأيته وهو ماشي وليس وجها لوجه .
لكن الحقيقة أن السيد مصطفى يرحمه الله سيد عظيم من رجالات بيش الذين لن ينساهم بيش مطلقا .
سمعت والدي محمد بن حسين مهدي يرحمه الله وأنا صغير يذكره بخير ويقول عنه كريم وشجاع ولا يحب الغوى ، الغوى الشيء الذي مش جيد والأفعال الشينة . وأنه يعطي الرجل حقه إذا عمل معه ولا ينقصه وأنه عادل في تعامله مع الناس ولا يرفع صوته ولا يتكلم كثيرا وهادئ .
ويقول عنه الشيخ علي بن صالح هملان يرحمه الله : ” كان السيد مصطفى حبكور رجل عظيم مهاب ، إذا دخل مجلسا أو مر بجماعة وقفوا له جميعا تحية وتقديرا واحتراما ” .
كتب عنه ابنه الأستاذ معدي محرق : ”
كان والدي رحمه الله معروف بسخائه وكرمه فقد كان يفتح بيته على مصرعيه لكل المحتاجين ، وكان يعمل على اصلاح ذات البين بين القبائل المتخاصمة ، واذكر بأن والدنا رحمة الله عليه يقوم بالإصلاح بين الزوجين عندما يحضر الزوج ويشتكي يذهب معاه بصحبة رجال اكفاء ويذهبون الي أهل الزوجة ولايعود الي بيته الا وقد أصلح فيما بينهم ، عُرف بطيبته وحبه للخير وكان شخصاً مرحاً مزوحاً ، تزوج الكثر من النساء .. كان حاله والحمدلله ميسور ، كل الناس يقصدون عطائه في أيام الجوع والجحر وحتى أيام الرخاء ، وكان له مزارع من القمح والدخن والسمسم يخيمون بعض الناس بالقرب من مزارعه حيث يأتي من المناطق البعيدة ، مثل : عسير وبعض القرى حتى ياخذون ارزاقهم من تلك النعمة التي حباه الله بها وكان الأقارب يجتمعون عنده في كل ليلة يتسامرون ويتشاورون على فعل الخير وكان رحمه الله لديه مساعدين ومستشارين له مثل : السيد حبكور محرق والسيد مطلب ومحسن ابراهيم محرق ، وكان له رجال يأتون له بأحوال الناس المحتاجة ومنهم منقاس ومحمد عيسي الباصم ومهاجر فيأتي هؤلاء ويخبرونه بأن فلان والأسرة الفلانية عندهم من الحاجة والعوز والفقر كذا وكذا فيعطيهم رحمهم الله جميعاً .
كان شجاع صارم كلمته نافذة وكان رحمه الله شديد وحريص في تربيته لابنائه وكان ذو هيبة عظيمة لديهم و كانوا يهابونه كثيرا في كل تصرفاتهم وتفاصيل حياتهم يقول أحد أبنائه ( لدرجة اذا سمعنا صوته مرتفع ) نعرف أن أحدنا أخطأ ولابد من المواجة عن قرب اما ان يعفي او نأخذ الجزاء على ذلك الخطأ .
اما بخصوص حياته العملية فهو قد عمل خوياً في إمارة منطقة جازان و أبوعريش والعالية وبيش .
وأنجب من الأبناء تسعة ومن البنات ثمان.
ومن الأحفاد قرابة الخمسين حفيدا منهم الدكتور استشاري جراحة الكلى ( باطنة) وهو سميه مصطفى ناصر محرق .
و كذلك الرائد : محمد ناصر محرق
والنقيب : عبدالرحمن ناصر مصطفى حبكور محرق
والدكتور : عبدالرحمن ناصر محرق
والمهندس : سلطان محمد جابر محرق يعمل في الولايات المتحدة الامريكية في الأجهزة الطبية الدقيقة .
هذا هو حفيد أمير المؤمنين السيد مصطفي بن محمد حبكور محرق .. قدمته باختصار .
رحمه الله رحمة واسعة وجعل الفردوس الأعلى من الجنة نزله .

د. ضيف الله مهدي

مستشار تربوي ونفسي وأسري واجتماعي - عضـو مشارك بـ صحيفة شفق الالكترونية
المدينة : جدة
الايميل : [email protected]
الجوال : 0501963560

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى