الثقافيةمقالات

أعلام من بيش الأستاذ شوعي عارضي

الأستاذ عبد العزيز بن عيسى عارضي يرحمه الله
معروف واشتهر بشوعي عارضي .. عرفته في التسعينات الهجرية في عصرية أصيب فيها وهو يلعب مع فريق زحل ببيش ضد فريق من صبيا وأظن اسمه التسامي إن لم تخن الذاكرة ، وقد كان الأستاذ شوعي يلعب مهاجما وكان يجري بسرعة خلف الكرة في انفراد إلا أن الحارس للفريق الصبياني محمد دماس يرحمه الله كان أسرع منه للكرة وأمسك بها واحتضنها جالسا القرفصاء فاصطدم الأستاذ شوعي بركبة الحارس وكسرت ساقه اليمنى مباشرة وتم نقله مباشرة إلى طبيب الكسور الذي لم يظهر مثله في تجبير الكسور أي أحد حتى الأطباء المختصون ، إنه الشيخ أحمد مهدلي مشلوي المشيخي يرحمه الله ، وتم تجبير الساق وشفي الأستاذ شوعي ولَم يعد لممارسة كرة القدم وخسرت الشريعة وبيش لاعبا مميزا .
وكان وقت إصابته وهو لاعب كان يدرس بالمرحلة المتوسطة في متوسطة بيش الأولى وبعد نجاحه منها واصل دراسته بمعهد إعداد المعلمين بمدينة جيزان وتخرج فيه وعين معلما بعد تخرجه ، بعد ذلك واصل دراسته بمركز العلوم والرياضيات بالرياض .
بداية معرفتي به الحقيقية في مدرسة مسلية الإبتدائية والمتوسطة في عام ١٤٠٦هـ . عندما كنت مرشدا طلابيا بالمدرسة يومان في الأسبوع ( الثلاثاء والأربعاء ).
الحقيقة عرفت رجلا ليس كبقية الرجال وعرفت معلما يبذل كل ما في وسعه لتعليم أبنائه الطلاب وإسعادهم ، عرفته أبا للصغير وأخا للكبير منهم حتى أن كل طلاب المدرسة يحبونه ويقصدونه إذا كانت لهم مطالب وهموم ومشاغل .
لم أسعد بسنوات طويلة أعيشها معه في مدرسة مسلية فقد صرت الأسبوع كله في المطعن المتوسطة ٣ أيام والمطعن الابتدائية يومان مع بداية عام ١٤٠٧هـ .
الأستاذ عبد العزيز ( شوعي ) أنتقل بعد ذلك من مدرسة مسلية إلى مدرسة الشريعة المتوسطة والثانوية وفِي الشريعة كنت ألتقي به عند زيارتي للمدرسة ووجدته نفسه الذي كان يحبه طلاب مسلية ، طلاب الشريعة يحبونه ويأتونه في سائر أمورهم ومطالبهم . وكنت أيضا ألتقي به في خارج المدرسة مرات كثيرة .
له مواقف جميلة مع الكثير من المعلمين والطلاب وأولياء الأمور تبين أصله ومعدنه النفيس .
من مواقفه الجميلة معي : أنني داومت أول دوام لي يوم الأحد ١٤٠٥/١٢/١٦هـ مدرسة المطعن الابتدائية والمتوسطة الأحد والاثنين وداومت الثلاثاء والأربعاء مسلية وكنت بدون سيارة ودامت مع الأستاذ محمد الطير وعرف بي الأستاذ محمد مدير المدرسة الشيخ عبده عقيلي ، وبقية من كان في الإدارة وبدأ الطابور وكان الأستاذ شوعي يوقع في الإدارة وكنت واقفا في الطابور وبعض المعلمين ومنهم الأستاذ جميل السلوم معلم الاجتماعيات ( سوري ) ينظر لي ويقول ادخل الطابور – وكنت في غاية الشياكة بلبسي وجزمتي البيضاء والشراب البيضاء والساعة في اليد اليمنى – أو ما تبغى توسخ ملابسك يحسبني طالب فحتى الشعر لم يظهر تماما في وجهي ، وكان الأستاذ شوعي واصل للطابور ولَم يتعرف علي بعد فقال هذا معلم جديد عندنا أستاذ جميل ثم سلم علي وقال أنت معلم جديد عندنا ؟ – بصوت منخفض بيني وبينه – قلت : نعم ، المرشد الطلابي فأمسك بيدي وحياني ، وبقي ماسك بيدي وكلما مرينا من عند معلم عرفه عليّ بفرح وسرور والله كأني أخوه وليس معلم زميل له .
أرجع لموقفه معي ، كما قلت : داومت الثلاثاء والأربعاء بمسلية وتعرفت عليهم وانتهى الأسبوع وداومت السبت والأحد والإثنين في المطعن والثلاثاء والأربعاء سأكون في مسلية . جاء مشرف التوجيه والإرشاد مع بداية الحصة الثانية وعلى طول بدأ يطالبني بأعمالي فقلت : أستاذ في المطعن هناك بعض الأعمال تبغاني أروح أطلعك عليها هيا نذهب ! قال : لا أريد أعمالك هنا ! قلت : هنا هذا ثالث يوم عندهم وأكثر المعلمين باقي ما يعرفوني ولا أعرفهم وحتى ما قد أعطاني مدير المدرسة لا كرسي ولا مكتب ولا غرفة وما سويت ولا شيء مدون في السجلات ولكن أستقبلت أولياء الأمور وأبناءهم المستجدين وتحدثت معهم وعرفتهم على الأسبوع التمهيدي علما أنني تدربت في الكلية كمعلم في معهد إعداد المعلمين في أبها وكأخصائي نفسي في مستشفى الصحة النفسية في أبها ، لكن كمرشد باقي سأتعلم منك .. رد علي رد مش جيد وهنا وقف الأساتذة شوعي عارضي ومحمد الطير وخضر عبد الرحمن وشعبان معلم مصري ، وقفوا معي وأسكتوه ودافعوا عني بكلام جميل جدا لا أنسى موقفهم معي حتى أموت .
بعد الحصة الثالثة أستأذنت من الشيخ عبده عقيلي بأني بأوصل ولدتي مطار جازان وبأوصلها جدة عند أخي الأكبر يرحمه ووالدتي الله يرحمها عندها مراجعة في مستشفى الملك عبد العزيز الجامعي بجدة .. خرج معي الأستاذ شوعي يرحمه الله يسليني لأن خاطري مكسور ومعه الأستاذ محمد الطير أوصلني للبيت وقال الأستاذ شوعي لا تداوم إلا الثلاثاء القادم ووالله لأبقي لك مكان في دفتر الدوام توقع فيه يوم الأربعاء ، وفعلا حصل هذا .
الأستاذ عبد العزيز ( شوعي ) مدرسة في التعامل والأخلاق والوفاء والشجاعة يرحمه الله وقد توفي يرحمه الله في يوم ١٤٣١/١١/٢١هـ رحمه الله رحمة واسعة وجعل الفردوس الأعلى من الجنة

د. ضيف الله مهدي

مستشار تربوي ونفسي وأسري واجتماعي - عضـو مشارك بـ صحيفة شفق الالكترونية
المدينة : جدة
الايميل : [email protected]
الجوال : 0501963560

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى